istockphoto-864965088-612x612-1

حدد فريق من علماء الأعصاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) للمرة الأولى مجموعة عصبونات في الدماغ البشري تتفعل عند سماع الغناء فقط دونًا عن بقية أنماط الموسيقى.

عُثر على هذه العصبونات في القشرة الدماغية السمعية، وقد أبدت استجابتها لمزيج محدد من الصوت والموسيقى معًا وليس للكلام العادي أو الموسيقى وحدها، لكن الباحثين وضّحوا أن آلية عملها لم تعرف بدقة بعد، و يتطلب هذا المزيد من الأبحاث.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/What-happens-to-your-brain-when-you-sing-e1582289181929.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-114981" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/What-happens-to-your-brain-when-you-sing-e1582289181929.jpg" alt="" width="840" height="561" /></a>

قال سام نورمان-هينيير باحث ما بعد الدكتوراه السابق في MIT والأستاذ المساعد في علم الأعصاب في المركز الطبي لجامعة روتشستر الآن: «تقدم الدراسة دليلًا على فصل وظيفي دقيق نسبيًا في القشرة الدماغية السمعية بطريقة تتفق مع تمييز فطري لأنواع الموسيقى المختلفة».

بُني البحث على دراسة من عام 2015، استخدم فيها الفريق البحثي ذاته التصوير بتقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي (functional magnetic resonance imaging - fMRI) لتحديد مجموعة العصبونات الدماغية التي تستجيب نوعيًا للموسيقى في القشرة السمعية، واستخدم الباحثون في الدراسة الجديدة تسجيلات للنشاط الكهربائي الملتقط من سطح الدماغ، ما أعطاهم معلومات أدق من تلك التي حصلوا عليها باستخدام التقنية السابقة.

تابع نورمان-هينيير: «توجد مجموعة من العصبونات يحفزها الغناء، وقريبًا جدًا منها توجد مجموعة أخرى تستجيب استجابة أوسع لأنواع مختلفة من الموسيقى؛ تبدو المجموعتان قريبتان إلى حد لا يمكن التفريق بينهما في باستخدام fMRI، لكن التسجيلات من داخل القحف منحتنا المزيد من الدقة، فاستطعنا تمييزهما عن بعضهما».

نورمان-هينيير هو المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة المنشورة حاليًا في مجلة كارنت بيولوجي، جوش ماك ديرموت الأستاذ المشارك في العلوم الدماغية والمعرفية مؤلف مشرف على هذا البحث، إلى جانب نانسي كانويشر ووالتر إي روزنبليث أستاذ علوم الأعصاب المعرفية، وكلاهما عضو في معهد ماك غوفرن لأبحاث الدماغ ومركز الأدمغة والعقول والآلات في MIT.
<h3>التسجيلات العصبية للعصبونات التي ميزت الغناء</h3>
استخدم الباحثون تقنية fMRI في دراستهم عام 2015 لتصوير أدمغة المشاركين في أثناء استماعهم لمجموعة من 165 صوتًا، وتضمنت أنماطًا مختلفة من الكلام والموسيقى إضافةً إلى أصوات من الحياة اليومية مثل فرقعة الأصابع أو نباح الكلاب، وقد ابتكروا طريقة جديدة لتحليل البيانات المسجلة بتقنية fMRI من أجل تلك الدراسة، ما أتاح لهم تحديد ست مجموعات عصبية بأنماط استجابة مختلفة من ضمنها مجموعة انتقائية للموسيقى وأخرى تستجيب خصيصًا للكلام المنطوق.

أمل الباحثون في الدراسة الجديدة أن يحصلوا على بيانات بدقة أعلى باستخدام تقنية معروفة باسم تخطيط كهربائية قشرة الدماغ (electrocorticography - ECoG). تسمح هذه التقنية بتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ باستعمال قطب كهربائي (إلكترود) يوضع داخل الجمجمة، ما يقدم صورة أكثر دقة لنشاط الدماغ الكهربائي مقارنة بتقنية fMRI التي تقيس تدفق الدم في الدماغ بصفته تعبيرًا عن نشاط العصبونات.

تقول كانويشر: «لا نستطيع رؤية التمثيلات العصبية في أغلب الطرق المستخدمة ضمن مجال علم الأعصاب المعرفي لدى البشر، تشير معظم أنواع البيانات التي نجمعها إلى أن هناك جزءًا من الدماغ يفعل شيئًا ما، لكن هذا لا يكفي لأننا نريد أن نعرف عمّا يعبّر ذلك».

لا يمكن إجراء تخطيط كهربائية الدماغ اعتياديًا للبشر لأنه إجراء شديد التوغل، لكنه يستخدم غالبًا لمراقبة مرضى الصرع المرشحين للجراحة لمعالجة نوباتهم قبل العمل الجراحي. يُراقب المرضى عدة أيام حتى يحدد الأطباء منشأ النوبات قبل الجراحة، ويستطيعون المشاركة في دراسات تتضمن تسجيل نشاطهم الدماغي عند قيامهم بمهام محددة خلال ذلك الوقت في حال رغبتهم بذلك، وبهذا استطاع فريق MIT جمع بيانات من 15 مشارك خلال عدة سنوات من أجل هذه الدراسة.

شغل الباحثون لهؤلاء المشاركين المجموعة المؤلفة من 165 صوت ذاتها التي استخدمت سابقًا في الدراسة المعتمدة على تقنية fMRI، وقد تولى الجراحون تحديد مواقع الأقطاب للمرضى، ولذلك لم يُبدِ بعضهم أي استجابة للمحفزات السمعية؛ طور الباحثون طريقة جديدة في التحليل الإحصائي، واستخدموها لاستنتاج الأنواع المختلفة من مجموعات العصبونات التي تُنتج البيانات الملتقطة من كل قطب، وأبدت مجموعة العصبونات المختصة بالغناء استجابةً ضعيفة للكلام والموسيقى الصرفة فتميزت بذلك عن المجموعات المختصة بالاستجابة للكلام والموسيقى المحددة أصلًا في دراستهم عام 2015.

قال نورمان-هينيير: «برز هذا النموذج من الاستجابة العصبية المثارة بالغناء وحده عند تطبيق هذه الطريقة على مجموعة البيانات تلك، ولم يكن اكتشافنا متوقعًا، ما يدعم ويبرر المقاربة المطروحة أساسًا، وهي احتمال الكشف عن أشياء جديدة لم تكن تبحث عنها بالتحديد».
<h3>الموسيقى (دون الغناء) في الدماغ</h3>
ابتكر الباحثون في الجزء الثاني من بحثهم طريقة رياضية لدمج البيانات من التسجيلات داخل القحف مع بيانات fMRI من دراسة العام 2015، وقد استطاعوا بذلك تحديد مواقع مجموعات العصبونات المستجيبة للغناء بدقة مستندين إلى قدرة تقنية fMRI على تغطية جزء أكبر من الدماغ.

قال ماك ديرموت: «يعد المزج بين ECoG وfMRI تطورًا هامًا للطرائق المستخدمة في هذا المجال؛ لقد أجرى الكثيرون تخطيطًا لكهربائية دماغهم على مر السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية، لكن كان الأمر محدودًا دومًا بمشكلة النقص في كفاية التسجيلات؛ إن سام أول من ابتدع هذه الطريقة بجمع الدقة المحسنة من تسجيلات الأقطاب مع بيانات fMRI لتحديد أفضل مواقع الاستجابات الإجمالية».

تتوضع منطقة الاستجابة الخاصة بالغناء التي عثروا عليها في القسم العلوي من الفص الصدغي قرب المناطق الخاصة باللغة والموسيقى، وأوضح الباحثون دلالة هذا التوضع بأن مجموعة العصبونات التي يثيرها الغناء قد تستجيب لخصائص مثل النغمة المسموعة أو التفاعل بين الكلمات والنغمة المسموعة قبل إرسال المعلومات إلى أجزاء أخرى من الدماغ لمعالجة أشمل.

يأمل الباحثون الآن معرفة المزيد عن خصائص الغناء التي تحفز نوع الاستجابة هذا لدى العصبونات المذكورة، وأخذوا أيضًا يتعاونون مع مخبر ريبيكا ساكس الأستاذ في MIT في دراسة حول إمكانية امتلاك الرضع لمناطق متخصصة بالغناء (انتقائية) من أجل الحصول على المزيد من المعلومات بشأن كيفية تطورها في أدمغتنا ووقته.

استمد البحث تمويله من المعاهد الوطنية للصحة، ومكتب البحث في جيش الولايات المتحدة الأمريكية، والمؤسسة الوطنية للعلوم، ومركز العلوم والتكنولوجيا للأدمغة والعقول والآلات في المؤسسة الوطنية للعلوم، وذا فوندازيون نورون، ومعهد هاوارد هيوز الطبي.

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=81645">وسيلة جديدة تمكن الباحثين من مشاهدة العصبونات في أثناء إجراء الحسابات</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=70533">العصبونات البندولية - اكتشاف خلايا عصبية جديدة، تعرف عليها</a>

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: أحمد الحميد

مراجعة: محمد حسان عجك

<a href="https://www.sciencedaily.com/releases/2022/02/220222121221.htm">المصدر</a>

علماء الأعصاب يكتشفون جزءًا من الدماغ يستجيب للغناء تحديدًا

220307-easton-al-1446-c5a7ec

عملية زراعة قلب فريدة أجرِيت لطفلٍ من ولاية نورث كارولاينا الأمريكية، قد تمنع جسمه من رفض العضو الجديد دون الحاجة إلى تناول الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة.

طبقًا لتصريح من جامعة ديوك حيث أُجريَت العملية، فإن الطفل إيستون سينامون أول شخص تُجرى له عملية زراعة القلب مترافقة مع زراعة طُعمٍ من نسيج الغدة الزعترية (التيموس) المأخوذ من المتبرع ذاته. ومن المحتمل أن تسمح هذه الزراعة المركبة للجسم بالتعرّف على القلب الجديد بصفته جزءًا منه عوضًا عن معاملته على أنه عضوٌ غريب. وذلك لما للغدة الزعترية من دور في الوظيفة المناعية، إذ إنها تعلّم الجسم التعرّف على خلاياه وأنسجته وتمييزها عن الأجسام الغريبة.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/32004.lg_.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-115319" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/32004.lg_.jpg" alt="" width="920" height="661" /></a>

قال الدكتور جوزيف تيورِك رئيس قسم جراحة القلب للأطفال في جامعة ديوك لوسائل إعلامية في السابع من مارس 2022: «اعتقدنا أن أخذ للقلب ونسيج الغدة الزعترية من المتبرع ذاته لزراعتهما للطفل إيستون، قد يزيد من فرصة تقبل جسمه للقلب المزروع بوصفه جزءًا منه، وليس جسمًا غريبًا».

ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث لدراسة قدرة إيستون على العيش دون مثبطات المناعة بفضل هذه الزراعة المركبة، فهذه الأدوية ضرورية عادةً لمرضى الزراعة لمنع الجسم من رفض العضو المزروع، وينبغي البحث أيضًا في فعالية هذا الإجراء لاستخدامه على متلقي زراعة أعضاء آخرين.

وأضاف تيورك: «إذا ثبت نجاح هذه الطريقة، فقد نستطيع تطبيقها عند زراعة جميع أنواع الأعضاء مستقبلًا».

وصرحت جامعة ديوك أن إيستون ولد بعيب خَلقي في القلب وتعرّض لعملية قلب مفتوح بعمر خمسة أيام فقط، ولكن الجراحة لم تعالج حالته، وعندها قرّر أطباؤه حاجته إلى عملية زراعة القلب للحفاظ على حياته، ما لبثوا أن اكتشفوا وجود مشكلة في الغدة الزعترية لدى إيستون تستدعي زراعة نسيج من الغدة، ولحسن الحظ كان الباحثون في الجامعة يدرسون هذا المزيج من زراعة القلب وأنسجة الغدة الزعترية على نماذج حيوانية.

أجرى الأطباء زراعة القلب لإيستون بموافقة خاصة من هيئة الغذاء والدواء FDA في السادس من أغسطس 2021، عندما كان عمره ستة أشهر، وزرعوا بعد أسبوعين نسيج الغدة الزعترية المأخوذ من المتبرع عينه بعد زراعته مخبريًا.

أظهرت التحاليل المجراة بعد 172 يومًا من عملية الزراعة أن نسيج الغدة الزعترية ينتج الخلايا المناعية المعروفة بالخلايا التائية في جسم إيستون، حسب توضيح جامعة ديوك. يستمر إيستون بأخذ مثبطات المناعة حاليًا للوقاية من الرفض المناعي للقلب المزروع، ولكن سيقوم أطباؤه بمحاولة إيقاف أدويته في الأشهر القليلة القادمة لاختبار ما إذا كان جسمه سيعامل القلب الجديد على أنه جزءٌ منه.

قال تيورك: «يلتزم متلقو الأعضاء بأخذ مثبطات المناعة طيلة حياتهم للوقاية من رفض أجسامهم للعضو المزروع، ولكن هذه الأدوية تملك أثرًا سمّيًا على المدى البعيد، وخصوصًا للكليتين. لذا فإن حالة إيستون قد تغيّر طريقة زراعة الأعضاء في المستقبل»، وحسب جامعة ديوك فهذه الأعضاء قد تتعرّض للرفض المناعي من جسم المتلقي حتى مع استخدام الأدوية، إذ يدوم القلب المتبرع بعد عملية الزراعة 10-15 عامًا فقط.

ورد في تقرير قناة «إن بي سي نيوز» أنَّ نجاح هذا الإجراء في حالة إيستون لا يلغي التحديات الإضافية في حالة أشخاص يملكون غدة زعترية سليمة، وأضاف تيورك: «ينبغي علينا إيجاد طريقة لإجراء العملية ذاتها لمريضٍ يملك جهازًا مناعيًا ذا كفاءة عالية، إذ ستتنافس الغدة الزعترية الأصلية مع نسيج الغدة الزعترية المزروع، وهنا تكمن مشكلتنا الأساسية».

يذكر أن إيستون بصحة جيدة وقد أتمّ عامه الأول مؤخرًا، وقالت والدته كايتلين سينامون: «لم نُوهَب فرصة لاستعادة ولدنا فقط، بل استطعنا أيضًا أن نمنحَ فرصة إمكانية استخدام الغدة الزعترية لمساعدة الأطفال الآخرين الذين يعانون المشكلة ذاتها».

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=112402">هندسة وراثية وعقار تجريبي وكوكايين! هكذا زرع الأطباء قلب خنزير في جسد إنسان</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=109939">أول زرع دماغي في العالم يعالج الاكتئاب المقاوم لدى مريضة بنجاح</a>

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: أسعد الأسعد

مراجعة: حسين جرود

<a href="https://www.livescience.com/infant-heart-thymus-transplant?fbclid=IwAR0zkaF3_u1hSc70_87ARDvanVdHCCYw-nZ3eOyh_tJuyzEYCM7qGXxaG88">المصدر</a>

للمرة الأولى: عملية زراعة قلب طفل رضيع قد تحمل حلًا لمشكلة رفض الأعضاء

rect-01-adobestock-285167917-350x240-1

أثبت فريقٌ من المهندسين البيولوجيين من جامعة رايس قدرتهم على إيجاد علاج لسرطان المبيض والقولون والمستقيم في مراحل متقدمة لدى الفئران خلال ستة أيام، وقد يكون هذا العلاج جاهزًا لمرحلة التجارب السريرية لدى البشر لاحقًا في العام الجاري.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/image-01-0124-cancer-ovf232-lg.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-115588" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/image-01-0124-cancer-ovf232-lg.jpg" alt="" width="820" height="546" /></a>

استخدم الباحثون "مصانع دوائية" قابلةً للزرع بحجم رأس الدبوس، بهدف تحرير جرعاتٍ عالية من الإنترلوكين-2 باستمرار، وهو مركب طبيعي ينشّط الكريات البيضاء لمحاربة السرطان، يمكن زراعة الغرسات كروية الشكل المنتجة للدواء في عمليةٍ جراحيةٍ طفيفة (باضعةٍ) بأقل حدٍّ ممكن، تحتوي كل منها على خلايا معدلة لإنتاج الإنترلوكين-2 ومحاطة بغلاف صلب يحميها.

يمكن الاطلاع على العلاج ونتائج الاختبارات الحيوانية على الإنترنت في دراسةٍ ضمن مجلة ساينس أدفانسز-Science Advances، شارك في تأليفها أوميد فيزيه وأماندا ناش وزملاؤهم من جامعة رايس، ومركز إم دي أندرسون للسرطان في جامعة تكساس، وجامعة فيرجينيا وغيرها.

أوضح فيزيه، الأستاذ المساعد في الهندسة الحيوية الذي أنتج مختبره هذا العلاج، أنَّ التجارب السريرية لدى البشر قد تبدأ هذا الخريف، لأنّ مساعدة مرضى السرطان بأقصى سرعة ممكنة هي أحد المعايير المفتاحية لتصميم فريقه. لقد اختار الفريق مكونات ثبُتَ أمانها للاستخدامِ البشري دون غيرها، وقد أوضحوا أمان العلاج الجديد في اختبارات متعددة.

قال فيزيه: «نتدخل نحن مرة واحدة، لكن مصانع الدواء تستمر بإنتاج الجرعة يوميًا كما تدعو الحاجة حتى يتم القضاء على السرطان. عندما حددنا الجرعة الصحيحة، أي كميةَ المصانع التي احتجناها، استطعنا تحقيق علاج للسرطان واستئصاله من جميع الحيوانات المصابة بسرطان المبيض، وسبعة من ثمانية حيوانات مصابة بسرطان القولون والمستقيم».

حسب الدراسة المنشورة حديثًا، زرع الباحثون بعض الغرسات المنتجة للدواء قربَ الأورام وضمن الصفاق، وهو بطانة شبيهة بالكيس تدعم الأمعاء والمبيضين وأعضاء أخرى في البطن. ركَّز وضع الغرسات في هذا الجوف الإنترلوكين-2 داخل الأورام، وحدّ من التعرض له في باقي الجسم.

قال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور أمير جزيري، أستاذ علم الأورام النسائية والتناسلية في إم دي أندرسون: «أحد التحديات الكبرى في مجال العلاج المناعي هو زيادةُ التهاب الورم والمناعة المضادة للأورام مع تجنُّب التأثيرات الجانبية للسيتوكينات عند استعمالها علاجًا للسرطان وغيرها من الأدوية المعزِّزة للالتهاب، ولقد شرحنا في الدراسة أنَّ مصانع الدواء هذه تتيح إمكانيّة تطبيق موضعي وقابل للتنظيم للإنترلوكين-2 وتحقيق علاج للسرطان في العديد من نماذج الفئران، ما يدعو للحماس، لأنَّ ما سبق ذكره يوفّر حجةً منطقية قوية للتجارب السريرية».

الإنترلوكين-2 هو سيتوكين؛ نوع من البروتينات يستخدمه الجهاز المناعي للتعرف على الأمراض ومحاربتها، وهو علاج للسرطان حائزٌ على موافقة هيئة الغذاء والدواء FDA، لكن قالت ناش، المؤلفة الرئيسية للدراسة وطالبة خريجة في مجموعة فيزيه، أنَّ مصانع الدواء تحفّز استجابةً مناعيةً أقوى من تلك التي يحفّزها نظام العلاج بالإنترلوكين-2 الموجود حاليًا، لأنَّ الغرسات تحرّر تراكيز أعلى من البروتين الذي يستهدف الورم مباشرة.

قالت ناش: «في حال إعطاء التركيز ذاته من البروتين عن طريق مضخّة التسريب الوريدي، فسيكون شديد السمّيّة، أمَّا مصانع الدواء فالتركيز الملحوظ في باقي أنسجة الجسم البعيدة عن الورم أقلّ من التّركيز الذي يضطر المرضى لتحمّله في العلاج بالتسريب الوريدي، ويبقى التركيز العالي محصورًا بموقع الورم».

شرحت ناش أيضًا إمكانية تطبيق الطريقة العامة ذاتها المستخدمة في الدراسة لتوفير علاج لسرطان البنكرياس والكبد والرئتين وأعضاء أخرى. قد تُزرع مصانع الدواء قريبًا من الأورام، وضمن البطانات المحيطة بهذه الأعضاء ومعظم الأعضاء الأخرى، ويمكن تحميل الغرسات بخلايا معدلة لإنتاج مركبات أخرى للعلاج المناعي في حال دعت الحاجة إلى تصنيع سيتوكين مختلف لاستهداف نوعٍ محددٍ من السرطان.

يحمي غلاف الغرسات الخارجي خلاياها المنتجة للسيتوكين من الهجمات المناعية، وتُصنع هذه الأغلفة من مواد يتعرَّف عليها الجهاز المناعي بصفتها أجسامًا غريبة، لكن دون التعامل معها وكأنها تهديد طارئ، وقد استفاد مختبر فيزيه من ذلك في تصميمه.

قال فيزيه: «لقد وجدنا أنَّ التفاعلات الموجهة ضد الأجسام الغريبة أوقفت تدفّق السيتوكين من الكبسولات بأمانٍ وحزم خلال 30 يومًا، وقد أوضحنا إمكانيّة وأمان تقديمِ شوطٍ ثانٍ من العلاج في العيادة متى كان ذلك ضروريًا».

رخَّصت الشركة الناشئة «آفينج بايو» التي شارك فيزيه في تأسيسها في ماساتشوستس تقنيّة مصنع السيتوكين من رايس.

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=95118">العلاج المناعي للسرطان: أنواعه وآلية عمله</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=53773">جائزة نوبل للطب 2018: تعرف على المساهمة التي أحدثت ثورة بالعلاج المناعي للسرطان</a>

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: سمية بن لكحل

<a href="https://www.sciencedaily.com/releases/2022/03/220302150351.htm">المصدر</a>

علاج جديد محتمل يقضي على سرطان المبيض والقولون والمستقيم في أيام

RS_When-It-Pays-to-do-Botox-First

البوتوكس بروتين يُصنّع من الذيفان الوشيقي الذي تنتجه جرثومة المطثية الوشيقية، وهو الذيفان ذاته الذي يسبب التسمم الوشيقي. قد يفيد البوتوكس في استخداماتٍ تجميلية وطبية عندما يستخدمه الأطباء بطريقةٍ صحيحة وجرعاتٍ قليلة رغم كونه ذيفانًا جرثوميًا، ففي التجميل تستطيع حُقن البوتوكس تخفيف التجاعيد الجلدية، وقد وافقت هيئة الغذاء والدواء FDA على استخدامه علاجًا لحالاتٍ طبية عديدة مثل تشنج الأجفان والتعرّق المفرط والشقيقة وبعض الاضطرابات المثانية.

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/botox-1024x768-1.jpg"><img class="aligncenter size-full wp-image-116194" src="https://www.ibelieveinsci.com/wp-content/uploads/botox-1024x768-1.jpg" alt="" width="1024" height="768" /></a>
<h3>ما البوتوكس؟</h3>
ينتج البوتوكس من جرثومة المطثية الوشيقية الموجودة أصلًا في العديد من الأوساط الطبيعية مثل التربة والبحيرات والغابات إضافة إلى السبيل المعوي للثدييات والأسماك، وهذه الجراثيم الموجودة طبيعيًا غير ضارة بالمجمل، لكن تبرز المشكلة عند تحوّل الأبواغ وازدياد عدد الخلايا الجرثومية.

تبدأ الجراثيم بعد حدٍ معين بإنتاج الذيفان الوشيقي، وهو الذيفان العصبي المميت المسبب لمرض التسمم الوشيقي، فقد قدَّر العلماء أن كمية غرام واحد من بلوراته تستطيع قتل مليون شخص، وبضعة كيلوغرامات منه تستطيع قتل البشر جميعًا، ما يوضح خطورته الشديدة.

لكن البوتوكس يُعد آمنًا عمومًا بآثارٍ جانبية قليلة عند استخدامه الصحيح في سياق العلاج، وينتج المصنّعون حُقن البوتوكس باستخدام جرعاتٍ ضئيلة من الذيفان الوشيقي ما يجعل الدواء قادرًا على شلّ العضلات مؤقتًا بطريقةٍ قد تفيد المصابين باضطرابات عصبية وعضلية عديدة.

من الأشكال التجارية للذيفان الوشيقي:
<ul>
 	<li> أونابوتيلينومتوكسين A (بوتوكس)</li>
 	<li> أبوبوتيلينومتوكسين A (ديسبورت)</li>
 	<li> إنكوبوتيلينومتوكسين A (اِكزيومين)</li>
 	<li> ريمابوتيلينومتوكسين B (مايوبلوك)</li>
 	<li> برابوتيلينومتوكسين A (جوفو)</li>
</ul>
يستعمل الناس مصطلح "بوتوكس" عادةً لوصف كل هذه المنتجات رغم أن البوتوكس هو علامة تجارية مسجلة تملكها شركة واحدة فقط.
<h3>آلية عمل البوتوكس</h3>
البوتوكس ذيفان عصبي، وهذه المواد تستهدف الجهاز العصبي وتقاطع نقل إشارات الأعصاب التي تحفز التقلص العضلي، لذا يسبب الدواء شللًا عضليًا مؤقتًا.

تطلق الأعصاب ناقلًا كيميائيًا يسمى أسيتيل كولين في منطقة الوصل بين النهايات العصبية والخلايا العضلية، ثم يرتبط الأسيتيل كولين بمستقبلاتٍ على سطح الخلية العضلية ما يسبب في النهاية تقلص الخلية أو قِصَر طولها، وهكذا تتقلص العضلات عمومًا. تمنع حُقن البوتوكس إطلاق الأسيتيل كولين ما يمنع تقلص الخلايا العضلية، وهكذا يساعد على تخفيف تيبّس العضلات.
<h3>استخدامات البوتوكس في المجال الطبي</h3>
يستعمل العاملون في الرعاية الصحية البوتوكس لعلاج طيف واسع من الحالات الطبية، يؤثر معظمها على الجهاز العصبي العضلي، فقد وافقت هيئة الغذاء والدواء FDA على استخدامه لمن تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر ما لم يُذكر غير ذلك في الحالات التالية:
<ul>
 	<li> تشنج الطرف العلوي لدى المرضى فوق عمر السنتين.</li>
 	<li> الحَوَل لدى المرضى فوق عمر 12 سنة.</li>
 	<li> التعرق الغزير تحت الإبط أو فرط التعرق.</li>
 	<li> التخلص من الشقيقة لدى المرضى الذين تستمر نوبات الصداع عندهم أربع ساعاتٍ على الأقل على مدار 15 يوم أو أكثر في الشهر.</li>
 	<li> تقليل أعراض فرط نشاط المثانة الناتج عن سبب عصبي في حال فشل المضادات الكولينيرجية في تحسين الحالة.</li>
 	<li> تشنج الجفن بسبب خلل التوتر.</li>
 	<li> اضطراب حركي عصبي يدعى خلل التوتر الرقبي يصيب الرأس ويسبب آلامًا في العنق.</li>
</ul>
يستعمل البعض حُقن البوتوكس كذلك استعمالاتٍ لم يُوافَق عليها وغير مذكورة في ترخيص الدواء لعلاج حالاتٍ من:
<ul>
 	<li> الثعلبة.</li>
 	<li> الإلعاب؛ أي إفراز اللعاب الغزير.</li>
 	<li> الصُّداف.</li>
 	<li> إكزيمة خلل التعرق التي تصيب راحتي الكفين وأخمصي القدمين.</li>
 	<li> عسر التغوّط وهو خلل في وظيفة العضلة الشرجية.</li>
 	<li> الألم العصبي التالي للهربس.</li>
 	<li> الألم المزمن في المهبل، وهو ألم وانزعاج مهبلي دون سببٍ واضح.</li>
 	<li> مرض رينو الذي يصيب الدوران.</li>
 	<li> تعذر الارتخاء، وهو اضطراب في الحلق يصعّب البلع.</li>
</ul>
<h3>حالات أخرى:</h3>
هناك بعض الحالات الطبية الأخرى التي قد يفيد استخدام البوتوكس فيها لكنها غير مذكورة في ترخيصه، حسب دراسة مرجعية موثقة من عام 2017. تتضمن هذه الحالات:
<ul>
 	<li> احمرار الوجه بما فيها حدوثه عند انقطاع الطمث.</li>
 	<li> الجدرات والندبات الناتجة عن التئام الجروح.</li>
 	<li> التهاب الغدد العرقية القيحي (مرض جلدي التهابي).</li>
 	<li> الآفات النَّفطية الناجة عن داء هايلي – هايلي (اضطراب وراثي نادر).</li>
</ul>
سيتطلب تأكيد أمان البوتوكس وفعاليته للاستخدامات غير المذكورة في ترخيصه المزيد من الأبحاث، كما يجب على العلماء إيجاد الطرق المناسبة لإعطاء الدواء في كل حالة.
<h3>آلية استخدامه</h3>
يُستخدم الذيفان الوشيقي بتمديد المسحوق في محلولٍ ملحي ثم حقنه مباشرةً ضمن النسيج العصبي العضلي، ويستغرق 24 – 72 ساعة حتى يبدأ تأثيره. يمكن أن يتأخر ظهور التأثير الكامل حتى خمسة أيام في حالاتٍ نادرة. قد تستمر هذه التأثيرات 3 أشهر حتى 12 شهرًا حسب العلاج.

ينبغي تجنب استعماله خلال فترة الحمل أو الإرضاع أو في حال وجود رد فعل تحسسي سابق للدواء أو أي من مكوناته.
<h3>مخاطر البوتوكس وتأثيراته الجانبية</h3>
عادةً ما تكون حُقن البوتوكس جيدة التحمل، ويندر ظهور تأثيراتها الجانبية، لكن يمكن أن يتسبب الذيفان الوشيقي ببعض التأثيرات غير المرغوبة بحسب سبب الحقن واستجابة الشخص له. نذكر من هذه التأثيرات:
<ul>
 	<li> جفاف العين بعد الاستخدامات التجميلية.</li>
 	<li> اضطراب في المعدة.</li>
 	<li> الخَدَر.</li>
 	<li> ألم معتدل أو تورم أو تكدّم حول مكان الحقن.</li>
 	<li> صداع.</li>
 	<li> تدلّي الجفن مؤقتًا.</li>
 	<li> ضعف أو شلل مؤقت وغير مرغوب في العضلات المجاورة.</li>
 	<li> مشاكل بولية بعد علاج السلس البولي.</li>
 	<li> ازدياد سوء الاضطرابات العصبية العضلية.</li>
 	<li> تَوَهان مكانيّ أو رؤية مزدوجة بعد علاج الحَوَل.</li>
 	<li>تقرُّح القرنية بعد علاج التهاب الجفن.</li>
 	<li> حوادث قلبية وعائية مثل اضطرابات النظم واحتشاء العضلة القلبية.</li>
</ul>
ينبغي عدم استخدامه في حال وجود حساسية منه أو إنتان في موقع الحقن.

توجد مخاوف حول امتداد تأثيرات البوتوكس بعيدًا عن مكان الحقن مع احتمال أن يسبب أعراضًا مثل صعوبة التنفس، وذلك حسب نوع العلاج، كما أنَّ بعض الأشخاص معرّضون لهذا التأثير أكثر من غيرهم وقد تلعب العوامل الوراثية دورًا في ذلك.

إضافةً إلى ذلك، قد تصنّع أجسام بعض متلقي حُقن النوع A من الذيفان الوشيقي أضدادًا له مما يبطل فعالية العلاجات اللاحقة.
<h3>الخلاصة</h3>
يمكن استخدام البوتوكس تجميليًا لتخفيف مظهر التجاعيد، وطبيًا للمساعدة في علاج اضطرابات معينة متعلقة بالجهازين العصبي والعضلي.

في النهاية، من الأفضل استشارة الطبيب حول مخاطر البوتوكس وتكاليفه والاعتبارات الأخرى بشأنه في حال الرغبة بتجربته.

<strong>اقرأ أيضًا:</strong>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=114181">البوتوكس: الاستخدامات التجميلية والآثار الجانبية وكلفة العلاج</a>

<a href="https://www.ibelieveinsci.com/?p=37132">البوتوكس لعلاج الشقيقة؟</a>

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: بدور مارديني

<a href="https://www.medicalnewstoday.com/articles/158647">المصدر</a>

حاتم نظام

الأعمال

علماء الأعصاب يكتشفون جزءًا من الدماغ يستجيب للغناء تحديدًا

للمرة الأولى: عملية زراعة قلب طفل رضيع قد تحمل حلًا لمشكلة رفض الأعضاء

علاج جديد محتمل يقضي على سرطان المبيض والقولون والمستقيم في أيام

البوتوكس: طريقة عمله واستخداماته الطبية ومخاطره المحتملة