على مدار عام 2012، كانت الشمس في فترة نشاط خلال دورة نشاطها التي دامت 11 عامًا.

من كان يستخدم التلسكوبات المجهزة بفلاتر شمسية خاصة لرؤية الشمس – أو تصويرها – قد رأى بقعًا شمسية داكنة تقع على سطح الشمس.

التقطت مراصد الفضاء الفلكية توهجات شمسية، والتي بالرغم من أن فترتها كانت قصيرة إلا أنها كانت لامعة وقوية – وهي عبارة عن انفجارات كثيفة من الإشعاع وهي أكبر الانفجارات في نظامنا الشمسي – والتي استمرت لفترات تتراوح بين دقائق إلى ساعات على سطح الشمس.

تحرّرت بعض الانبعاثات الكتلية الإكليلية القوية (CMEs) – وهي عبارة عن فقاعات ضخمة من الغاز ومجالات مغناطيسية من الشمس، تحتوي على مليارات الأطنان من الجسيمات المشحونة والتي تستطيع السفر إلى سرعات تصل إلى ملايين الكيلومترات في الساعة – إلى الوسط الذي توجد به كواكب المجموعة الشمسية.

انبعثت تلك المادة الشمسية إلى الفضاء، واصطدمت بالأرض في بعض الأحيان. هل هي خطيرة؟ هل علينا القلق حيالها؟

 

العواصف الشمسية ليست خطيرة بالنسبة للبشر على سطح الأرض.

تلك العواصف رائعة ويمكن تأملها، لكنها ليست ضارة علينا نحن البشر ما دمنا على سطح الأرض، حيث يحمينا الغلاف الجوي المحيط بنا.

تذكر، هناك العديد من الأسباب لتصديق أن العواصف الشمسية تحدث من مليارات السنين، منذ وجود الشمس والأرض.

وفي تلك الحالة، فقد تطورت الحياة على الأرض تحت تأثيرها.

ما هو التأثير الخطير للعواصف الشمسية في الفضاء؟

يمكن أن تسبب الجسيمات عالية الطاقة، كتلك التي تحملها الانبعاثات الكتلية الإكليلية، إشعاعات سامة للبشر وباقي الثدييات.

قد تكون خطيرة أيضًا على روّاد الفضاء المكشوفين (دون واقي أو حماية)، كروّاد الفضاء الذين يسافرون إلى القمر.

فجرعات كبيرة من تلك الجسيمات يمكن أن تكون قاتلة.

ولكن ما زالت تلك العواصف الشمسية – وتأثيراتها – ليست خطيرة علينا هنا على سطح الأرض.

فالغلاف الجوي والمغناطيسي للأرض يحموننا من تأثير التوهجات الشمسية تلك.

على الجانب الآخر، يمكن أن تصبح العواصف الشمسية خطيرة على التكنولوجيا التي نستخدمها.

فعند اصطدام الانبعاثات الكتلية الإكليلية بالغلاف الجوي للأرض، يمكن أن تسبب اضطرابات مؤقتة في المجال المغناطيسي لها.

والعاصفة على الشمس تسبب نوعًا ما من العواصف على الأرض، التي تُدعى العاصفة الجيومغناطيسية.

ترسل أقوى العواصف الشمسية انبعاثات كتلية إكليلية، والتي تحتوي على الجسيمات المشحونة، إلى الفضاء.

إذا اعترضت الأرض طريقها، يمكن للجسيمات المشحونة أن تصطدم بغلافنا الجوي مسببةً اضطرابات في الأقمار الصناعية ويمكن أن تعطلها تمامًا،

كما يمكن أن تغطي الطائرات في الأماكن المرتفعة بالإشعاع.

يمكن أيضًا أن تسبب اضطراب في وسائل الاتصال عن بعد وأنظمة الملاحة.

كما لها القدرة على التأثير على شبكات الطاقة، ومعروف أنها تسبّب انقطاع التيار الكهربائي في مُدن بأكملها، بل في مناطق بأكملها.

من يذكرون تلك المشاكل بالطاقة بسبب العواصف الشمسية فهم يشيرون إلى 13 مارس 1989.

 

فقد تسبّبت الانبعاثات الكتلية الإكليلية في انقطاع التيار الكهربائي في مقاطعة كيبك، ومناطق أخرى في شمال شرق الولايات المتحدة كذلك.

ففي ذلك الحادث، انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 6 مليون شخص لمدة وصلت إلى 9 ساعات.

لكن من المحتمل أن تبلغ قوة العواصف الشمسية أكثر من ذلك.

أقوى توهج شمسي حدث في 28 أغسطس 1859.

لوحظ وسُجل بواسطة Richard C. Carrington، لذلك يُطلق عليه في بعض الأحيان Carrington Event  أو واقعة كارينغتون، أو عاصفة 1859 الشمسية الهائلة.

حيث سافرت الانبعاثات الكتلية الإكليلية المصاحبة لتلك العاصفة إلى الأرض في غضون 17 ساعة فقط، بدلًا من المدة المعتادة وهي 3 أو 4 أيام.

لوحظ وقتها الشفق القطبي، أو الأضواء الشمالية، في مناطق كثيرة من العالم.

وبناءًا عليها تعطلت أنظمة التيليغراف في أوروبا وشمال أمريكا.

ماذا سيحدث إذا تكررت تلك الحادثة اليوم؟ وهل من المحتمل حدوثها مجدًدا في فترة حياتنا؟

لا يعلم أحد الإجابة عن تلك الأسئلة بشكل مؤكد.

لكن أدرك العلماء وجود احتمالية، خصوصًا منذ 2008، عندما نشر كل من Sten Odenwald وJames Green مقالة في صحيفة Scientific American عن واقعة كارينغتون والتوابع المحتملة إذا حدثت تلك العاصفة القوية اليوم.

 

سأل العلماء العديد من الأسئلة عن العواصف الشمسية وتوابعها.

فعلى سبيل المثال، في عام 2012، نشر العلماء في صحيفة Space Weather اقتراحًا أن انقطاع الطاقة في عام 2001 في نيوزيلاندا قد تسببت به عاصفة شمسية.

إذا كان ذلك صحيحًا، فإنه أمر مهم لأن نيوزيلاندا ليست على خط عرض مرتفع ككيبيك.

فهي على خط عرض متوسط، كالولايات المتحدة. تقترح دراسة 2012 أن تأثيرات العواصف الشمسية يمكن أن تصل إلى خطوط العرض المزدحمة.

يراقب العلماء – في مركز Space Weather Prediction على سبيل المثال – الشمس باستمرار، من الفضاء وسطح الأرض معًا.

عند حدوث عاصفة شمسية يمكن أن تؤثر على الأرض، يرونها. وفي النهاية، للتأثير علينا هنا على الأرض، على العاصفة أن تحدث على جانب الشمس المواجه للأرض.

وبعد حدوث واقعة كتلك، تأخذ الانبعاثات الكتلية الإكليلية أيامًا إلى حين وصولها إلى الأرض.

وإذا كانت قوية فيما فيه الكفاية، فيمكن للأقمار الصناعية أن تغلق أنظمتها لفترة قصيرة وبذلك تصبح آمنة. كذلك بالنسبة إلى شبكات الطاقة على سطح الأرض التي يمكن إعادة ضبطها لفعل ذلك.

هل نحن في خطر من عاصفة شمسية قوية محددة، كواقعة كارينغتون؟

يعتقد البعض ذلك.

لذلك تنتبه الحكومات والعلماء إلى تلك القضية، مع أخذ الاحتياطات المناسبة والإجراءات للمساعدة في تحمل تأثيرات قوية من الشمس كتلك في الاعتبار.

 

كان عدد العواصف على الشمس عالي نسبيًا في أواخر 2011 وكذلك على مدار عام 2012.

ووفقًا للتنبؤات، يمكن أن يصل النشاط الشمسي إلى أقل حالة له بعد 80 عام.

وفي النهاية، العواصف على الشمس هي ظواهر طبيعية.

فهي تحدث من مليارات السنين، ليست خطيرة علينا ونحن على سطح الأرض.

لكنها قد تؤثر على التكنولوجيا الخاصة بنا، كشبكات الطاقة والأقمار الصناعية حول الأرض.

إذا كانت هناك عواصف شمسية هائلة متوجهة نحو الأرض، فسنعلم بمجيئها قبل ذلك بأيام أو ساعات.


تحرير:أحمد عزب

المصدر