قد يحمي أحد أدوية الربو مرضى التحسس من الحساسية الغذائية الشديدة.

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أول مرة على ترخيص دواء لتخفيف ردات الفعل التحسسية تجاه أكثر من نوع من الأغذية، وأعلنت المنظمة هذا الأمر في 16 شباط الماضي.

خضع سابقًا عدد من الأدوية المخصصة لعلاج حالات الحساسية الغذائية للتجربة، إذ ركزت جميعها على نوع واحد من الأطعمة، لكن يُعد هذا الدواء الأول من نوعه في مواجهة الحساسية تجاه أكثر من نوع من الغذاء، مُستحقًا بذلك موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إذ يخفف الدواء من شدة الحساسية الغذائية تجاه العديد من الأطعمة في جرعة واحدة فقط، منها الفول السوداني والحليب والبيض.

يُعطى دواء زولير، أو «أوماليزوماب»، بواسطة حقن الأضداد وحيدة النسيلة التي تحوي بروتينات مناعية ترتبط مع جزيئات الغلوبولينات المناعية E في الجسم (IgE)، المعروفة بقدرتها على تحريض ردات الفعل التحسسية. يعمل الدواء على منع جزيئات IgE من الارتباط بمستقبلاتها، مُقللًا بذلك شدة التفاعلات التحسسية من النمط 1، ومن خطر الإصابة بفرط الحساسية التالي لتناول عدد من الأطعمة المسببة للحساسية الغذائية.

يُعد دواء زولير مخصصًا للاستعمال من البالغين والأطفال من عمر سنة فأكثر. يُنصح بالاستخدام المتكرر للدواء في سبيل تقليل تواتر حالات الحساسية الغذائية، إضافةً إلى تخفيف شدتها وخطورتها حال حدوثها، إذ لا يُوصى باستعماله لعلاج الحالات الفورية الطارئة.

يتمثل الإجراء الوقائي لهذا الدواء بحُقَن تعطى كل أسبوعين إلى 4 أسابيع، ما يمَكّن المرضى من تعزيز قدرتهم على تحمل مسببات الحساسية الغذائية، مع هذا يجب أن يتجنب المرضى الأطعمة التي تحرض حساسية غذائية لديهم خلال فترة تلقيهم العلاج.

أُعطيَ دواء زولير الموافقة لاستعماله في علاج حالات الربو التحسسي عام 2003. يستخدم زولير أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون الشرى الذاتي المزمن، إضافةً إلى التهاب الأنف والجيوب المزمن المترافق بالزوائد الأنفية.

قالت الطبيبة كيلي ستون، المديرة المساعدة في قسم أمراض الرئة وحالات التحسس ورعاية الحالات الحرجة: «تقدم موافقة استخدام دواء زولير خيارًا علاجيًا جديدًا لتخفيف خطر ردات الفعل التحسسية لدى المرضى ذوي الحساسية الغذائية المتواسَطة ببروتينات IgE».

«لا يلغي الدواء الحساسية الغذائية، أو يسمح للمرضى بتناول الأطعمة المسببة للتحسس بحرية، لكن يساعد استخدامه المتكرر على تخفيف آثاره الصحية حال تناول هذه الأطعمة بغير قصد».

استحق دواء زولير هذه الموافقة بسبب التجربة السريرية الناجحة التي استند إليها، التي بينت أن 67% من المصابين بحساسية تجاه الفول السوداني ونوعين آخرين على الأقل من الحساسية الغذائية استطاعوا تناول جرعة واحدة من بروتين الفول السوداني دون تطور أي أعراض تحسس متوسطة الشدة لديهم، وذلك مقارنةً بنحو 7% فقط من مرضى المجموعة الضابطة. سُجلت أيضًا معدلات مماثلة من التحسن عند تقييم ردات فعل الحساسية الغذائية للمرضى تجاه الكاجو والحليب والبيض.

مع ذلك، لم يلحظ 17% من المشاركين أي تغير واضح في قدرتهم على تحمل بروتين الفول السوداني، وقد صرحت الإدارة: «يُعد استمرار المرضى في تجنب مسببات الحساسية الغذائية أمرًا ضروريًا، حتى مع استخدامهم لدواء زولير».

تتضمن الأعراض الجانبية حصول رد فعل تحسسية في موقع الحقنة والحمى، وأيضًا يحذر ملصق الدواء من حالات فرط الحساسية والأورام الخبيثة والحمى وآلام المفاصل والطفح الجلدي وعدوى الطفيليات، مثل الديدان.

تؤكد إدارة الغذاء والدواء ضرورة استخدام دواء زولير بدايةً في أوساط الرعاية الصحية فقط، وتطبيقه على المرضى الذين ليس لديهم تاريخ طبي للإصابة بفرط الحساسية تجاه دواء زولير أو أي من مكوناته، نظرًا إلى أعراضه الجانبية وتحذيرات استخدامه.

يقدم زولير خيارًا علاجيًا جديدًا وضروريًا لمرضى الحساسية الغذائية، الذين يشكلون نحو 6% من سكان الولايات المتحدة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

اقرأ أيضًا:

تربية حيوان أليف تخفف من مخاطر الحساسية على أطفالك.. لكن لا تُرَبِّ هامستر!

جزيئات دقيقة في حليب الثدي تحمي الرضع من الإصابة بالحساسية

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر