يعرّف القذف لدى النساء بأنه طرح الإحليل للسوائل خلال ممارسة الجنس، قد يحدث عند استثارة المرأة جنسيًا ولكن ليس بالضرورة أن يرتبط بحدوث نشوة جنسية.

ما يزال القذف لدى النساء لغزًا محيّرًا والأبحاث عن آلية حدوثه والهدف منه محدودة، ويعد طبيعيًا تمامًا مع أن العلماء يختلفون في عدد النساء اللواتي يختبرنه. وسنستعرض في هذا المقال آليات القذف لدى النساء والهدف منه ومدى تكراره.

ما هو القذف لدى النساء؟

يشير مصطلح القذف لدى النساء إلى اندفاع السوائل من الإحليل -القناة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم- خلال النشوة أو الاستثارة الجنسية، وله نوعان:

  •  الرش: سائل عديم اللون والرائحة ويخرج بكميات كبيرة نسبيًا.
  •  القذف: يشبه السائل المنوي عند الرجال فهو سميك ويظهر بلون حليبي.

أظهرت الأبحاث أن السائل يحتوي على الفوسفاتاز الحامضية البروستاتية (PSA)، وهو أنزيم يوجد في السائل المنوي للذكر ويساعد على حركة النطاف. وغالبًا ما يحتوي السائل أيضًا على الفركتوز، وهو نوع من السكاكر الموجود أيضًا في السائل المنوي ويمثل مصدر طاقة للنطاف.

يعتقد الخبراء أن مصدر الفوسفاتاز الحامضية البروستاتية والفركتوز في السائل هو غدد سكين -ولها أسماء أخرى كالغدد المحيطة بالإحليل وغدد غارتر والبروستات الأنثوية- التي تقع على الجدار الداخلي الأمامي للمهبل بجانب النقطة-جي، يعتقد الباحثون أن الاستثارة تحفز هذه الغدد لإنتاج الفوسفاتاز الحامضية البروستاتية والفركتوز التي تنتقل إلى الإحليل.

هل القذف عند النساء حقيقي؟

اعتقد العلماء لسنين كثيرة أن النساء اللواتي يختبرن القذف في أثناء ممارسة الجنس عانين مشاكل السلس، لكن هذه الفكرة دُحضت وتأكد وجود القذف لدى النساء.

وجدت دراسة في عام 2014 أن السوائل تتراكم في المثانة في أثناء الاستثارة الجنسية وتخرج من الإحليل عند القذف، إذ شاركت سبع نساء ممن اختبرن القذف في أثناء ممارسة الجنس في هذه الدراسة.

إذ استخدم الباحثون أولًا الفحوص فائقة الصدى لتأكيد أن المثانة لدى المشاركات فارغة، ثم استنمت المشاركات حتى قذفن بينما تابع الباحثون المراقبة بالفحوص فائقة الصدى، فوجدت الدراسة أن كل المشاركات بدأن بمثانة فارغة والتي بدأت بالامتلاء في أثناء الاستثارة الجنسية، وكشفت الفحوص بعد القذف أنها أصبحت فارغة.

هل القذف طبيعي لدى النساء؟ وما مدى شيوعه؟

القذف لدى النساء طبيعي لكن لا يناقش بما فيه الكفاية، وطبقًا للمجتمع الدولي للطب الجنسي تشير الأرقام إلى أن (10-50)% من النساء يقذفن خلال ممارسة الجنس، ويعتقد بعض الخبراء أن كل النساء يختبرن القذف لكنهن قد لا يلاحظن ذلك، لأن السائل قد يعود إلى المثانة بدلًا من أن يخرج من الجسم عبر الإحليل.

وجدت دراسة قديمة شاركت فيها 233 امرأة أن 14% من المشاركات اختبرن القذف مع كل -أو معظم- النشوات الجنسية، وأن 54% منهن اختبرن القذف مرة واحدة على الأقل، وعندما قارن الباحثون بين عينات بول قبل وبعد النشوة الجنسية، وجدوا كميات أكبر من الفوسفاتاز الحامضية البروستاتية في العينات بعد النشوة، ولذلك استنتجوا أن كل النساء يجهزن سائل القذف لكن ليس من الضروري أن يخرج السائل بل قد يعود إلى المثانة ثم يخرج مع البول.

لكن من المؤكد اختلاف اختبار القذف لدى النساء بما يتضمنه من أحاسيس ومحفزات وكمية سائل بين امرأة وأخرى.

هل يوجد أي فوائد صحية للقذف؟

لا توجد أدلة أن للقذف لدى النساء فوائد صحية، لكن الباحثين وجدوا أن ممارسة الجنس بذاتها لها فوائد عديدة، ففي أثناء النشوة الجنسية يحرر الجسم هرمونات مخففة للألم والتي تساعد في تخفيف ألم الظهر وآلام الساقين والصداع وآلام الدورة الشهرية، ويحرر الجسم بعد النشوة فورًا هرمونات تحفز النوم المريح ومن ضمنها البرولاكتين والأوكسيتوسين. إضافةً إلى فوائد أخرى من ضمنها:

  •  تخفيف التوتر والقلق.
  •  تحفيز جهاز المناعة.
  • الوقاية من أمراض القلب.
  •  تخفيض ضغط الشرياني.

القذف لدى النساء - القذف لدى النساء هو طرح الإحليل للسوائل خلال ممارسة الجنس - استثارة المرأة جنسيًا - النشوة الجنسية عند المرأة

العلاقة بين القذف والدورة الشهرية لدى النساء

لا توجد علاقة واضحة بين الدورة الشهرية والقذف لدى النساء، لكن تقول بعض النساء أنهن أكثر احتمالًا لاختبار القذف بعد حدوث الإباضة وقبل الطمث، بينما لا ترى نساء أخريات أي علاقة، ويجب إجراء أبحاث أكثر عن الموضوع لتأكيد أو نفي هذه العلاقة.

العلاقة بين القذف والحمل

يعتقد بعض العلماء أن القذف لدى النساء يلعب دورًا في الحمل، إذ يحتوي السائل على الفوسفاتاز الحامضية البروستاتية والفركتوز والتي تساعد النطاف في رحلتها نحو البويضة غير الملقحة، ولكن آخرين يعارضون هذه الفكرة، إذ يحتوي سائل القذف على البول الذي قد يقتل النطاف، وليس من السهل أيضًا أن ينتقل السائل من الإحليل إلى المهبل ليساعد في الحمل.

الخلاصة

القذف لدى النساء أمر طبيعي وتقترح الأبحاث أنه شائع مع أن الناس لا يتحدثون عنه إلا نادرًا. لم يفهم العلماء حتى الآن السبب البيولوجي للقذف لدى النساء أو آلية عمله، وتختلف تجارب النساء اللواتي اختبرن القذف أثناء ممارسة الجنس كثيرًا.

اقرأ أيضًا:

هل تزيد الإباضة من الرغبة الجنسية لدى المرأة ؟

هل تعاني النساء من النشوة المبكرة أم أنها حكر على الرجال؟

ترجمة: زياد الشاعر

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر