تبدو الجراثيم الآكلة للنسج مخيفةً بقدر ثقل مسمعها، وهي عدوى خطيرة تنتشر بسرعةٍ في الجسم، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الأطراف وحتى الموت.

تعرف هذه الحالة النادرة طبيًّا باسم التهاب اللفافة الناخر، وتحدث بتواتر 4 حالات لكل 100 ألف شخص سنويًّا في الولايات المتحدة، وفقًا لدراسة أُجريت عام 2015.

يحتاج الأشخاص الذين يعانون منها نظرًا لخطورة الحالة التي تدمِّر الجلد والأنسجة إلى رعايةٍ طبية فورية، ولكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كان جُرحك يحتوي على جراثيم آكلة للنسج؟

بدايةً وللتوضيح، نذكر وفقًا لمعلومات عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنّ هناك عدة أنواع من الجراثيم التي يمكن أن تسبب التهاب اللفافة الناخر بما فيها:

  • مجموعة A Streptococcus
  • ‏Klebsiella
  • ‏Clostridium
  • ‏Escherichia coli
  • ‏Staphylococcus aureus

يصاب الناس في معظم الأحيان بالتهابات اللفافة عندما تدخل الجراثيم إلى الجسم من خلال اختراقاتٍ في الجلد، بما في ذلك الجروح والخدوش والحروق والجروح الناجمة عن الجراحة.

وقال الدكتور روبرت غلاتر طبيب طوارئ في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك أنّ أحد سمات التهاب اللفافة الناخر هو الألم غير المتناسب مع الجرح.

كما أفاد غلاتر لدورية Live Science أنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة غالبًا ما يصرحون عن (ألمٍ وحساسيّةٍ بالغة)، وأضاف أنّ بعض المرضى قد يلاحظون أصوات طقطقة بسبب وجود الهواء تحت الأنسجة؛ (بعض أنواع الجراثيم التي تسبب التهاب اللفافة الناخر تنتج الغازات ما يؤدي إلى تجمعها تحت الأنسجة).

تشمل الأعراض المبكرة الأُخرى احمرارًا متورّمًا للجلد في منطقة الجرح المصابة، بالإضافة لألم حول المنطقة المصابة وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.

يجب على الأشخاص الذين لديهم هذه الأعراض بعد الإصابة أن يراجعوا الطبيب على الفور، إذ غالبًا ما تبدأ الأعراض في غضون ساعاتٍ من الإصابة.

قد يعاني المرضى أيضًا من أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، بما في ذلك الحمى وآلام المعدة والغثيان والإسهال والرجفان وآلام الجسم، وفقًا لمركز معلومات الأمراض الوراثية والنادرة (GARD) التابع لمعهد الصحة الوطني.

تشمل الأعراض اللاحقة لهذا المرض القروح والبثور أو البقع السوداء على الجلد والقيح النازل من المنطقة المصابة بحسب ما ذُكر عن مركز السيطرة على الأمراض.

قد يُصاب المريض بالارتباك والهذيان مع انتشار الإصابة، و قد يتراجع الإحساس بالألم لترافق الحالة مع تخرب الأعصاب، وفقًا ل GARD.

قد يصاب أيّ شخص بالتهاب اللفافة الناخر، على الرغم من ترافق هذه الحالة عند غالبية المرضى مع مشاكل صحّيّة أُخرى تقلل من قدرة مناعة أجسامهم على مكافحة العدوى، بما في ذلك مرض السكري وأمراض الكلى والسرطان وأمراض الكبد، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.

يكمن عامل الخطورة الآخر لهذه الحالة بتعريض الجروح لمياه البحر التي قد تحوي على جراثيم Vibrio vulnificus المسببة لالتهاب اللفافة الناخر.

وقال غلاتر أنّ المرضى الذين يعانون من التهاب اللفافة الناخر يحتاجون إلى علاجاتٍ سريعة ومكثّفة.

ويقدَّر معدل الوفيات ما بين 25-35%، وقد تصل أحيانًا إلى 50% وفقًا لدراسة عام 2015.

تُعالج الحالة بمصادات حيوية قوية وريدية الإعطاء، واللجوء إلى الجراحة لإزالة النسج المتموّتة، كما يحتاج الأطباء في بعض الأحيان إلى بتر أحد الأطراف المصابة لمنع انتشار العدوى، حسبما ذُكر عن مراكز السيطرة على الأمراض.

يمكن أن تساعد الرعاية المناسبة بالجرح في الوقاية من العدوى الجلدية الجرثومية مثل التهاب اللفافة الناخر، يُنصح الناس بتنظيف جميع الجروح الطفيفة بالصابون والماء بالإضافة إلى تغطية الجروح المفتوحة بالضمادات النظيفة والجافة حتى تُشفى ومراجعة الطبيب في حالة الجروح المفتوحة وغيرها من الجروح العميقة أو الخطيرة.


  • ترجمة: مريم عيسى.
  • تدقيق: ماجدة زيدان.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر