يصيب واحد من كل عشرة أطفال، وواحد من كل عشرة بالغين، احتشاء صمغي كثيف في آذانهم، يقودهم الإحساس بكثافته، إلى اتخاذ خطوة إزالته من الأذن، وهذا مالا ينصح به أطباء العالم أجمع، حيث يقولون: لا يجب أن تدخل أي شيء في أذنك, ولو كان صغيرًا، حتى أعواد القطن المخصصة لذلك.

تقول القواعد الإرشادية المحلية لإزالة صمغ الأذن: يجب على المادة الصفراء اللزجة التي تتراكم داخل الأذن ( الصِّماغ – الصِّماخ – الصِّمْلاخ)، البقاء في مكانها، مهما بلغ حد تراكمها.

يقول أحد  دكاترة  الأنف والأذن والحنجرة في جامعة تكساس في الجنوب الشرقي للمركز الطبي فى دالاس (بيتر رولاند): “لا تعد مادة الصمغ الموجودة في الأذن بطبيعتها، مادة شريرة, ومن ثم لا تجب إزالتها بمجرد أنها موجودة”.

ويضيف: ” يؤدي وجود هذه المادة فى الواقع غرضًا ما, وهذا ما يفرض بقائه”.

يعد رونالد رئيسًا لفريق الأطباء المسؤولين عن وضع القواعد الإرشادية لإزالة صمغ الأذن، تصدر هذه القواعد عن الأكاديمية الأمريكية لعلم الأنف والأذن والحنجرة – مؤسسة جراحة الرأس والعنق؛ لتحقيق مقصدين أساسيين، هما:

  • تحديد الظروف التي تتطلب إزالة صمغ الأذن.
  • إرشاد الأطباء لأفضل الطرق الإزالة.

يأمل الفريق المسؤول ألا يكون هذان المقصدان سببًا في فقدان السمع لحوالي 12 مليون شخص يلجؤون خلال العام الواحد فى الولايات المتحدة للعناية الطبية بسبب احتشاء الصمغ وكثافته داخل الأذن، حيث يسبب – كما يقولون- ألمًا وضغطًا، شعورًا بالحكة، ورائحةً كريهةً، ورنينًا في كلتا الأذنين، وإفرازات كثيرة، وفقدان سمع في الحلالات الشديدة.

فائدة المادة اللزجة

لا يخلو وجود المادة اللزجة ( صمغ الأذن) من فائدة، فهو -على حد قول الأطباء- مادة للتنظيف الذاتي, لها من الخصائص: الحماية، والتشحيم، ومضاد البكتريا؛ لذلك تقوم الغدد الصغيرة فى قناة الأذن الخارجية بضخ مادة مائية.

تمتزج مع الشعر الميت والجلد الميت, مكونة معًا ما يسمى بـــ (صمغ الأذن أو الصملاخ)، ثم يشق طريقه للخروج من الأذن ببطء؛ نتيجة للدفعات التي يتلقاها من حركة الفك أثناء مضغ الطعام وغيره، حاملًا معه الأوساخ, والأجسام الصغيرة من قناة الأذن، لتسقط بعد ذلك كتل الصمغ الناشفة واللزجة أحيانًا من فتحة الأذن.

ويحدث أن تتوقف عملية الإفراز هذه؛ بسب قيام بعض الأشخاص، بإدخال ماسحة قطنية أو جسم غريب، مثل: المشابك وأعواد الثقاب، فيتراكم الصمغ ويغلق جزءًا من قناة الأذن.

يقول رولاند لـــ lifeScience: “هناك الكثير من الأشخاص الذين يرتدون سدادات الأذن, كأجهزة السمع المساعدة, أو أجهزة الاستماع الخاصة بهم، أو أجهزة العمل الخاصة بالنسخ, وهو أجهزة تزيد من احتمالية عدم خروج الصمغ من تلقاء نفسه”.

ويعد كبار السن أكثر عرضة من غيرهم لتراكم صمغ الأذن؛ لأـنه – كما يقول رولاند: “يصبح أكثر كثافة وجفافًا, بالإضافة إلى كثرة كمية الشعر فى آذانهم، مما يحبس ذلك الصمغ”.

ويضيف رولاند: “لسوء الحظ, كثير يشعر كثير من الناس  بحاجة إزالة صمغ الأذنين، وهو فعل يؤدى إلى مزيد من الاحتشاء، وبعض المضاعفات الأخرى لقناة الأذن، والمثل القائل” لاتضع شيئا أصغر من كوعك داخل أذنك” سليم.

دع أذنك وحدها

تنصح القواعد الإرشادية الجديدة بأن يدع كل شخص أذنه في وحدها، إلا في حال ظهور صمغ أكثر من اللازم، يقول رولاند: “إن كان لا بد من استخدام شيء يزيل صمغ الأذن الكثير، فاستخدم قطرة، أيًّا كانت”؛ لأنها – وفق الفريق المختص- تساعد على تليين الصمغ, والمحافظة على ما تقوم به الأذن من عمل بهذا الخصوص.

وتحذر القواعد الإرشادية من استخدام المضخات المخصصة لغسل الفم, ومادة الشمع المصنعة لإزالة صمغ الأذن، وتتم هذه الطريقة بواسطة أنبوب مخروطي مجوف من القماش.

يتم غمسه داخل شمعِ نحلٍ دافئ, ثم يبرد ويتصلب، وعندما يصبح باردًا وصلبًا, يدخل فى الأذن، ثم يشعل الجزء الخارجي منه لمدة 15 دقيقة.

ما ينبغي وفق هذه العملية أن تسحب مادة الصمغ خارج الأذن، ولكن ذلك لا يحدث، فقد أوضح أطباء وفق دراسة أجريت، أن المادة المسحوبة هي مادة الشمع نفسها.

وليست المادة الصمغية للأذن، وكانت هذه النتيجة بناءً على مقابلة أجراها الأطباء لمرضى أحرقوا الجزء الخارجي من أذنهم بهذه الطريقة.

يقول رولاند: إذا لم تزل القطرة أعراضك التي تشكوا منها, أو إذا كنت لا تحبذ القطرة, اذهب لمقابلة الطبيب، وقد وجد الفريق المختص أن أكثر ثلاثة طرق يستخدمها الأطباء فى مكاتبهم لإزالة صمغ الأذن، هي:

غسل الأذن الخارجية بماء دافق فيه محلول مائي.

إخراج شمع الأذن عن طريق المكبر باستخدام المعدات الطبية وإرجاع المريض إلى المنزل وبصحبته قطرات أذن.

يحث رولاند المرضى على عدم الحرج من وجود بعض صمغ الأذن، يقول:” أقابل الكثير من الناس الذين يشعرون بالحرج عند رؤيتي القليل من الصمغ فى آذانهم, فيبدؤون بالاعتذار؛ لأنهم متسخين، ويبدون تضايقهم من وجود الصمغ في آذانهم”، ويضيف: “إن للصمغ وظيفة طبيعية, وإن لم يوجد سبب لإزالته، دَعْه”.


  • ترجمة: محمد عبد الرحيم محمد بابكر.
  • تدقيق: رجاء العطاونة.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر