احتمال الوفاة نتيجة سقوط نيزك أكبر من احتمال الموت بداء الكلب!

15 أكتوبر 2025
11 مشاهدة
0 اعجاب

احتمال الوفاة نتيجة سقوط نيزك أكبر من احتمال الموت بداء الكلب!


إذا سبق لك أن بقيت مستيقظًا في الليل متسائلًا عن مدى احتمال أن تموت نتيجة اصطدام نيزك بكوكب الأرض خلال حياتك، فإن دراسة جديدة تعطيك الإجابة.


درس فريق من العلماء ليس فقط مدى احتمال اصطدام نيزك بالأرض خلال متوسط عمر الإنسان، بل أيضًا مدى احتمال أن يؤدي هذا الاصطدام إلى وفاة بشرية، مقارنةً بمجموعة من طرق الوفاة النادرة الأخرى التي يمكن الوقاية منها.


الخبر السيء هو أن احتمال الموت نتيجة اصطدام نيزك بكوكب الأرض يفوق احتمال الموت بسبب داء الكلب. الأسوأ أن احتمال الموت في حادث سيارة أكبر من الاحتمالين السابقين.


الخبر الرائع هو أن كل هذه الاحتمالات منخفضة جدًا، ومن المرجح أن تعيش حياتك دون قلق كبير، مع مراعاة أن ترتدي حزام الأمان.


توجد أسباب وجيهة لمقارنة خطر الموت نتيجة اصطدام نيزك بخطر الموت بوسائل أخرى يمكن الوقاية منها. رغم صعوبة حساب هذا الخطر بدقة –ربما يوجد العديد من الكويكبات الخطرة المحتملة أكثر مما اكتشفناه حتى الآن– فإن اصطدام كويكب قد يكون قابلًا للوقاية أيضًا.


أثبتت ناسا ذلك، إذ حطمت عمدًا مركبة فضائية على نيزك في محاولة لتغيير مساره. كانت المهمة أنجح من المتوقع، إذ أظهر الكويكب المعني تغيرًا أكبر بكثير في مداره عما كان متوقعًا.


مثل هذه المهمات مكلفة جدًا وتتطلب الكثير من التخطيط. بوضع خطر اصطدام كويكب في سياق المخاطر الأخرى، يمكن للعلماء مقارنة النفقات المحتملة لهذه المهمة مع نفقات، مثلًا، برنامج التطعيم ضد داء الكلب أو ميزات السلامة في السيارات.


جمع الفريق البيانات المتاحة عن مجموعة الأجسام القريبة من الأرض، مثل النيازك، إضافةً إلى نماذج لهذه المجموعات وتقييمات المخاطر السابقة للكويكبات التي يتجاوز حجمها 140 مترًا. بواسطة هذه المعلومات، حسبوا تكرار الاصطدام لمثل هذه الأجسام.


الخطوة التالية هي جمع البيانات المتاحة حول أنواع مختلفة من أسباب الوفاة، ومقارنة احتمال حدوث كل حدث خلال متوسط عمر الإنسان البالغ 71 عامًا.


«وضع تشابمان وموريسون (1994) خطر اصطدام نيزك في سياق أسباب الوفاة الأخرى مثل القتل، وحوادث الألعاب النارية، والتسمم بالسجقية. في تلك الدراسة، نظروا في احتمال الوفاة نتيجة الاصطدام جنبًا إلى جنب مع احتمال الوفاة بسبب عوامل أخرى».


«تتناول الدراسة الحالية سؤالًا مختلفًا قليلًا، إذ نضع احتمال وقوع اصطدام في أي مكان على الأرض مقارنةً باحتمال وقوع أحداث أخرى تهم الفرد. تهدف الدراسة إلى توفير سياق لمن يرغب في معرفة احتمال وقوع اصطدام نيزك يتجاوز 140 مترًا في أي مكان على الأرض خلال حياتهم».


جمع الباحثون بيانات عن تسع أحداث أخرى قد تكون قاتلة: انهيار حفرة في الرمال الجافة، هجوم فيل، الصعقة الكهربائية بالبرق، حوادث القفز بالمظلات، التسمم بأول أكسيد الكربون، حوادث السيارات المسببة لإصابات، داء الكلب، والإنفلونزا.


ثم حسبوا مدى احتمال تعرض الشخص لأحد هذه الأحداث، ومدى احتمال وفاته نتيجة نفس الحدث، فالكثير من الناس، مثلًا، يصابون بالإنفلونزا دون أن يموتوا. من الواضح أن هذا يختلف بحسب المنطقة، فالشخص في أستراليا أقل احتمالًا بكثير مقارنةً بشخص في الولايات المتحدة أن يموت نتيجة هجوم ذئب، أو متأثرًا بداء الكلب.


وفقًا للمخطط، فالإنفلونزا قاتلة بشكل مشابه لاصطدام كويكب، لكنها أكثر احتمالًا للحدوث، ومن ثم فإن قانون المتوسطات يشير إلى أنها ستقتل عددًا أكبر من الناس مقارنةً بالكويكب. أما انهيار حفرة في الرمال الجافة فهو غالبًا ما يكون قاتلًا، لكن احتمال حدوثه واحد إلى مليون خلال عمر الإنسان.


بطبيعة الحال، ترجمة تقييمات المخاطر هذه إلى الواقع تتطلب سياقًا. إذ يموت أكثر من ثلاثة أشخاص سنويًا نتيجة انهيار حفرة في الرمال الجافة، بمتوسط عمر يبلغ 12 سنة. وعلى حد علمنا، لم يمت أي إنسان أبدًا نتيجة اصطدام كويكب. وكما قد تخبرك الديناصورات، فإن الضرر الناتج عن ضربة واحدة قد يعوض عن تاريخ طويل من غياب الاصطدامات.


إذن السؤال هو: هل حان الوقت لاصطدام كويكب آخر بالأرض؟ هل يستحق الأمر الحذر واتخاذ إجراءات وقائية، أم أننا نقلق دون داع؟ وهل المعلومات السابقة تمنحك شعورًا بالاطمئنان، أم تجعل الأمور أكثر إثارة للقلق؟


لا نعلم بدقة. لكن على الأقل نعلم أن نتجنب الحفر في الرمال.


 

 

 



المصادر:


الكاتب

أمير المريمي

أمير المريمي
تدقيق

أكرم محي الدين

أكرم محي الدين



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة