الأدوية التي تخفّض الكوليسترول قد تقلّل أيضًا من خطر الإصابة بالخرف

26 ديسمبر 2025
16 مشاهدة
0 اعجاب

الأدوية التي تخفّض الكوليسترول قد تقلّل أيضًا من خطر الإصابة بالخرف

 


 

قد لا يقتصر خفض مستويات الكوليسترول بأنه مفيد للقلب فحسب، بل قد يكون فعّالًا أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالخرف، وفقًا لتحليل شمل ما يقرب من مليون مشارك.

 

تشير النتائج إلى أنّ الأدوية التي تُستخدم عادةً لخفض مستويات الكوليسترول، بما في ذلك الستاتينات والإيزيتيميب، قد تعود بفوائد أيضًا على صحتنا الإدراكية.

 

قاد الدراسة باحثون من جامعة بريستول في المملكة المتحدة ومستشفى جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، وتستند إلى أبحاث سابقة تربط بين الكوليسترول "الضار" (كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL-C) والخرف.

 

هذه الفكرة ليست جديدة، لكن هذا البحث الأخير يقدم إحدى أكثر مجموعات البيانات تفصيلًا، وأقوى الأدلة حتى الآن على وجود هذا الارتباط، وأنّ العلاجات قد تحل المشكلتين في الوقت نفسه.

 

كتب الباحثون في ورقتهم المنشورة:


«تشير البيانات الحالية إلى أن خفض الكوليسترول في وقت مبكر من الحياة، من المرجح أن يقلل خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة».

 

لم تتبع هذه الدراسة أشخاصًا يتناولون أدوية لارتفاع الكوليسترول. وبدلًا من ذلك، استخدمت المتغيرات الجينية التي تميل إلى خفض الكوليسترول على أنه بديل عن تناول أدوية مثل الستاتينات مدى الحياة، وهو نهج يُعرف باسم التوزيع العشوائي المندلي (Mendelian Randomization).

 

 

وتأتي فائدة مقارنة الجينات في أنها تلغي تأثير عوامل مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، التي يصعب تتبعها بدقة.

 

وجد الفريق ارتباطًا ملحوظًا بين الجينات التي تتنبأ بانخفاض الكوليسترول وبين انخفاض خطر الإصابة بالخرف، ما يشير إلى أن المسارات البيولوجية التي تتأثر بالجينات تحافظ على انخفاض الكوليسترول، التي تستهدفها أدوية مثل الستاتينات والإيزيتيميب، تؤثر أيضًا في احتمالية الإصابة بالخرف.

 

تقول ليف تيبييرغ نوردستغارد، اختصاصية الكيمياء الحيوية السريرية التي كانت في جامعة بريستول في أثناء إجراء الدراسة:


«ما تشير إليه دراستنا هو أنه إذا كنت تملك هذه المتغيرات التي تخفض الكوليسترول، يبدو أنك تملك خطرًا أقل بكثير للإصابة بالخرف».

 

وباستخدام نهج التوزيع العشوائي المندلي جنبًا إلى جنب مع مجموعة بيانات ضخمة، استطاعت الدراسة إظهار أن امتلاك هذه الجينات، ومن ثم انخفاض مستويات الكوليسترول، هو على الأرجح السبب وراء انخفاض خطر الإصابة بالخرف لدى الأفراد.

 

يقترح الباحثون أن تصلّب الشرايين، وهو تراكم ترسّبات دهنية من الكوليسترول في الأوعية الدموية، قد يمثل سمة حاسمة في آلية المرض. وهذا بدوره قد يؤدي إلى تلف في الدماغ، ونحن نعلم أن بعض أنواع الخرف تنتج عن مشكلات في إيصال الدم الكافي إلى الدماغ.

 

يأمل الباحثون في إجراء تجارب سريرية يمكن فيها إعطاء أدوية خافضة للكوليسترول، ومراقبة تأثيرها الواقي في الدماغ لتأكيد الارتباط الذي حُدّد في هذا البحث.

 

تقول نوردستغارد: «سيكون من الرائع أن تكون الخطوة التالية تنفيذ تجارب سريرية عشوائية تمتد لعشر سنوات أو ثلاثين سنة، على سبيل المثال، إذ يُعطى المشاركون أدوية خافضة للكوليسترول، ثم يُنظر في خطر إصابتهم بالخرف».

 

 

 



المصادر:


الكاتب

مايا نور الدين

مايا نور الدين
ترجمة

مايا نور الدين

مايا نور الدين
مراجعة

باسل حميدي

باسل حميدي
تدقيق

لين الشيخ عبيد

لين الشيخ عبيد



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة