إذا كنت ممن يعانون رهاب الجراثيم وتريد الاستمرار بارتياد الحمامات العامة، فلا أنصحك بإكمال القراءة.

فقد تبين أن مجففات الأيدي تكون بيئةً أكثر ملائمةً للجراثيم من المناديل الورقية، ويمكن أن تكون أيضًا دوامةً من المواد الغائطية.

ربما لا تعلم ذلك، لكن عند قيامك بدفق المياه في مرحاضٍ مفتوح، فإنه يمكن لكميةٍ قليلةٍ من الغائط والجراثيم أن تتطاير في الهواء لارتفاعٍ قد يصل إلى 15 قدم (4.5 متر).

وإن لم يكن ذلك مقززًا كفاية، فقد وجدت دراسةٌ جديدةٌ أن هذه الكمية القليلة من الغائط والجراثيم يمكن أن تُمتص بوساطة مجففات الأيدي الدافئة، وبعدها تُنفخُ مباشرةً على يديك النظيفتين.

قام الباحثون في (جامعة كونيتيكت – (University Of Connecticut بدراسة حول ذلك، إذ وُضعت أطباق بتري تحت العديد من مجففات الأيدي في الحمامات داخل أحد المدارس، وبعدها حُللت النتائج.

احتوت الأطباق التي تعرضت لهواءٍ عاديّ داخل الحمام على مستعمرةٍ جرثوميةٍ واحدةٍ فقط، في حين كُشف أن العينات التي وُضعت لمدة 30 ثانيةً تحت هواء مجففات الأيدي قد احتوت على ما يقارب 18 إلى 60 مستعمرةً جرثوميةً داخل كل طبق.

استنتج الباحثون أن العديد من أنواع الجراثيم، ومن ضمنها الأبواغ والعوامل المُمرضة المحتملة، يمكن أن تعلق على اليدين عند التعرض للمجففات.

و في حديثه لموقع (بزنس انسايدر – (Business Insider، يقول رئيس البحث (بيتر سيتلو – (Peter Setlow هناك الكثير من أنواع الجراثيم في الحمامات، فكلما زاد تعرضك لهواء المجففات، زاد عدد الجراثيم التي ستلتصق بيديك.

وبعد هذه النتائج المقززة فقد تخلى بيتر نهائيًا عن استعمال مجففات الأيدي، واستبدلت في جامعة كونيتيكت كل مجففات الأيدي بالمناديل الورقية.

ويقول سيتلو إن الشخص العادي يجب ألا يفزع كثيرًا من هذه المعلومات، فالفئة المعرضة للخطر الأكبر هي فئة من يعانون ضعف الجهاز المناعيّ، مثل كبار السن، لذلك عليهم تجنب استعمال مجففات الأيدي، أما الأشخاص الطبيعيون فغالبًا يستطيعون تحمل النتائج.

بالإضافة لذلك، فإنه ليس بالضرورة أن تكون هذه الجراثيم ضارةً لك، فقط بسبب أن مجففات الأيدي تنتج كمياتٍ كبيرةً منها.

فعلى أي حال، توجد الفطريات والجراثيم والميكروبات الأخرى في كل مكانٍ بالتأكيد، والغالبية العظمى من هذه المجموعة لا تسبب لك أي مرض.

إضافةً إلى أن تعرضك للجراثيم هو جزءٌ هامٌ لبناء الجهاز المناعيّ، لكي تحظى بحياةٍ طويلةٍ وصحية.

بينما وجدت الدراسات السابقة أن هذه المجففات لديها القدرة على نشر الأمراض، فإن فرص حدوث ذلك ليس كبيرًا أبدًا وذلك بسبب وجود الشخص في الحمام.

وخلال حديثه لموقع (لايف ساينس – (Live Science عام 2016، قال (جاك جيلبيرت –(Jack Gilbert عالم الأحياء الدقيقة في مختبر أرجون الوطني في (إلنوي -Argonne :(National Laboratory »الحمامات ليست بتلك الخطورة ، فالعضويات التي تنمو فيها لديها احتمالية ضئيلة جدا في التسبب بالأمراض«.

كما أننا لسنا متأكدين تمامًا فيما إذا كانت المناديل الورقية بديلًا أفضل.

وبينما وجدت الدراسات السابقة أن المناديل الورقية تكون أكثر نظافة، فقد بينت دراساتٌ أخرى مستقلة أنه لا يوجد فرقٌ كبيرٌ بين المستعمرات الجرثومية التي تنتقل بوساطة المناديل وتلك المنتقلة من المجففات.

إذا كنت قلقًا مما جاء في هذه الدراسة، فاطمئنّ، فقد وجد سيتلو وفريقه أنَّ تزويد المجففات بفلتر صناعي سيخفض كمية الجراثيم بمقدار 4 أضعاف، على الرغم من كون ذلك ليس كافيًا من أجل النظافة التامة.

و تابع جيلبيرت: »إن الهوس والشك الذي يحدث لدينا حول التعقيم والتنظيف الزائد لا يساعد أبدًا«.

لذلك وأيًا كان ما تقوم به، تذكر فقط: بغض النظر عن الطريقة التي تجفف بها يديك، فحتمًا ستجمع بعضًا من الجراثيم بطريقةٍ أو بأخرى.

و تلك هي الحقيقة المقززة.

تم نشر هذه الدراسة في موقع (علم الأحياء الدقيقة التطبيقي والبيئي –  Applied and (Environmental Microbiology .


  • ترجمة: عمر اسماعيل
  • تدقيق: تسنم المنجّد
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر