يبدو أن هذا النظام الغذائي الإفريقي التقليدي يعزز جهاز المناعة!

27 نوفمبر 2025
41 مشاهدة
0 اعجاب

يبدو أن هذا النظام الغذائي الإفريقي التقليدي يعزز جهاز المناعة!


 

تميزت ثقافات إفريقيا العديدة منذ زمن طويل بتراث من الأنظمة الغذائية القائمة على عناصر معروفة بفائدتها لصحة الأمعاء والتمثيل الغذائي، متضمنةً مجموعة من الخضراوات والحبوب والفواكه والمنتجات المخمرة.


في حين دُرست التأثيرات العالمية لاعتماد نظام غذائي غني بالأطعمة المعالجة بكثافة وذات سعرات حرارية مرتفعة، فإن السكان الأفارقة كانوا ممثلين تمثيلًا ناقصًا في البيانات.


يقول اختصاصي الأمراض المعدية كويرين دي ماست من المركز الطبي لجامعة رادبود في هولندا: «ركزت الأبحاث السابقة على أنظمة غذائية تقليدية أخرى، مثل النظام الغذائي الياباني أو المتوسطي».


«مع ذلك، هناك الكثير لنتعلمه من الأنظمة الغذائية الإفريقية التقليدية، خاصةً الآن، إذ إن أنماط الحياة في العديد من المناطق الإفريقية تتغير بسرعة وتزداد أمراض نمط الحياة. يوفر التنوع الثري لإفريقيا في الأنظمة الغذائية التقليدي فرصًا فريدة للحصول على رؤى قيمة حول كيفية تأثير الطعام في الصحة».


بحثت دراسة بقيادة دي ماست التأثيرات الصحية للتبديل بين نظام غذائي على طراز تراث كليمنجارو وآخر يُعد أكثر غربية بين سكان شمال تنزانيا.


كانت التغييرات سريعة وعميقة، مع تأثيرات ملحوظة على المناعة والأيض يمكن اكتشافها في غضون أسابيع من استبدال عناصر الطعام التقليدية مثل العصائد المختلفة والبامية واللبن الحامض والحبوب المخمرة، بقائمة تضم النقانق والخبز الأبيض والمربى والفطائر والكاتشب والبطاطس المقلية، والعكس صحيح.


وظف الفريق 77 رجلًا سليمًا من المناطق الحضرية والريفية في شمال تنزانيا، ممن يتناولون الأطعمة الغربية عادة أو يميلون للالتزام بطعام تقليدي أكثر مثل (كيبورو)، وهو الموز الأخضر المسلوق مع الفاصولياء، ويُشرب معه وعاء من الموز المخمر والدخن يُسمى (مبيجي).


بعد أسبوع من الدورة اليومية المعتادة لوجباتهم، طُلب من مجموعة من المتطوعين التبديل لمدة أسبوعين. طُلب من بعض المجندين الحضريين بدلًا من ذلك تناول حصة من (مبيجي) منخفض الكحول مع وجبتهم الغربية المعتادة مدة أسبوع واحد، قبل العودة إلى عاداتهم القديمة.


في نقاط رئيسية خلال البحث، أخذ الباحثون عينات دم لتحليل أنواع الخلايا وإنتاج الإشارات المناعية المسماة (السيتوكينات) وإنتاج مركبات أيضية عديدة.


أظهر الذين انتقلوا من مطبخ كليمنجارو إلى عناصر مثل الخبز والنقانق، مستويات مرتفعة من البروتينات الالتهابية، ومؤشرات اضطراب التمثيل الغذائي، مع انخفاض كبير في الاستجابة المناعية لعدد من مسببات الأمراض الفطرية والبكتيرية.


وأبدوا أيضًا زيادة طفيفة في الوزن، التي لا يُستبعد كونها عاملًا مساهمًا محتملًا في التغييرات الأيضية الأخرى.


على العكس من ذلك، زاد الانتقال من الأطعمة الغربية إلى المزيد من الفواكه والأطعمة المخمرة والخضراوات والحبوب الكاملة من الاستجابات المضادة للالتهاب، ما عزز من قدرة جهاز المناعة.


حسَّن أسبوع واحد من شرب المشروب المخمر التقليدي تنشيط خلايا الدفاع الحيوية المسماة العدلات، وعزز الاستجابات الكيميائية لمسببات الأمراض الفطرية مثل المبيضات.


على نحو مفاجئ، كان تأثير تبديل النظام الغذائي ما زال قابلًا للاكتشاف بعد أربعة أسابيع، ما يوضح أن التغييرات الصحية لم تكن سريعة فحسب، بل قد تكون طويلة الأمد أيضًا.


لا تُعتمد الأنظمة الغذائية الغربية في القارة الأفريقية بديلًا للأطعمة الصحية فحسب، بل يواجه المهاجرون من الثقافات الأفريقية المنتقلون إلى المجتمعات الغربية تحديًا أكبر في الاحتفاظ بتراث قد يكون أكثر صحة لهم.


من خلال فهم أفضل لمخاطر تقييد خيارات الطعام -ليس فقط في مناطق مثل تنزانيا بل حول العالم- يمكن للمزيد من البشر اتخاذ خيارات أكثر صحة بشأن أنظمتهم الغذائية، مع الاستمتاع بمأدبة متنوعة من عناصر الطعام الجديدة الغريبة.


يقول دي ماست: «تسلط دراستنا الضوء على فوائد هذه المنتجات الغذائية التقليدية للالتهاب وعمليات التمثيل الغذائي في الجسم. في الوقت نفسه، نُظهر مدى ضرر النظام الغذائي الغربي غير الصحي».

 


 



المصادر:


الكاتب

مجد عجاج

مجد عجاج
ترجمة

مجد عجاج

مجد عجاج
تدقيق

نور حمود

نور حمود



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة