كويكب بينو القريب من الأرض يحتوي على غبار نجمي أقدم من نظامنا الشمسيالعنوان:

19 ديسمبر 2025
13 مشاهدة
0 اعجاب

كويكب بينو القريب من الأرض يحتوي على غبار نجمي أقدم من نظامنا الشمسيالعنوان:         



في 22 أغسطس 2025، أظهرت ثلاث دراسات جديدة أن كويكب بينو القريب من الأرض يحتوي على غبار نجمي أقدم من النظام الشمسي نفسه، إضافةً إلى مواد عضوية وجليد قادم من الفضاء بين النجمي.


وصلت بعثة أوزيريس-ركس (OSIRIS-REx) التابعة لوكالة ناسا إلى كويكب بينو، فحلقت بجواره قبل الهبوط عليه للحظات في عام 2020، ثم جلبت عينات منه إلى الأرض وبدأ العلماء حول العالم بدراستها منذ 2023.


تكشف هذه النتائج لمحة عن الظروف السائدة في الكون قبل نشوء نظامنا الشمسي قبل 4.6 مليار سنة، وتوضح أيضًا معلومات إضافية عن الجسم الذي نشأ منه كويكب بينو الذي يبلغ قطره نحو 500 متر.


ماضٍ عنيف


نُشرت الدراسة الأولى في مجلة Nature Astronomy، وأشارت إلى أن السلف الأصلي لكويكب بينو تحطم في تصادم عنيف بعد تاريخ معقد. فقد احتوى ذلك الجسم الأكبر على مواد نشأت في بيئات متعددة تضمنت مناطق قرب الشمس، ومناطق بعيدة داخل النظام الشمسي، وحتى خارج النظام الشمسي في الفضاء بين النجمي.


توصّل العلماء إلى هذه النتيجة بتحليل النظائر في غبار كويكب بينو، إذ أظهرت النظائر القادمة من النظام الشمسي تركيبة مغايرة لتلك القادمة من الغبار النجمي بين النجوم. وقالت آن نغوين بوصفها عالمة الكواكب في مركز جونسون الفضائي التابع لناسا في هيوستن وباحثة مشاركة في الدراسة:


«نُقلت كل هذه المكونات لمسافات بعيدة جدًا إلى المنطقة التي تشكل فيها الجسم الأم لكويكب بينو».


ويُرجّح العلماء أن الجسم الأم قد تشكّل في النظام الشمسي الخارجي، على الأرجح خلف مداري كوكبَي المشتري وزحل. ثم وقع حدث كارثي بحسب جيسيكا بارنز بوصفها الأستاذة المشاركة في مختبر القمر والكواكب بجامعة أريزونا:


«نعتقد أن هذا الجسم الأم تعرض لاصطدام بكويكب وارد، ما أدى إلى تحطمه … الأجزاء الناتجة عن التحطم أعادت التجمع عدة مرات» إلى أن تشكّل منها كويكب بينو في صورته الحالية.


بينو في مواجهة ريوغو


نُشرت الدراسة الثانية في مجلة Nature Geoscience، وقد قارنت بين عينات كويكب بينو والنيازك البدائية، وكذلك عينات الكويكب ريوغو التي جمعتها بعثة هايابوسا2 التابعة لوكالة الفضاء اليابانية. ووفقًا لبيان ناسا، تشير النتائج إلى أن الأجسام الأم لكل من ريوغو، وكويكب بينو، والنيازك نشأت في: «منطقة متشابهة وبعيدة من النظام الشمسي المبكر».


لكن كويكب بينو يختلف عن هذه الأجسام في بعض الجوانب، ما يوحي بأن تلك المنطقة إما تغيّرت بمرور الوقت أو لم تختلط مكوناتها بالقدر الذي كان يعتقده العلماء. وأظهرت الدراسة أن المواد المكونة للجسم الأم لكويكب بينو تغيّرت كثيرًا عندما تفاعلت مع الماء.


وقال توم زيغا، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ علوم الكواكب بجامعة أريزونا:


«جمع الجسم الأم لكويكب بينو الجليد والغبار. وفي النهاية ذاب الجليد، وتفاعلت السوائل الناتجة مع الغبار لتشكّل ما نراه اليوم: عينة تحتوي على 80% من المعادن الحاملة للماء … نعتقد أن الجسم الأم تراكمت فيه كميات كبيرة من المواد الجليدية القادمة من النظام الشمسي الخارجي، وكل ما احتاج إليه هو قليل من الحرارة لإذابة الجليد وإحداث تفاعل بين السوائل والمواد الصلبة».


النيازك الدقيقة


كشفت الدراسة الثالثة التي نُشرت في مجلة Nature Geoscience أيضًا، عن أدلة على اصطدام النيازك الدقيقة مرارًا بكويكب بينو، مخلفةً وراءها حفرًا مجهرية وآثار صخور منصهرة بالتصادم على سطح العينات.


ورصد الباحثون آثار الرياح الشمسية في المواد المأخوذة من كويكب بينو، وهي التدفق المستمر للجسيمات القادمة من الشمس. وقال ليندسي كيلر، العالم في مركز جونسون الفضائي والباحث المشارك في الدراسة:


«تحدث التجوية السطحية على كويكب بينو بسرعة أكبر بكثير مما كنا نظن، ويبدو أن آلية الانصهار الناتج عن الصدمات هي المسيطرة، خلافًا لما كنا نتوقعه».


ومع إنه لا حياة على كويكب بينو، فإن هذه الدراسة قد تساعد العلماء على فهم كيفية نشوء الحياة على كوكب الأرض، بحسب ميشيل تومسون، المؤلفة الثانية في الدراسة وأستاذة مشاركة في جامعة بوردو والمتخصصة في التجوية الفضائية.


وقالت تومسون:


«الكويكبات هي بقايا النظام الشمسي المبكر، إنها أشبه بكبسولات زمنية. بوسعنا استخدامها لدراسة أصل نظامنا الشمسي وفتح نافذة على أصل الحياة على الأرض».



المصادر:


الكاتب

لور عماد خليل

لور عماد خليل
مراجعة

محمد حسان عجك

محمد حسان عجك
ترجمة

لور عماد خليل

لور عماد خليل
تدقيق

لين الشيخ عبيد

لين الشيخ عبيد



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة