كيف يمكن لرادارات المطارات كشف حضارتنا للمخلوقات الفضائية المحتملة؟

19 نوفمبر 2025
27 مشاهدة
0 اعجاب

كيف يمكن لرادارات المطارات كشف حضارتنا للمخلوقات الفضائية المحتملة؟


 

كشفت دراسة جديدة أن أنظمة الرادار المُستخدمة في المطارات المدنية والعمليات العسكرية تكشف عن وجودنا لحضارات فضائية متقدمة محتملة لكن عن غير عمد. على هذا، فقد تناولت الدراسة كيفية ظهور التسرب الكهرومغناطيسي الخفي للكائنات خارج كوكب الأرض الموجودة على بعد يصل إلى 200 سنة ضوئية من الأرض، حال امتلاكها تلسكوبات راديوية متقدمة كالتي نمتلكها.


تقترح الدراسة من الناحية النظرية أن 200 سنة ضوئية تمثل الحد الأقصى للمسافة التي يمكن للبشر، باستخدام تقنياتهم الحالية، أن يرصدوا ضمنها حضارات فضائية، افترضت الدراسة أنها بلغت مستوى تقنيًا مشابهًا لنا.


أظهرت النتائج الأولية المعروضة في الاجتماع الوطني لعلم الفلك 2025 التابع للجمعية الملكية الفلكية في مدينة درم البريطانية، كيف أن المطارات العالمية الكبرى مثل مطار هيثرو وغاتويك ومطار جون كينيدي الدولي في نيويورك تصدر إشارات قد تعد أدلة على وجودنا. على هذا، من خلال محاكاة دقيقة لانتشار هذه الإشارات الراديوية عبر الزمن والفضاء انطلاقًا من الأرض، أجرى الباحثون دراسة عن مدى إمكانية رصدها من نجوم قريبة مثل نجم برنارد والنجم AU Microscopii. 


اكتشف الباحثون أن أنظمة رادار المطارات التي تجري عملية مسح السماء بحثًا عن الطائرات، تبعث معًا إشارات راديوية تعادل قدرتها نحو 2x1015 واط، وهو مقدار كاف ليُلتقط على مسافة تصل إلى 200 سنة ضوئية بوساطة تلسكوبات راديوية مماثلة لتلسكوب غرين بانك في ولاية فيرجينيا الغربية.


لإيضاح هذه المسافة فإن أقرب كوكب قد يكون صالحًا للعيش خارج مجموعتنا الشمسية هو قنطورس الأقرب b، الذي يبعد 4 سنوات ضوئية فقط. مع ذلك، فإن الوصول إليه بوساطة مركبة فضائية تعتمد على تقنياتنا الحالية سيستغرق آلاف السنوات.


إن أنظمة الرادارات العسكرية، التي تتميز بتركيزها المرتفع واتجاهها المحدد، تنتج نمطًا مميزًا يشبه شعاع المنارة في أثناء عملية مسح السماء، إذ يبلغ مجموع الانبعاثات القصوى المتراكمة لهذه الأنظمة نحو 1x1014 واط، ضمن مجال الرؤية الخاص بالمراقب.


وفقًا للباحث الرئيس راميرو كايس سايد من جامعة مانشستر: «إن هذه الإشارات ستبدو مصطنعة بصورة واضحة لأي جهة تراقب من مسافات بين نجمية باستخدام تلسكوبات راديوية فائقة القدرة. في الواقع، قد تبدو هذه الإشارات العسكرية أقوى بما يصل إلى مئة ضعف عند رصدها من نقاط معينة في الفضاء استنادًا إلى موقع المراقب. على هذا، تشير نتائجنا إلى أن إشارات الرادار التي تصدر بصورة غير مقصودة من أي كوكب يمتلك تكنولوجيا متقدمة ونظام طيران معقد قد يعملان بوصفهما دليلًا كونيًا على وجود حياة ذكية».


أضاف راميرو أن هذه الدراسة لا تسهم فقط في توجيه البحث عن حضارات خارج الأرض من خلال تحديد مؤشرات تكنولوجية واعدة، بل تعمق أيضًا فهمنا لكيفية رؤية التكنولوجيا البشرية من الفضاء.


«بدراسة كيفية انتقال إشاراتنا عبر الفضاء، فإننا نحصل على رؤى قيمة فيما يخص كيفية حماية طيف الراديو للاتصالات وتصميم أنظمة الرادار المستقبلية. إذ إن الطرائق المتطورة لنمذجة هذه الإشارات الضعيفة واكتشافها قد تستخدم أيضًا في علم الفلك والدفاع الكوكبي، فضلًا عن استخدامها في مراقبة تأثير التكنولوجيا البشرية في البيئة الفضائية المحيطة».


«بهذه الطريقة، يدعم عملنا كلًا من السعي العلمي للإجابة عن سؤال (هل نحن وحدنا؟)، وجهود إدارة تأثير التكنولوجيا في كوكبنا وما وراءه».

 


 

 



المصادر:


الكاتب

وليد محمد عبد المنعم

وليد محمد عبد المنعم
تدقيق

ريمي سليمان

ريمي سليمان
ترجمة

وليد محمد عبد المنعم

وليد محمد عبد المنعم



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة