قد يكون أي شخص طهى السمك أو الخضراوات المشوية أو احتفظ باللحم المطهي في الفرن قد استخدم ورق الألومنيوم ليساعده على ذلك، إذ استُخدمت هذه الأداة المنزلية في عديد من المنازل في جميع أنحاء العالم على مدى عقود، ولكن كان هناك بعض الضجيج على الإنترنت عن كونها ضارة بصحتنا. إذن، هل ورق الألومنيوم يشكل خطرًا حقًا أم أنها خرافة واهية؟

الألومنيوم في كل مكان

قبل أن نذهب بعيدًا في صلب الموضوع يجب التفكير في ما نتحدث عنه.

يُعرف ورق الألومنيوم أحيانًا باسم رقائق القصدير، وهو ورقة رقيقة من معدن الألومنيوم اللامع، وواضح جدًا حتى الآن أنه يُنتَج بكميات كبيرة عبر طي ألواح كبيرة من المعدن لتُسحق بقوة، فيصبح كل لوح بسماكة 0.2 ملم تقريبًا.

تضم رقائق القصدير مجموعة واسعة من الاستخدامات خارج المطبخ، مثل: التغليف الصناعي والعزل والنقل؛ ما يسلّط الضوء على أول عثرة تجاه هذا الاختراع، وهي الادعاء بأن ورق الألومنيوم يشكل خطرًا على صحتك.

الألومنيوم موجود في كل مكان وليس بالضرورة أن تكون المشكلة هي الورق فقط، فهو متوفر في الطبيعة، ويُعد ثالث أكثر العناصر وفرة في القشرة الأرضية.

عادةً ما يكون الألومنيوم مرتبطًا بعناصر أخرى مثل الفوسفات والكبريتات. لذلك، إضافة إلى دخوله في عديد من الصناعات، مثل: تغليف المواد الغذائية وأواني الخَبز وحتى مستحضرات التجميل، فهو أيضًا موجود في التربة ومياه الشرب لدينا والطعام؛ إذ إنه عنصر طبيعي في الفواكه والخضروات واللحوم والأسماك والحبوب ومنتجات الألبان.

تحتوي أيضًا المضافات الغذائية، مثل: المواد الحافظة وعوامل التلوين والمكثفات الصناعية على الألومنيوم، وأحيانًا بكميات أكثر من الأطعمة البديلة المطبوخة في المنزل.

تعتمد كمية الألومنيوم التي نتناولها على بعض العوامل التي تتعلق بمدى سهولة امتصاصه في الطعام نفسه، ومدى غنى التربة -التي زُرع فيها الطعام- بالألومنيوم. إضافة إلى طريقة تعبئة الطعام وتخزينه (تغليفه بورق الألومنيوم)، وهل يحتوي على مواد مضافة أو لا.

يوجد الألومنيوم أيضًا في عديد من الأدوية وخاصةً في مضادات الحموضة، ولكن بكميات قليلة.
مع كل هذه الحالات، من المهم أن نتذكر أن جزءًا صغيرًا فقط من الألومنيوم الذي تتناوله يُمتصّ في الجسم بالفعل، أما الباقي سيُطرح في البراز أو البول.

صحيح أن الألومنيوم قد يكون خطيرًا على الصحة، ولكن عندما تكون مستوياته عالية.

وجدت بعض الأبحاث أدلة على أن المعدن قد يكون مرتبطًا بمرض ألزهايمر؛ إذ شُوهدت مستويات مرتفعة منه لدى الأشخاص المصابين بألزهايمر، بينما تكهّن آخرون بأنه قد يكون مرتبطًا بالسرطان.

هذه النتائج بعيدة كل البعد عن كونها مؤكدة، وتحتاج إلى مزيد من البحث على نطاق واسع.

ماذا عن ورق الألومنيوم (القصدير)؟

كما هو الحال مع العديد من المعادن الأخرى، من المهم تقليل الكمية التي نستهلكها من الألومنيوم، ولكن من الصعب التخلص منها تمامًا.

ذكرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أنه من المقبول وجود مستويات منخفضة من الألومنيوم في أنظمتنا الغذائية (نحو 2 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم) في الأسبوع.

مع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أن الألومنيوم الموجود في أواني الطهي وورق القصدير كما هو الحال مع الغطاءات الأخرى، قد يتسرب إلى الطعام.

تشمل العوامل التي تؤثر في كمية التسرّب: درجة الحرارة التي تُطبخ فيها، وحموضة الطعام، ووجود مكونات أخرى مثل التوابل والأملاح.

قد يبدو هذا مقلقًا، ولكن حتى الآن لا يوجد أي دليل قوي على أن مثل هذا المدخول من الألومنيوم من ورق القصدير مرتبط بزيادة المخاطر على الصحة.

إذا لم يقتنع الشخص بعدم خطر ورق الألومنيوم، فيستطيع الحد من المخاطر عبر تجنب الطبخ بورق الألومنيوم في درجات حرارة عالية، واستخدام كميات أقل منه في الطعام، وتجنب الاعتماد على الأواني المطلية بالألومنيوم، وتجنب اختلاط ورق الألومنيوم مع الأطعمة الحمضية.

يستطيع الشخص أيضًا تقليل كمية الألومنيوم التي يستهلكها بالتركيز على تناول الوجبات المطبوخة في المنزل بدلًا من الأطعمة التجارية المصنّعة.

اقرأ أيضًا:

هل تسبب أواني الطبخ مرض ألزهايمر؟ إليك ما يجب معرفته

الألمنيوم في جسمنا ، كيف يدخل الجسم و ما هي مصادره و ما تأثيره على صحتنا؟

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر/