الريتينويدات والبروبيوتيك والعلاج بالضوء المرئي: الجديد في علاج حب الشباب

22 نوفمبر 2025
9 مشاهدة
0 اعجاب

الريتينويدات والبروبيوتيك والعلاج بالضوء المرئي: الجديد في علاج حب الشباب

 

يواصل الباحثون العمل على إيجاد طرق أحدث وأفضل لمعالجة البثور ومشكلات البشرة، ويبرز في مقدمتها حب الشباب، الذي يعد أكثرها شيوعًا خاصة بين المراهقين، علمًا أنه يظهر في جميع الأعمار.


يعاني الغالبية من ظهور حب الشباب في مرحلة ما من الحياة، ويكون لدى معظمهم فكرة عن الأدوية الداخلة في علاجه من أقراص ودهانات ومنظفات، لكن هل من جديد في الأفق؟


ما حب الشباب؟


هو حالة جلدية تسبب انسداد البشرة، إذ تُسد المسام بواسطة مزيج من الزيوت التي تفرزها البشرة والمعروفة باسم الزهم، وخلايا الجلد الميتة.


يؤدي ذلك إلى ظهور بثور مثل الرؤوس البيضاء والرؤوس السوداء، قد تُحبس البكتريا أيضًا داخل المسام محدثة التهابًا وتورمًا واحمرارًا، مؤدية إلى ظهور بثور متقيّحة وأكياس.


قد تُحفَّز هذه الحالة أو تتفاقم نتيجة عوامل أخرى، مثل الأدوية: الستيرويدات أو التغيرات الهرمونية، مثلًا، تعاني بعض النساء تفاقم ظهور حب الشباب قبل موعد الدورة الشهرية.


تشمل طرق العلاج الحالية العناية البسيطة بالبشرة مثل غسل الوجه يوميًا والتحقق من إزالة المكياج جيدًا، إضافةً إلى تطبيق المستحضرات الموضعية مثل الكريمات أو الجل، التي تُباع دون وصفة طبيب.


 تحتوي تلك المستحضرات على مركبات مثل بيروكسيد البنزيل أو حمض الساليسيلك، التي تعمل على قتل البكتيريا وفتح المسام المسدودة، إذا فشلت هذه الطرق، يوصف للمصاب أدوية مثل الصادات الحيوية أو الكريمات أو جل ذي فعالية أقوى، وفي الحالات الشديدة والمعندة، يُوصف دواء الإيزوتريتينوين المشتق من فيتامين (أ) والمعروف عالميًا باسم (أكيوتن)، الذي يُعد خط علاج أخير.


التطورات الحديثة في علاج حب الشباب:


مع وجود العديد من العلاجات المتاحة فعليًا، فإن الباحثين لا يوقفون البحث عن طرق جديدة أكثر فعالية وبتأثيرات جانبية أقل.


يأتي الإلهام غالبًا مما لدى الإنسان ومما يمتلكه فعلًا، وهذا ينطبق على أحد أحدث العلاجات المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج حب الشباب وهو (IDP-126) أو (Cabtreo™).


هذا الجل الموضعي مزيج من الصاد الحيوي كليندامايسن وبيروكسيد البنزيل، ودواء أدابالين، وهو نوع من الريتينوئيدات، جميعها كانت معتمدة سابقًا لعلاج حب الشباب، لكنها معًا تعد أول علاج موضعي ثلاثي التركيب بجرعة ثابتة يحصل على موافقة FDA.


تعني الموافقة إثبات فعالية الدواء الجديد بنجاح، وفقًا لمراجعة عام 2024، يبدو أن IDP-126 قد حقق ذلك، ورغم تأثيراته الجانبية ومحدودية الدراسات الفردية عليه، يرى الباحثون أن تأثيره قوي جدًا في التقليل من حب الشباب الالتهابي وغير الالتهابي، إضافةً إلى تحسّن جودة حياة المرضى.


ما زلنا بحاجة إلى مقارنة فعالية العلاج بالعلاجات الأخرى لحب الشباب، بمعنى آخر: قد يكون علاجًا فعالًا لكن هل يتفوّق على سائر العلاجات الحالية؟ يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ذلك.


البروبيوتيك:


نظرًا إلى أن البكتيريا قد تساهم في تفاقم ظهور حب الشباب، قد تكون الصادات الحيوية خيارًا علاجيًا جيدًا لعلاجه، فهي فعالة عمليًا، ولكن نظرًا إلى أن مقاومة الصادات الحيوية مشكلة خطيرة، يستكشف الباحثون طرقًا علاجية أخرى لحب الشباب باستهداف البكتيريا، قد يشمل ذلك استخدام البروبيوتيك موضعيًا أو جهازيًا. تقدم مراجعتان حديثتان للدراسات التي تحقق هذه الإمكانية آمالًا واعدة حول استخدام البروبيوتيك، إذ قد يخفف آفات حب الشباب، والالتهاب المرافق لها، والاحمرار، وتغيير ميكروبيوم الجلد إيجابيًا.


لكن هذا لا يعني أن يبدأ كل شخص يعاني حب الشباب بتناول كميات كبيرة من الزبادي التي تحتوي على البروبيوتيك أو دهانه على بشرته، فما تزال هناك قيود تمنع تقديم البروبيوتيك بوصفه علاجًا فعليًا. إذ كانت العينات التي أُجريت عليها الدراسات صغيرة نسبيًا، واستُخدمت سلالات مختلفة من البكتيريا، وجُرّب العلاج لفترات زمنية مختلفة، وبناءً على كل ذلك، يصعب تعميم نتائجه.


جدير بالذكر أيضًا أن معظم الدراسات كانت تُطبّق في علاج حالات خفيفة إلى متوسطة من حب الشباب، فلا يمكن الاعتماد على هذه النتائج كليًا في حالات معندة وأكثر شدة.


مع ذلك، ما يزال هذا المجال يستحق البحث، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل أن يبدأ الطبيب بوصف البروبيوتيك لعلاج حب الشباب روتينيًا.


العلاج بالضوء المرئي:


يُعد بديلًا محتملًا للأدوية، إذ يُروّج له بوصفه خيارًا غير دوائي، إذ تُعد الأدوية غير ملائمة للجميع.


مثلًا، حصلت مؤخرًا بعض أقنعة العلاج بالضوء الأحمر، التي تبدو مخيفة إلى حد، على موافقة إدارة الغذاء والدواء لتسويقها علاجًا لحب الشباب الالتهابي.


 مع ذلك، لم تُثبت الأدلة العلمية حتى الآن فعالية هذا النوع من العلاج الضوئي في علاج حب الشباب.


في مراجعة أجريت عام 2024، وُجد أن العلاج الضوئي قد يكون آمنًا وفعالًا لحب الشباب، إلا أن الأبحاث الحالية مقيدة بالكثير من النواحي بدءًا من حجم العينات الصغيرة وعدم وجود مقارنات مع علاجات أخرى، وصولًا إلى عدم اعتماد منهجية موحدة وثابتة لتقييم شدة الحالة، إضافة إلى وجود نقص في البيانات المهمة.


خلص مؤلفو المراجعة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان العلاج بالضوء المرئي فعالًا على المدى الطويل في علاج حب الشباب، سواءً في عيادة طبيب الجلدية أم في المنزل.

 

 


المصادر:


الكاتب

رغد شاهين

رغد شاهين
ترجمة

رغد شاهين

رغد شاهين
تدقيق

نور حمود

نور حمود



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة