يلاحظ كثير من الناس توقف شعرهم عن النمو بعد حدٍ معين فلا يتجاوز طولًا محددًا، أو أنه يبدو ضعيفًا وأقل كثافة عن السابق وأكثر عرضة لمشكلات تساقط الشعر، وقد يجد بعضهم أن شعر أحد جانبي الرأس ينمو أسرع من الآخر. فما هي أسباب توقف نمو الشعر؟ وكيف يمكننا معالجة مشاكل ضعف نموه؟

دورة نمو الشعر

تتألف دورة نمو الشعر من ثلاثة أطوار، قد نلاحظ فيها اختلاف طول الشعر باختلاف سرعة نموه خلال كل طور من هذه الأطوار الثلاثة، نظرًا إلى أن بصيلات الشعر لا تمر جميعها في طور النمو نفسه في الوقت ذاته، إذ تشير الدراسات إلى أن 90% من الشعر تنمو ويزداد طولها أسرع في طور التنامي مقارنةً مع الأطوار الأُخرى، وتقسم دورة نمو الشعر لثلاثة أطوار كالتالي:

  1.  طور التنامي: مرحلة النمو النشط الكثيف للشعر، إذ تنقسم الخلايا الموجودة في جذر الشعرة بسرعة، وتستمر هذه المرحلة عمومًا 2-8 سنوات، أما بالنسبة للمرأة الحامل؛ فيبدو شعرها أكثر كثافة ولمعانًا من المعتاد لأن شعرها يبقى عادة في طور التنامي طوال فترة الحمل.
  2.  طور التراجع: يعد هذا الطور المرحلة الانتقالية التي تبدأ عند انتهاء مرحلة التنامي عندما يتوقف الشعر عن النمو أو يتباطأ نموه لكن دون تساقطه، وتستمر من 4-6 أسابيع.
  3.  الطور الانتهائي: وهو طور الراحة، تكون فيها بصيلات الشعر في حالة راحة تامة، ويبدأ تساقط الشعر خلال هذه المرحلة، وقد نلاحظ ذلك في أثناء تسريح الشعر أو في أثناء الاستحمام، وتستمر هذه المرحلة من شهرين إلى ثلاثة أشهر.

لماذا لا يزداد نمو وطول الشعر؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعل نمو الشعر بطيئًا وغير ملحوظ، أو قد تؤدي إلى توقف الشعر عن النمو تمامًا، ومن أبرز هذه الأسباب:

 الجينات والوراثة

للتاريخ العائلي والوراثة أهمية كونها أحد مسببات تساقط الشعر عند الرجال والنساء، ويمكن أن يرث الفرد الجينات المسؤولة عن تساقط الشعر من أبويه إذا كان أحدهما يعاني من تساقط الشعر لسبب وراثي ما، وغالبًا ما يُطلق على تساقط الشعر عند النساء اسم صلع النمط الأنثوي (FPHL)، وعند الرجال اسم صلع النمط الذكوري (MPHL).

 العُمر

كما نعرف جميعًا، أنّ التقدم في العمر له أهمية بالغة في تساقط الشعر عند الجنسين، لكن مع وجود بعض الاختلاف بينهما، فبالنسبة للنساء، تعاني العديد منهن بعد سن اليأس تساقط الشعر نتيجةً لتغير مستويات الهرمونات لديهن، بينما يعاني الرجال ترقق الشعر تدريجيًا مع تقدمهم في العمر. أثبتت بعض الدراسات أن 85% من الرجال في الخمسين يكون شعرهم أرق وأقل كثافة على نحو ملحوظ عما كان عليه سابقًا.

 اضطراب وظيفة الغدة الدرقية

ينبغي استشارة الطبيب عند معاناة أحد أعراض قصور الغدة الدرقية، مثل صعوبة فقدان الوزن والسمنة المفرطة، والتعب والإرهاق المستمر، لأن قصور الغدة الدرقية أو أي اضطراب أو خلل في وظيفة الغدة الدرقية يسبب نقص إنتاج وإفراز الهرمونات الدرقية ويمكن أن يتسبب في تساقط أو ضعف في نمو الشعر.

لماذا لا ينمو ولا يزداد طول الشعر في مواقف وحالات معينة؟

قد يعتمد ضعف نمو طول الشعر على حالة الإنسان الجسدية والنفسية، أو بسبب تعرضه لأحد المواقف الصادمة التي قد تنعكس سلبًا على صحة الشعر، ومن هذه الحالات نذكر:

 بعد حلاقة الشعر أو تصفيفه تصفيفةً جديدة

ينمو الشعر نحو 0.63-1.27 سم شهريًا، لذلك قد تكون الزيادة في طول الشعر غير ملحوظة أحيانًا، وخاصة بعد قصه أو تصفيفه تصفيفةً جديدة.

كما أن أطراف الشعر المتقصفة والمتعبة من الممكن أن تتكسر، ما يجعل الشعر يبدو أقصر من المعتاد، ولذلك ينبغي الاعتناء بصحة الشعر لمظهر أكثر حيوية وقوة، كما أن قص أطراف الشعر بانتظام يجعل الشعر ينمو أسرع وبكثافة أكبر.

يجب الانتباه إلى أن ملونات وأصباغ الشعر الكيميائية تؤدي إلى إتلاف الشعر ما يُسبب تقصفه أو نموه ببطء، لذلك ينبغي التخفيف من تعريض الشعر لهذه المكونات قدر الإمكان للحصول على زيادة ملحوظة في طول الشعر.

 توقف نمو الشعر في بقعة أو موضع محدد

إن توقف الشعر عن النمو في بقعة واحدة أو عدم اكتمال نموه في موضع محدد من الرأس، قد يكون علامةً على الإصابة بداء الثعلبة البقعية، لذلك عند ظهور مثل هذه الحالة ينبغي مراجعة الطبيب للعثور على خطة علاجية مناسبة.

 نمو الشعر على أحد الجانبين بشكل أسرع من الآخر

يمكن أن ينمو الشعر بسرعة أكبر على أحد جانبي الرأس، الذي من الممكن أنه يتمتع بتروية دموية أفضل من الجانب الآخر، وعلى هذا فإن الإمداد الدموي لبصيلات الشعر يكون أفضل ما يساعد على نمو الشعر أسرع، فيزداد طول الشعر على نحو ملحوظ مقارنةً بالجانب الآخر، لذلك يمكن أن يؤدي النوم المستمر على نفس الجانب من الرأس إلى نمو شعر هذا الجانب بشكل أبطأ.

 بعد حدث مرهق وصادم أو بسبب الإجهاد الشديد

يمكن للإجهاد أن يكون سببًا لتساقط الشعر الكربي، وهي حالة مؤقتة من التساقط المفرط للشعر يمكن أن تحدث بعد التعرض لضغوطات شديدة متكررة أو بسبب حدث مرهق كثيرًا، مثل:

  •  العمليات الجراحية.
  •  الولادة.
  •  فقدان أحد الأحباء.

المعالجات والتدابير المنزلية

هناك إجراءات وعلاجات منزلية نستطيع تجربتها، وقد تساعد في زيادة نمو وطول الشعر والمحافظة على صحته، وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعب إعادة نمو الشعر الذي فُقد بالفعل بسبب الصلع.

تشمل هذه العلاجات المنزلية:

  •  تدليك فروة الرأس: يساعد ذلك على تدفق الدم إلى فروة الرأس، وقد يحسن أيضًا سماكة الشعر ويكسبه الحيوية والقوة.
  •  نبات صبار الألوفيرا Aloe vera: يمكن أن يلطف فروة الرأس والشعر، ويزيد من قوته وحيويته، ويجعله أقل عرضة للتكسر والتقصف.
  •  زيت إكليل الجبل: يمكن أن يحفز هذا الزيت نمو الشعر الجديد وازدياد كثافته، خاصة في حالة تساقط الشعر.
  •  زيت نبات الجيرانيوم (إبرة الراعي): أثبتت الدراسات بعد عدة تجارب على الفئران فعالية هذا الزيت في تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس، وتعزيز نمو الشعر لدى فئران التجارب، رغم وجود حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات فعاليته على البشر.
  •  فيتامين ب 7: يمكن أن يساعد فيتامين ب 7 على نمو الشعر وزيادة طوله، وثبتت فعاليته في حالات نادرة عند الأشخاص الذين يعانون عوز فيتامين ب 7 خصوصًا.
  •  البلميط المنشاري: وهو مكون ومستخلص نباتي، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنه قد يثبط إنزيم 5-ألفا-ريدوكتاز، الذي يحول هرمون التستوستيرون إلى هرمون ديهدوتستورون الذي له دور في تساقط الشعر DHT.

الطرق العلاجية الدوائية

بالإضافة للإجراءات السابقة، هنالك عدة خيارات طبية متاحة للأشخاص الراغبين في معالجة مشكلة تساقط الشعر وضعف نموه جذريًا، وتشمل خيارات العلاج السريري لمشكلة تساقط الشعر ما يلي:

 مينوكسيديل:

مينوكسيديل يُعرف تجاريًا باسم روجين، وهو دواء خافض للضغط وموسع للأوعية، ما يعني أنه يساعد على تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس ووصول المزيد من الدم والأكسجين والمواد المغذية لبصيلات الشعر، وبهذا يسمح بنمو أقوى وأكثر كثافة.

يستخدم المينوكسيديل الموضعي بصفته علاجًا فعالًا ومتاحًا دون وصفة طبية لعلاج مشاكل تساقط الشعر عند الذكور والإناث، ويعد المستحضر الفموي منه الشكل الأكثر شيوعًا واستخدامًا بين الناس.

فيناسترايد:

فيناسترايد يُعرف تجاريًا باسم بروبيشيا، دواء يعمل على تثبيط أنزيم 5-ألفا-ريدوكتاز المسبب لتساقط الشعر، يعمل هذا الدواء على علاج مشاكل تساقط الشعر عند الرجال؛ بكن أظهرت الدراسات مؤخرًا إمكانية وصفه أيضًا للنساء اللواتي يعانين تساقط الشعر.

الإجراءات الطبية الممكنة

يلجأ الأشخاص الذين لا تُبدي لديهم العلاجات المنزلية أو الأدوية أي تحسن ملحوظ لمشكلة تساقط الشعر عادةً لزراعة الشعر، إجراء جراحي يقوم فيه الطبيب بنقل جذر الشعرة من منطقة وزراعتها في منطقة أُخرى من الرأس لتغطية بقعة صلعاء.

إحدى الطرق المتبعة أيضًا هي صبغ فروة الرأس المجهري، وهي تقنية حديثة تعتمد على تلوين وصبغ الأماكن الصلعاء أو الخفيفة الشعر من فروة الرأس بلون داكن مؤقت يُعطي ظلًا وهميًا بكثافة الشعر، فيبدو الشعر أكثر امتلاء وغزارة، يعد هذا الحل الأفضل للأشخاص الذين يريدون تغطية بقعة صلعاء ظاهرة أو جعل شعرهم يبدو ذا مظهر طبيعي وأكثر تناسقًا.

طرق أُخرى يمكن اتباعها لزيادة طول الشعر

 وصلات الشعر المستعار

تعد وصلات الشعر المستعار خيارًا جيدًا إذا كان الشعر ينمو ببطء أو لا يصل طوله إلى الحد المناسب والمرغوب، ويمكن وضع وصلات الشعر المستعار بسهولة عن طريق لصقها أو تثبيتها في صالون تصفيف الشعر أو حتى في المنزل.

 النظام الغذائي المتكامل

يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل وغني بالعناصر الغذائية المتنوعة التي تساعد على نمو الشعر وزيادة طوله: كالسبانخ، والبيض، والسمك، والتوت، وذلك للحفاظ على شعر كثيف ومتألق.

 الشعر المستعار (الباروكة)

الشعر المستعار هو قطعة أو غطاء مصنوع من الشعر الطبيعي أو من الألياف الصناعية، مصمم بعدة أشكال وتصفيفات لتلائم نمط وتصفيفات الشعر الطبيعي للرأس، ويمكن لصقه وتثبيته على أي بقعة صلعاء أو ذات شعر خفيف لإعطاء انطباع مؤقت بالشعر الكامل الكثيف واللامع.

 البخاخات الصناعية

تستخدم هذه البخاخات بصفتها خافيًا لعيوب الشعر، يمكن رشها في المناطق خفيفة الشعر من فروة الرأس ليبدو الشعر أكثر كثافةً وغزارةً عن ذي قبل.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

تجب استشارة الطبيب في بعض الحالات والاضطرابات المرافقة لتساقط الشعر، كالشعور بالتعب والمرض، أو الإحساس بالألم والتهيج في فروة الرأس، كما وينبغي مراجعة طبيب الجلدية قبل تناول أي دواء بوصفة طبية وقبل الخضوع لأي إجراء طبي، فمن الجيد أخذ الاستشارة الطبية للمساعدة في تشخيص المشكلة وإيجاد الحل الأمثل لها، وخصوصًا إذا كانت مشكلة تساقط الشعر مرافقةً لمشاكل واضطرابات صحية أُخرى.

اقرأ أيضًا:

هل يزيد زيت الخروع نمو الشعر؟

ما هي أفضل الأطعمة لنمو الشعر؟

ترجمة: أليسار الحائك علي

تدقيق: أسعد الأسعد

المصدر