يُعد الكولاجين أحد المكونات الفعالة لمكافحة الشيخوخة وهو عامل أساسي للعناية بالبشرة، أفاد بعض الباحثون أن الكولاجين قد يكون المفتاح للحصول على بشرة أكثر شبابًا. لكن، هل الكولاجين مفيد للبشرة حقًا، أم هو صيحة أخرى في مجال الجمال في ظل غياب الأدلة الواضحة لدعمه؟

يُعد الكولاجين من البروتينات الأساسية الموجودة طبيعيًا في الجسم، يساعد على إعطاء البشرة مظهرًا متوهجًا وممتلئًا وأكثر شبابًا. لكن، للأسف فإن مخزون الكولاجين يتراجع مع التقدم في السن، مسببًا التجاعيد وترهل الجلد.

أصبح الكولاجين (بشكليه كريم أو مكمل غذائي) عملًا تجاريًا ضخمًا إذ يتوقع الخبراء ازدهارًا في سوق الكولاجين العالمي يصل إلى 16.7 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس القادمة.

ما دور الكولاجين في تحسين البشرة؟

مكافحة الشيخوخة

الكولاجين ضروري لمرونة الجلد لأنه يجعل الجلد يبدو ممتلئًا وأكثر نعومة، لكن لسوء الحظ، وفقًا لمجلة بلاستك أند اسثتيك ريسيرش تُستنفد مستويات الكولاجين منذ بداية البلوغ بمتوسط 1% إلى 1.5%، بالمقابل يؤدي رفع مستويات الكولاجين إلى تأخير هذا الاستنفاد الطبيعي، ما يمنح بشرة ممتلئة ومتألقة، لكن كيفية تحقيق الكريمات أو المكملات الغذائية لهذا الأمر ما يزال قيد النقاش، فوفقًا لجمعية الإكزيما الوطنية لا توجد أدلة كافية تثبت أن مكملات الكولاجين تحسّن من مظهر البشرة، وذلك رغم شعبيتها المتزايدة لدى المشاهير والمؤثرين.

مع ظهور المزيد من الأبحاث حاور موقع لايف ساينس طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة من البورد، الدكتورة أليسون إرليش، وذلك للتحقق من هذا الموضوع ومعرفة المزيد عنه، بفهم أعمق لفوائد الكولاجين للبشرة وكيف يدعم البحث مكملات الكولاجين، وكيف نستطيع زيادة الكولاجين في نظامنا الغذائي.

أشارت إرليش إلى مراجعة منهجية وتحليل تلوي لعام 2021، وجد فيه الباحثون أن مكملات الكولاجين تزيد من ترطيب البشرة ومرونتها لدى أكثر من ألف مشارك، مع استمرار هذا التحسن أربعة أسابيع تقريبًا بعد المكملات.

في عام 2019، وصفت ورقة بحثية في مجلة Nutrients دراسة قدم فيها الباحثون للمشاركين مكملًا للكولاجين ودواءً وهميًا آخر، واستخدموا سلسلة من الاختبارات العلمية للتحقق من ترطيب الجلد ومرونته وخشونته وكثافته، وجدوا بعد 16 أسبوعًا أن مجموعة مكملات الكولاجين قد حققت نتائج أفضل بكل وضوح.

تأثير مضاد للأكسدة

تقول إرليش: «تمارس ببتيدات الكولاجين تأثيرًا مضادًا للأكسدة على الجلد»، دعمت الأبحاث ذلك بدراسة أجريت عام 2020 على كولاجين وجيلاتين مستخرجين من نفايات جلد التونة، وجد الباحثون أن الكولاجين والجيلاتين المستخرجين كانا مصدرين ممتازين للببتيدات المضادة للأكسدة التي قد تساعد على حماية الجلد من الجذور الحرة المسؤولة عن تكسير الكولاجين في الجلد.

التئام الجروح

يمتلك الكولاجين تأثيرًا قويًا في شفاء الجروح، تقول إرليش: «الكولاجين يزيد من نشاط الخلايا الليفية الجلدية، ما يؤدي إلى زيادة تصنيع الكولاجين». فهو بعبارة أبسط، يشكل لبنة أساسية في عملية الشفاء.

مع ذلك، تشير إرليش إلى وجود بعض العيوب في دراسات الكولاجين التي تثير بعض الأسئلة:

  •  تستخدم بعض الدراسات الكولاجين مقترنًا بكثير من المكونات الأخرى، التي تؤثر أيضًا في تحسن الجلد.
  •  تستخدم الكثير من الدراسات حجم عينة صغير، أو عينة حيوانية، ما قد يؤثر في موثوقية البيانات وقوتها.
  •  في بعض الأحيان يُستخدم الإبلاغ الذاتي عن التحسينات، ما يعني أن المشاركين يحكمون على كيفية ظهور بشرتهم بدلاً من إجراء فحوصات دقيقة.
  •  قد لا يعكس التحسن الصغير في الدراسة التغيرات المرئية في الجلد.

كيف نحصل على المزيد من الكولاجين؟

من الممكن زيادة مستويات الكولاجين بتناول الأطعمة الغنية بالكولاجين أو تناول مكمل الكولاجين.

توجد أطعمة غنية بالكولاجين أو تحتوي على أحماض أمينية تساعد الجسم على تكوين الكولاجين، منها:

  •  مرق العظم
  •  اللحوم والدواجن والأسماك
  •  البيض
  •  الأطعمة الغنية بالفيتامين سي كالحمضيات والفلفل الحلو والتوت والطماطم
  •  الخضراوات الخضراء
  •  الثوم
  •  الأطعمة الغنية بالزنك كالمحار والفاصوليا والبقوليات والمكسرات

من الممكن أيضًا زيادة مستويات الكولاجين بتناول مكمل كولاجين يوميًا، لكن مع التنويه إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لا تنظم هذه المكملات، ومكملات الكولاجين بذاتها لا ينبغي أن يكون لها آثار جانبية لكن لا يخلو الأمر من بعض المشكلات المتعلقة بتلوث المعادن الثقيلة في السنوات الأخيرة.

يجدر التحقق من موقع إدارة الغذاء والدواء في حالة حدوث أي عمليات سحب للمنتجات.

الكولاجين الموضعي مقابل الفموي

عندما يتعلق الأمر بأفضل طريقة لأخذ الكولاجين فلا يوجد جواب واضح بعد.

عام 2022، قارنت دراسة في المملكة العربية السعودية الكولاجين الفموي والموضعي، فوجدت أن كلاهما قد يساهم في تقليل شيخوخة الجلد أو تأخيرها. مع ذلك، دعت الدراسة إلى إجراء المزيد من الأبحاث واسعة النطاق مع متابعة شاملة لفهم الفوائد فهمًا شاملًا، ما يشير إلى أن البحث الحالي لا يكفي لدعم الكولاجين الموضعي أو الفموي.

وبالمثل، تتردد إرليش في تحديد أيهما أفضل بسبب نقص الأبحاث السريرية واسعة النطاق، «من الصعب إجابة السؤال الفموي مقابل الموضعي دون إجراء تجارب سريرية قوية لمقارنة الطريقتين».

لكنها تسلط الضوء على نقطة مهمة حول كريمات الكولاجين الموضعية «الكولاجين هو جزيء كبير ويجب أن يكون على شكل ببتيدات صغيرة نشطة بيولوجيًا لتُمتص عبر الجلد أو تكون فعالة عند تناولها من طريق الفم».

تلقي هارفارد هيلث الضوء على كون ببتيدات الكولاجين صغيرة بما يكفي لعبورها عبر الجلد، مستفسرة عن الأبحاث التي تشير إلى أنها تستطيع اختراق الطبقات العميقة من الجلد.

وفقًا لجمعية الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية ومايو كلينك فإن استخدام منتج يحتوي على الريتينويد، مثل الريتينول، هو خيار أفضل لمساعدة الجسم على صنع المزيد من الكولاجين.

اقرأ أيضًا:

هل تفيد مكملات الكولاجين؟ وما الأطعمة التي تساعد الجسم على إنتاجه؟

هل تفيد مكملات الكولاجين الجلد والمفاصل؟

ترجمة: مايا زينو

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: نغم رابي

المصدر