لماذا تبدو بعض الكويكبات ملونة أكثر من غيرها؟

25 نوفمبر 2025
18 مشاهدة
0 اعجاب

لماذا تبدو بعض الكويكبات ملونة أكثر من غيرها؟


 

قد تكون الكويكبات نافذةً رائعةً على تاريخ الكون، لكن الحقيقة المؤسفة هي أنها أيضًا باهتة. تبدو هذه التجمعات الصخرية من الحطام الفضائي عمومًا كما تتوقع: صخور وعرة رمادية باهتة مغبرة. لكنها لا تبدو دائمًا كذلك عند رؤيتها عبر تلسكوب من بُعد ملايين الأميال.


لنأخذ الكويكبين إيتوكاوا وريوغو مثالًا. أكدت وكالة الفضاء اليابانية أن كليهما أكوام من الأنقاض مليئة بالكربون، بعد تلقي عينات في مهمتي هايابوسا وهايابوسا 2 التاريخيتين. ينطبق الأمر نفسه على بينو، كويكب مشابه أخذت مركبة أوسايرس-ريكس التابعة لناسا عينات منه عام 2020. من المفترض نظريًا أن يعكسا الضوء بشكل مشابه، لكنهما لا يفعلان ذلك. يبدو ريوغو أحمر بعض الشيء، أما بينو فهو أزرق قليلًا.


صرحت ميشيل طومسون، باحثة الكويكبات في جامعة بيردو: «السؤال هو: لماذا؟ لماذا تختلف أطيافهما مع أنهما يحتويان على نوع المعادن نفسه؟».


تُعد طومسون من القلائل في العالم المكلفين بدراسة عينات بينو. طرحت طومسون وفريقها نظريةً قبل حصولهم على تذكار الكويكب، مفادها أن الجسمين قد يتعرضان للتجوية الفضائية بطرق مختلفة. قالت: «ربما نلاحظ خصائص مختلفة في إحدى العينتين مقارنةً بالأخرى بسبب تعرض السطح، لكن ما نراه في الواقع هو أن الأمر ليس كذلك. إنهما متشابهان جدًا من جهة طريقة تعرضهما للتعرية الفضائية».


نشرت طومسون وزملاؤها مؤخرًا ثلاث أوراق بحثية منفصلة عن بينو، استنادًا إلى سنوات من البحث والتحليل. من النتائج العديدة التي توصلوا إليها بعض الوضوح بشأن لغز الألوان، الذي يُرجّح أن يكون له علاقة كبيرة بالعمر.


تتمتع الكويكبات التي تتكون من أكوام الأنقاض، مثل ريوغو وبينو، بدوراتها الفسيولوجية الخاصة التي تُحوّل حطام سطحها ببطء. لم تتحمل حبيبات سطح ريوغو في الوقت الحالي ظروف الفضاء القاسية إلا بضعة آلاف من السنين، مع ذلك يتمتع بينو بسطح شهد نفس البيئة الكونية لعشرات الآلاف من السنين.


أوضحت طومسون: «بدلًا من النظر إلى مسارين مختلفين لكيفية عمل هذه العملية على هذه الأجسام، فإننا نرى نقطتين مختلفتين في دورة واحدة حيث تتغير ألوانها، أي أن خصائصها الطيفية تتغير بالنسبة لعمر تعرض سطحها».


تتيح البقايا المُسترجعة من بينو أيضًا لتومسون وآخرين فحص محتويات الجزيئات العضوية للكويكب. أعلن باحثون في وقت سابق من هذا العام عن اكتشافهم للفوسفات في عينة بينو. تُعد هذه الأنواع المحددة من الأملاح مكونات أساسية لعملية أيض الكائنات الحية وحمضها النووي. يعتقد العديد من الخبراء أن الحياة بدأت على الأرض بفضل وصول كويكب يحتوي على هذه الأملاح وغيرها من اللبنات الأساسية للتطور رغم عدم تأكيد الفكرة بعد. تشبّه طومسون بهذا المعنى بينو والصخور الفضائية الأخرى بكبسولات زمنية بين النجوم.


قالت طومسون: «الكويكبات هي بقايا النظام الشمسي المبكر. بدراسة الجزيئات العضوية من بينو، نحصل على فهم لأنواع الجزيئات التي ربما كانت مصدر الحياة على الأرض في بداياتها».

 




المصادر:


الكاتب

محمد الشرقاوي

محمد الشرقاوي
ترجمة

محمد الشرقاوي

محمد الشرقاوي
تدقيق

باسل حميدي

باسل حميدي



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة