fetus-baby-in-womb-anatomy-1064521624-63213b17dfd549f4a418f90aa0f7a91e

تحتل أمراض القلب والأوعية الدموية المركز الأول بين مسببات الوفاة حول العالم، ومع إن نشأتها ترتبط بعوامل تتعلق بنمط الحياة مثل السمنة والتدخين، فإن مزيدًا من الأدلة ترجح أن الأحداث الأولى من حياة الإنسان في أثناء فترة الحمل لها علاقة بتطور هذه الأمراض لاحقًا، إذ وجد الباحثون في مقالة نشرت حديثًا في BMC Medicine أن انخفاض وزن الجنين عند الولادة وتقييد نموه قد يحدثان إذا كان لدى الأم جينات ارتفاع ضغط الدم، وإن لم تعان ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل، وذلك لحدوث تغيرات في المشيمة.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/Screenshot-2022-01-17-162157.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-112346" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/Screenshot-2022-01-17-162157.jpg" alt="" width="658" height="491" /></a>

قد يؤثر المحتوى الجيني للأم في الأجنة، إذ يرث الجنين نصف المادة الوراثية من الأم، لكن هذا ليس المؤثر الوحيد، إذ تبين أن البيئة داخل الرحم تؤدي دورًا غير مباشر أيضًا في التأثير في الأجنة. تقترح الدراسات المتعلقة بهذه الظاهرة أن الأم إن كان لديها عوامل ارتفاع ضغط الدم الجينية فإنها قد تلد طفلًا قليل الوزن، لذلك افترض الباحثون أن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي لدى الأم يرتبط بولادة أجنة بوزن منخفض، لكن لم تُلاحظ أي مشاهدات تثبت هذه الفرضية، لذلك افترضوا أن للبيئة داخل الرحم دور في هذه الحالات، وأن هذه الظاهرة ناتجة من تأثير المشيمة.

يقول الباحث الرئيس للدراسة نوريكو ساتو: «انصب تركيزنا على المشيمة لأنها عضو غني بالأوعية الدموية، ويتناسب وزنها مع وزن الجنين عند الولادة، وقد أظهرت دراسات الترابط الجيني الواسع أن كثيرًا من الجينات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم لها دور في تطور جهاز الدوران وعمله». ما يعني أن تطور المشيمة يرتبط من جهة بالجينات المسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم، ومن جهة أخرى بوزن الطفل عند الولادة.

درس الباحثون النمو الجنيني لمجموعة من الأفراد في اليابان، واستخدموا مؤشر الخطر متعدد الجينات الذي يعبر عن إمكانية تطور ارتفاع ضغط الدم الناتج من الجينات، لدراسة تأثير جينات الأم في وزن المشيمة ووزن الجنين عند الولادة، ثم درسوا الدور الوسيط للمشيمة بتأثيرها في وزن الجنين عند الولادة وتحققوا منه بواسطة طريقة تحليل الوساطة السببية.

ذلك بالتركيز على المتغيرات الجينية لجينات ضغط الدم المرتبط بالأوعية الدموية، وحاولوا التحقق من إمكانية تأثيرها في الوزن عند الولادة بواسطة تأثيرها في نمو المشيمة. ثبت بالفعل أن 100% تقريبًا من تأثير هذه الجينات في وزن الجنين عند الولادة كان بواسطة المشيمة.

وجد الباحثون تناسبًا عكسيًا بين درجة المخاطر الوراثية لضغط الدم الانقباضي للأم -احتمالية حدوث ارتفاع في ضغط دم الأم الانقباضي نتيجة لجيناتها- ومعدل نمو الجنين في الفترة الأخيرة من الحمل، الأسبوع 36 تحديدًا.

وجدت الدراسة أن الجينات المتعلقة بضغط الدم لدى الأم ترتبط بتقييد نمو الجنين، بسبب تأثيرها في نمو المشيمة، إذ تسبب بدورها تغيرات في البيئة داخل الرحم في أثناء الحمل، ما يعد سببًا وثيق الصلة بتقييد نمو الجنين، مقارنةً بارتفاع ضغط دم الأم في أثناء الحمل.

قدمت هذه الدراسة دليلًا قويًا على أن الجينات المسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم لدى الأم يؤثر كثيرًا في نمو الأجنة بطريقة غير مباشرة، مسببًا تأثيرات طويلة المدى نتيجة تأثيرها في المشيمة في أثناء الحمل. يحدث تقييد نمو الأجنة في نهاية فترة الحمل بنسبة ليست قليلة، وعادةً ما يكون لأسباب مجهولة وصعبة التوقع. تُظهِر الدراسة أن دمج المخاطر الوراثية للأم مع الممارسة الطبية قد يساعد في توقع حدوث تقييد النمو، ومن ثم تلافيه. أيضًا فتحت الدراسة مجالًا واسعًا لأهداف علاجية جديدة قد تساعد على تفادي ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وعلاجها، ومن المدهش أن هذا قد يساعد على تفادي هذه الأمراض قبل حدوثها بعقود.

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=111612">سقوط المشيمة بعد الولادة، إليك ما يجب معرفته</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=83470">نزول المشيمة (انزياح المشيمة): الأعراض والعلاج</a>

ترجمة: أكرم فؤاد

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: أكرم محيي الدين

<a href="https://www.tmd.ac.jp/english/press-release/20211105-1/">المصدر</a>

يرث الجنين أمراض القلب والأوعية الدموية عبر المشيمة!

traitement-prp-plasma-riche-plaquette

البلازما هي أحد مكونات الدم التي تحتوي عوامل خاصة أو بروتينات تساعد على تخثر الدم إضافةً إلى بروتيناتٍ تدعم نمو الخلايا؛ وقد تمكن الباحثون من تحضير البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP من الدم من طريق عزل البلازما وتركيزها؛ إذ يُعتقد أنها تحفز عملية الشفاء.

تكمن الفكرة وراء استعمالها هي أن حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في الأنسجة المتضررة يحفز الجسد على تكوين خلايا جديدة سليمة ويحسن الشفاء لاحتوائها على عوامل نمو الأنسجة بتركيز أكبر، لهذا يعتقد الباحثون أن الجسم سيتعافى أسرع بعد الحقن.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/injections-PRP-1.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-113145" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/injections-PRP-1.jpg" alt="" width="996" height="748" /></a>

رغم عدم التأكد من فاعلية البلازما الغنية بالصفائح الدموية وعدم اعتمادها علاجًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن العديد من الرياضيين المشهورين يستعملونها لشفاء إصاباتهم.
<h3>ما الغرض من حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية؟</h3>
يجرّب الباحثون البلازما الغنية بالصفائح الدموية في عديد من المجالات مثل:
<ul>
 	<li> تساقط الشعر: حقن الأطباء البلازما الغنية بالصفائح الدموية في فروة الرأس لتحسين نمو الشعر وتجنب تساقطه، وفي بحث قُدّم في 2014 كان الحقن فعالًا في علاج الصلع الوراثي الذكوري المعروف أيضًا باسم الصلع الذكوري النمطي.</li>
 	<li> إصابات الأوتار: الأوتار هي أنسجة سميكة متينة تربط العضلات بالعظام و تتعافى ببطء بعد الإصابات، وقد استخدم الأطباء حقن البلازما لعلاج المشكلات المزمنة في الأوتار مثل: مرفق لاعب التنس (حالة تصيب عضلات الساعد وأوتاره) والتهاب وتر أخيل (وتر العرقوب) وأيضًا التهاب الوتر الرضفي الذي يسبب ألمًا في الركبة.</li>
 	<li> الإصابات الحادة: استعمل الأطباء حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في علاج الإصابات الرياضية الحادة مثل إصابة عضلات باطن الركبة (العضلات المأبضية).</li>
 	<li> ترميم ما بعد الجراحة: أحيانًا يستعمل الأطباء هذه الحقن لعلاج تمزق الأوتار مثل إصابة الكفة المدورة أو تمزق الأربطة مثل الرباط الصليبي الأمامي.</li>
 	<li> التهاب المفصل التنكسي (الفصال العظمي): قد تساعد البلازما الغنية بالصفائح الدموية في علاج المصابين بهذا المرض؛ وجد في دراسة أجريت عام 2015 أنها كانت فعالةً أكثر من العلاج التقليدي بحقن حمض الهيالورونيك. لكن هذه الدراسة أجريت على مجموعةٍ صغيرة من 160 شخص فقط، لذلك لابد من إعادتها مجددًا على عدد أكبر لحسم الأمر.</li>
</ul>
من الجدير بالذكر أنه لم يثبت بعد قطعيًا فاعلية البلازما الغنية بالصفائح في أي من هذه الاستخدامات.
<h3>كيف تحضر نفسك لحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية؟</h3>
يعتمد الأمر على كيفية إعطائك هذه الحُقن؛ إذ يمكن حقنها بطرق مختلفة؛ فمثلًا، يُدهن مخدر موضعي من محلول الليدوكائين على فروة الشعر قبل الحقن؛ وفي حالات أخرى يُخلط المخدر الموضعي مع البلازما الغنية بالصفائح الدموية ويحقنان معًا لتقليل الإحساس بعدم الارتياح؛ وقد يتم الحقن أيضًا في أثناء العملية الجراحية وفي هذه الحالة تُتبع توصيات المختص قبل العملية.
<h3>كيف تتم عملية الحقن؟</h3>
من المتوقع أن تكون عملية الحقن النموذجية بالطريقة التالية:
<ol>
 	<li> يسحب مقدم الرعاية الصحية عينة من الدم تعتمد كمّيته على المنطقة التي ستُحقن فيها البلازما الغنية بالصفائح الدموية، على سبيل المثال كانت كمية الدم المسحوبة لتُحقن في الفروة في إحدى الدراسات 20 ميليلترًا وهو ما يزيد قليلًا عن ملعقة صغيرة.</li>
 	<li> يوضع الدم في جهاز الطرد المركزي الذي يفصل مكونات الدم عن بعضها بالدوران السريع حول محوره في عملية تستغرق نحو 15 دقيقةً.</li>
 	<li>أخذ التقني البلازما المفصولة و يحضرها للحقن.</li>
 	<li> يستعين الأطباء عادةً بعد ذلك بتقنيات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية لحقن مناطق محددة بدقة مثل الأوتار، ثم يحقن الطبيب البلازما الغنية بالصفائح الدموية في المنطقة المتضررة.</li>
</ol>
<h3>كم يكلف حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية؟</h3>
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام فإن قلةً من خطط التأمين تغطي العلاج بحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية، لذلك قد يدفع الشخص كامل التكلفة من ماله الخاص وقد يختلف السعر من منطقة لأخرى؛ ويختلف أيضًا باختلاف طريقة الاستعمال وهذه بعض الأسعار التي ذُكرت في وسائل الاعلام:
<ul>
 	<li> عام 2013 ذكرت قناة ABC News 7 في سان فرانسيسكو أن تكلفة علاج الصلع تبلغ 900 دولار للجلسة الواحدة بينما يكلف 2500 دولار لثلاث جلسات.</li>
 	<li> ذكرت صحيفة واشنطن بوست عام 2014 أن تكلفة الحقن في الركبة في أي مكان يتراوح ما بين 500 إلى 1200 دولار في المرة الواحدة.</li>
</ul>
تعد شركات التأمين أن الحقن بالبلازما الغنية بالصفائح هو علاج تجريبيّ؛ لذلك لابد أن يؤكد البحث العلمي فاعليته قبل أن يُغطى بالكامل.
<h3>ما الأعراض الجانبية والمخاطر المحتملة للحقن بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية؟</h3>
البلازما الغنية بالصفائح الدموية ذاتية المنشأ أي أن المادة التي تُحقن مستخرجة من جسمك وهذا يقلل احتمالية حدوث حساسية مفرطة من الحقن كما يحدث مع الأدوية الأخرى مثل الكورتيزون أو حمض الهيالورونيك إلا أن بعض الأعراض قد تحدث نتيجةً لعملية الحقن نفسها (لأنها في النهاية مادة تُحقن في الجلد) مثل:
<ul>
 	<li> العدوى.</li>
 	<li> إصابة الأعصاب.</li>
 	<li> ألم في منطقة الحقن.</li>
 	<li> تضرر الأنسجة.</li>
</ul>
يستحسن أن تُناقش المخاطر المحتملة وطرق تجنبها مع الطبيب المعالج.
<h3>ما الوقت المتوقع للتعافي بعد حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية؟</h3>
يوصي الأطباء بعد الحقن إراحة المنطقة المصابة ولكن هذا عادةً ما يرتبط بالإصابة نفسها وليس بسبب الحقن؛ إذ أن أغلب الناس يتمكنون من الاستمرار في أعمالهم اليومية بعد الحقن.

نظرًا إلى أن البلازما الغنية بالصفائح الدموية تعزز التعافي والنمو قد لا تلاحظ تغييرًا مفاجئًا أو سريعًا لكن بعد أسابيع أو أشهر قليلة قد تبدأ المنطقة في الشفاء أسرع أو ينمو الشعر أغزر مما كنت تتوقع إذا لم تتلقى حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية.

رغم النتائج الواعدة للدراسات التي تجري على هذا العلاج فإننا لا ننصح باستعماله حتى اعتماده رسميًا من قبل الجهات المختصة.

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=92610">مخاطر التبرع بالبلازما</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=87212">ما علاج فيروس كورونا المستجد بالبلازما وهل يشفي من المرض؟ </a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=2993">البلازما الغنية بالصفيحات ما هي وكيف تستخدم؟ </a>

ترجمة: أكرم فؤاد

تدقيق: أحمد الحميّد

مراجعة: لبنى حمزة

<a href="https://www.healthline.com/health/prp">المصدر</a>

أكرم فؤاد

الأعمال

يرث الجنين أمراض القلب والأوعية الدموية عبر المشيمة!

البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP: دواعي الاستخدام والأعراض الجانبية