يحدث داء السكري بنمطيه الأول والثاني عندما يفقد الجسم قدرته على تخزين الغلوكوز الذي يُعد مصدرًا أساسيًا للطاقة، ويعجز عن استخدامه استخدامًا صحيحًا؛ فيتجمع الغلوكوز في الدم ولا يصل إلى الخلايا التي تحتاج إليه، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

يظهر النمط الأول من داء السكري عادةً عند الأطفال والمراهقين، وقد يظهر أيضًا عند المتقدمين في السن. يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا في البنكرياس ويمنعها من إنتاج الإنسولين. ما من طريقة تمنع مرض النمط الأول، إذ يعد وراثيًا غالبًا. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعاني نحو 5% من الأفراد داء السكري من النمط الأول.

يظهر داء السكري من النمط الثاني غالبًا مع تقدم العمر، لكنه بدأ بالظهور حديثًا عند العديد من الأطفال. في هذا النمط ينتج البنكرياس الإنسولين، لكن يعجز الجسم عن استخدامه بفعالية. يبدو أن عوامل نمط الحياة تؤدي دورًا في تطور داء السكري من النمط الأول. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يعاني نحو 90-95% من مرضى السكري سكري النمط الثاني.

يؤدي داء السكري بنمطيه إلى مضاعفات مثل الأمراض القلبية الوعائية وأمراض الكلى وفقدان البصر ومضاعفات عصبية وتلف الأوعية الدموية والأعضاء.

تقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن نحو 30 مليون فرد في الولايات المتحدة الأمريكية مصابون غالبًا بمرض السكري، إلا أن 25% منهم يجهلون ذلك.

يُعد السكري الحملي من الأنماط الأخرى الذي يظهر خلال الحمل ويزول عادةً بعد الولادة، لكنه قد يتطور إلى سكري النمط الثاني عند بعض النساء في مرحلة ما من حياتهن.

سيبحث هذا المقال في الاختلافات والتشابهات بين النمطين.

أسباب داء السكري

تختلف الأسباب بين النمطين، لكن كليهما يرتبط بالإنسولين، وهو هرمون ينتجه البنكرياس لينظم الطريقة التي يتحول بها سكر الدم إلى طاقة.

يصيب مرض السكري من النوع الأول الشباب غالبًا

يصيب مرض السكري من النوع الأول الشباب غالبًا

سكري النمط الأول

يعتقد العلماء أن في هذا النمط يُهاجم الجهاز المناعي بالخطأ خلايا بيتا في البنكرياس المنتجة للإنسولين، يجهل العلماء سبب هذا الهجوم، وقد تساهم الالتهابات في مرحلة الطفولة في الإصابة به.

يدمر الجهاز المناعي هذه الخلايا، ما يعني فقدان الجسم القدرة على إنتاج كميات كافية من الإنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم. يحتاج مريض سكري النمط الأول إلى إنسولين متمم منذ تشخيص مرضه حتى بقية حياته. يميل سكري النمط الأول إلى الحدوث فجأةً ويتفاقم سريعًا.

تتضمن عوامل الخطورة:

  •  تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري.
  •  الولادة بسمات وراثية معينة تؤثر في كيفية إنتاج الجسم للإنسولين أو استخدامه.
  •  بعض الحالات الصحية مثل التليف الكيسي أو داء ترسب الأصبغة الدموية.
  •  التعرض لبعض العدوى أو الفيروسات مثل الحصبة الألمانية أو الحصبة أو الفيروس المضخم للخلايا.

سكري النمط الثاني

تبدأ خلايا الجسم في النمط الثاني بمقاومة تأثيرات الإنسولين، ومع مرور الوقت يتوقف الجسم عن إنتاج كميات كافية من الإنسولين، فيفقد قدرته على الانتفاع من الغلوكوز، ما يعني عدم قدرة الغلوكوز على دخول الخلايا فيتراكم في الدم، تُدعى هذه الحالة مقاومة الإنسولين، وتحدث عندما ترتفع مستويات الغلوكوز بشكل دائم أو في أغلب الأحيان عند المصاب. عندما تتعرض الخلايا إلى الإنسولين بإفراط؛ تقل استجابتها له أو تنعدم.

قد يستغرق ظهور الأعراض سنوات، وقد يلجأ المصابون إلى الأدوية أو حميات معينة أو تمارين رياضية في المراحل المبكرة من المرض لتقليل الخطر أو إبطاء المرض.

لا يحتاج المريض في المراحل المبكرة من سكري النمط الثاني إلى إنسولين متمم، ولكن مع تطور المرض، قد يلزم استخدامه لتنظيم مستويات سكر الدم بهدف البقاء بصحة جيدة.

تتضمن عوامل خطورة الإصابة بسكري النمط الثاني:

  •  تاريخ عائلي للإصابة بسكري النمط الثاني.
  •  البدانة.
  •  التدخين.
  •  العادات الغذائية غير الصحية.
  •  قلة التمرين.
  •  استخدام بعض الأدوية، مثل الأدوية المضادة للاختلاج وبعض أدوية الإيدز.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، قد تكون بعض الأعراق أكثر عرضةً لتطور سكري النمط الثاني، مثل العرق الأسود والإسبان وسكان أمريكا وألاسكا الأصليين، وسكان أيسلندا على ساحل المحيط الهادي، وبعض أفراد العرق الآسيوي.

عوامل الخطورة

قد تُحفّز العوامل البيئية والجينية الإصابة بالسكري من النمط الأول والثاني، لكن يستطيع الأفراد تفادي الإصابة بالنمط الثاني نتيجةً لتبني نمط حياة صحي. اقترحت الأبحاث أيضًا بعض العوامل البيئية التي قد تساهم في الإصابة:

1. فيتامين د:

اقترحت الدراسات أن فيتامين د قد يساعد في الوقاية من داء السكري من النوع الأول والثاني.

اقترحت الدراسات أن فيتامين د قد يساعد في الوقاية من داء السكري من النوع الأول والثاني.

قد تساهم المستويات المنخفضة من فيتامين د في تطور نمطي السكري وفقًا لبعض الدراسات.

اقترحت مراجعة نُشرت عام 2017 أنه عند عوز فيتامين د يتأثر أداء بعض العمليات الحيوية في الجسم مثل الوظائف المناعية والحساسية تجاه الإنسولين، يشير الباحثون أن هذا الأمر قد يزيد من خطر إصابة الشخص بالسكري.

يُعد التعرض لأشعة الشمس المصدر الأول لفيتامين د، وتتضمن المصادر الغذائية الغنية بهذا الفيتامين: زيت السمك ومنتجات الألبان المدعمة بفيتامين د.

2. الإرضاع:

وفقًا لبعض الباحثين قد يساهم إرضاع الأطفال حليب الأم فقط في منع تطور سكري النمط الأول مستقبلًا، حتى لو استمر الإرضاع فترةً قصيرة.

أشارت مراجعة نُشرت عام 2012 إلى صلة ضعيفة بين الرضاعة الطبيعية حصريًا وسكري النمط الأول، لكن لا توجد دلائل كافية لإثبات تلك الصلة.

أعراض داء السكري

قد يعاني المصاب بالسكري أعراضًا ومضاعفات بسبب نقص مستويات السكر في الدم، تحدث بعض جوانب المتلازمة الأيضية عند الإصابة بسكري النمط الثاني، متضمنةً البدانة وارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية، ويبدو أن الالتهاب يساهم في الإصابة.

يشير الجدول إلى الأعراض والمضاعفات المترافقة مع سكري النمط الأول والثاني قبل تشخيص الإصابة وخلالها:

فرط سكر الدم

قد يختبر الأفراد الذين يعانون ارتفاعًا مفرطًا في مستوى سكر الدم من علامات فرط سكر الدم وأعراضه ومضاعفات طويلة الأمد، مثل فقدان البصر وأمراض قلبية وعائية وفشل الأعضاء.

وفقًا لجمعية السكري الأمريكية عندما يصاب المريض بفرط سكر الدم فقد يعاني الأعراض التالية:

  •  كثرة التبول.
  •  زيادة العطش.

ما قد يؤدي إلى حالة الحماض الكيتوني السكري، وقد تكون مهددةً للحياة وتحتاج إلى عناية طبية عاجلة.

تتضمن أعراضها:

  •  صعوبةً في التنفس.
  •  نَفَس برائحة الفاكهة.
  •  الغثيان والقيء.
  •  جفاف الفم.
  •  الغيبوبة.

هبوط سكر الدم

يحتاج مرضى السكري إلى اختبار مستويات السكر في الدم بانتظام.

يحتاج مرضى السكري إلى اختبار مستويات السكر في الدم بانتظام.

يختبر المريض حالة هبوط سكر الدم عندما يشتد انخفاض مستوى السكر في الدم، قد يؤدي هذا إلى داء السكري إذا كان ناجمًا عن زيادة جرعة الإنسولين أو الأدوية المسببة لزيادة إنتاج الإنسولين في الجسم.

تتضمن الأعراض المبكرة:

  •  تعرق وقشعريرة وشحوب الوجه.
  •  رجفان وتوتر وقلق.
  •  تسارع ضربات القلب.
  •  دوخة ودوار.
  •  غثيان.
  •  إحساس بالضعف والتعب.
  •  صداع.
  •  تنميل.

يجب على الشخص تناول قطعة سكر أو حلوى أو مشروب سكري لتخفيف الأعراض ومنع حدوث مضاعفات، ويتبع هذا الإجراء تناول طعام بروتيني مثل زبدة الفول السوداني.

إذا لم يتخذ المريض هذا الإجراء عند هبوط سكر دم، فقد يعاني الأعراض الآتية:

  • نوبات.
  •  فقدان الوعي.
  •  غيبوبة.

قد تكون الحالة مهددةً للحياة، لذا تجب العناية الطبية الفورية.

يجب على المصاب بالسكري أن يحمل هويةً صحيةً تتيح الفرصة للمسعفين بالتعامل معه تعاملًا صحيحًا إذا تعرض لمشكلة صحية.

التشخيص

يميل السكري من النمط الأول إلى الظهور فجأةً، فيجب على الفرد مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض في أقرب وقت ممكن.

لا يبدو على الفرد في مرحلة ما قبل السكري من النمط الثاني والمراحل المبكرة منه أي أعراض، لكن سيُظهر تحليل الدم ارتفاعًا في مستويات سكر الدم.

يجب على الأشخاص المصابين بالسمنة وعوامل الخطر الأخرى لمرض السكري من النوع الثاني إجراء الفحوص الدورية للتأكد أن مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية، وإذا أظهر تحليل الدم ارتفاعًا في مستويات سكر الدم فيجب على الفرد اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أو تأخير الإصابة بالسكري ومضاعفاته.

قد تُقيِّم الاختبارات التالية السكري من النمط الأول أو الثاني، لكن قد لا تفيد جميعها لكلا النمطين:

  •  اختبار الهيموغلوبين السكري أو الغليكوزيلاتي (HbA1c).
  •  اختبار مستوى السكر في الدم الصيامي.
  •  اختبار تحمل الغلوكوز الفموي.
  •  اختبار الغلوكوز العشوائي.

بناءً على النتائج، قد يشخص الأطباء السكري أو مرحلة ما قبل السكري.

في الجدول نتائج الاختبارات التي تشير إلى إحدى مراحل السكري:

ما الفرق بين داء السكري من النمط الأول والنمط الثاني - فقدان الجسم قدرته على تخزين الغلوكوز - تجمع الغلوكوز في الدم - مضاعفات السكري

أوصت جمعية السكري الأمريكية بإجراء الفحوص الدورية للتحري عن سكري النمط الثاني للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 عام أو أكثر، أو الأشخاص الذين يعانون عوامل خطيرةً بأعمار أقل.

يستطيع الأفراد إجراء فحص مستويات سكر الدم منزليًا باستعمال أجهزة قياس السكر المنزلية.

اقرأ أيضًا:

نصائح نظام غذائي لمقدمات السكري

طليعة الأنسولين المعيبة علامة مبكرة على السكري نمط 2

ترجمة: مريم عيسى

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر