كشف روبوت مصمم لمراقبة النشاط الزلزالي على كوكب المريخ عن إمكانية اكتشافه للهزات الضعيفة القادمة من النيازك التي تؤثر في كوكب المريخ.

نجح الباحثون عبر مقارنة البيانات من مركبة إنسايت الفضائية التابعة لوكالة ناسا مع البيانات من المركبة المدارية لاكتشاف المريخ في ربط فترات الهزات الأرضية بالفوهات حديثة التشكل، ما يساعد على فهم العمليات المستمرة التي تؤثر في تشكيل جيولوجيا المريخ وكيف يمكن لجمع البيانات الزلزالية أن يكشف عن معلومات تتجاوز أهداف المهمة المتوقعة، ما قد يُظهر معلومات عن العوالم الأخرى.

لقد غيرت مركبة إنسايت قواعد اللعبة منذ هبوطها على المريخ في نوفمبر 2018، إذ أظهرت أن المريخ نشط جيولوجيًا ويتأثر في الهزات والزلازل.

استخدم العلماء موجات الزلازل لوضع أول خريطة مفصلة لداخل كوكب المريخ بفضل مقياس زلازل المركبة الروبوتية، استُخدِم الجهاز لالتقاط الأصوات الغريبة من عالم آخر عن طريق اكتشاف الاهتزازات الصوتية في الغلاف الجوي لكوكب المريخ.

ما يعني أن المركبة قادرة على اكتشاف الاهتزازات من مصدر آخر، إذ تنفجر النيازك في الغلاف الجوي للمريخ قبل لحظات من إحداث تأثيرات في سطح كوكب المريخ.

كتب فريق بقيادة عالم الفيزياء الفلكية رافائيل غارسيا من المعهد الوطني الفرنسي العالي لعلوم الطيران والفضاء بجامعة تولوز في فرنسا: «لم نتبين صلة واضحة من قبل بين الموجات الزلزالية الصوتية المسجلة وحفرة صدمية معينة على كوكب آخر، توفر التجربة الزلزالية للهيكل الداخلي (SEIS) وأجهزة استشعار الضغط على مركبة إنسايت فرصة نادرة؛ لربط دخول نيزك في الغلاف الجوي لكوكب المريخ بالموجات الميكانيكية المتولدة نتيجة عمليات التأثير الأرضي، إذ نستخدم بيانات مركبة إنسايت الزلزالية؛ لتحديد مواقع الحفر الجديدة على كوكب المريخ».

يعد دخول صخرة فضائية كبيرة إلى الغلاف الجوي الكوكبي حدثًا مدمرًا إلى حد ما؛ ستتولد موجات صدمة عند دخولها أولًا وقد ينفجر النيزك عند سقوطه في الجو.

يظن العلماء أن هذا يحدث عندما تتسرب غازات الغلاف الجوي إلى شقوق الصخرة ما يتسبب بالضغط عليها من الداخل ومن ثم انفجارها، وعلى هذا تتولد المزيد من موجات الصدمة.

قد تتحول الاهتزازات إلى موجات صوتية وزلزالية يمكن اكتشافها عبر الحساسات، توقع غارسيا وزملاؤه قبل إطلاق المهمة أن مركبة إنسايت قادرة على اكتشاف انفجار نيزكي، لكن ما تمكن الفريق من تحقيقه تجاوز ذلك.

حدد غارسيا وزملاؤه أربعة أحداث مؤثرة متباعدة على كوكب المريخ باستخدام البيانات الصوتية والزلزالية من مركبة إنسايت جميعها على بعد 300 كيلومتر من المركبة وقعت هذه الأحداث في 27 مايو 2020، 18 فبراير 2021، 31 أغسطس 2021، و5 سبتمبر 2021.

حدد الفريق أماكن وقوع الاصطدامات بعد وصول الموجات الصوتية والزلزالية إلى مركبة إنسايت وهي على بعد 286.5، 84، 267، 86 كيلومترًا من المركبة على التوالي، ثم كشفت صور لهذه المناطق من المركبة المدارية التابعة لناسا آثار اصطدام جديدة على سطح المريخ ومن ثم صحة حسابات الفريق.

قد يكون لتأثيرات النيازك (والانفجارات الهوائية النيزكية) بعض التأثيرات المهمة في الكوكب، يظن العلماء أن النيازك كانت سببًا رئيسيًا لظهور الحياة على كوكب الأرض وربما أدت دورًا أيضًا في تحديد اتجاه تلك الحياة عبر التسبب بالانقراض.

يمكن لتأثيرات النيازك أن تؤدي دورًا في تشكل جيولوجيا المريخ وغلافه الجوي، وقد يساعد تحديد نشاط النيزك على المريخ على فهم أفضل لكيفية وسبب كون الكوكب الأحمر بالصورة التي هو عليها. قد تساعد الهزات الناتجة عن تأثيرات النيزك العلماء على تحديد باطن الكوكب تحديدًا أفضل.

كشف علماء مركبة إنسايت أن المركبة تفقد قدرتها على التشغيل الذاتي بسبب الغبار الذي يغطي ألواحها الشمسية ومع الأسف قد لا نحصل على المزيد من البيانات منها، ومع ذلك فإن العمل يبدو واعدًا للعلوم المستقبلية على المريخ وعوالم أخرى في نظامنا الشمسي.

كتب الباحثون «أظهرت النتائج التي توصلنا إليها قدرة علم الزلازل الكوكبية على تحديد المصادر الزلزالية الناتجة وعرقلة عمليات التأثير والأجزاء الداخلية للكواكب».

اقرأ أيضًا:

التخطيط لإرسال روبوت جراحي لإجراء عمليات طبية في محطة الفضاء الدولية

روبوت جديد يستطيع حفر الأنفاق بسرعة كبيرة

ترجمة: عمرو أحمد حمدان

تدقيق: تسبيح علي

المصدر