ماذا يعني نجاح تجربة ستارشيب الأخيرة بالنسبة لرحلة ناسا إلى القمر؟

12 نوفمبر 2025
75 مشاهدة
0 اعجاب

 

ماذا يعني نجاح تجربة ستارشيب الأخيرة بالنسبة لرحلة ناسا إلى القمر؟

 


 

 

 انطلق الصاروخ العملاق "ستارشيب" التابع لشركة سبيس إكس في سماء تكساس، قبل أن يهبط بنجاح في البحر، في خطوة تسعى عبرها الشركة الأمريكية إلى إسكات المنتقدين الذين يشككون في قدرة شركة إيلون ماسك على تنفيذ مشاريع ناسا المتخصصة بالرحلات إلى القمر في الوقت المحدد.

 

 

في رحلته التجريبية الحادية عشرة، انطلق الصاروخ العملاق الشهر الماضي من منشآت الإطلاق التابعة لسبيس إكس في جنوب تكساس، وذلك بعد الساعة 6:25 مساءً بتوقيتها المحلي، وفقًا للبثّ المباشر الذي أظهر أيضاً تصفيقات حارة من فرق المهندسين.

 

 

هبطت المرحلة الدافعة للصاروخ، المعروفة باسم" سوبر هيفي"، في مياه الخليج كما كان مخططًاً، بينما واصلت المرحلة العليا -المعروفة أيضًا باسم "ستارشيب"- رحلتها في الفضاء وأجرت سلسلة من الاختبارات، متّبعة مسارًا مشابهًا لآخر مهمة ناجحة نُفذت في آب الماضي.

 

 

 

دخل الصاروخ الغلاف الجوي محترقًا قبل أن يسقط في المحيط الهندي بعد أكثر من ساعة بقليل من الإقلاع، وذلك بعد أن أطلق أقمارًا صناعية وهمية كما فعل في رحلته السابقة. ولم تكن هناك أي خطة لاستعادة المركبة بعد هذه المهمة.

 

 

 

تعتزم وكالة ناسا استخدام الصاروخ العملاق ستارشيب، الذي يُعدّ أضخم وأقوى صاروخ في العالم ضمن جهودها لإعادة رواد الفضاء إلى القمر. ويُشكّل هذا الصاروخ عنصرًا محوريًا في الرؤية الحماسية لإيلون ماسك التي تهدف إلى نقل البشر إلى كوكب المريخ.

 

 

 

قال إيلون ماسك، مؤسس سبيس إكس، في البث المباشر قبل الإطلاق، أنه يخطط لمتابعة عملية الإقلاع في الهواء الطلق هذه المرة بدلًا من الداخل كما كان يفعل سابقًا، موضحًا أن المشاهدة من الخارج تمنحه إحساسًا أكثر واقعية وعيشاً للتجربة.

 

 

كان متوقعًا أن تكون مهمة الاختبار الأخيرة لهذا الجيل من نماذج ستارشيب التجريبية، وفقًا لما أعلنت عنه سبيس إكس، مضيفةً أن الرحلة القادمة ستشهد إطلاق النموذج الجديد، الإصدار الثالث.

 

 

 

يمكن أن تعد شركة سبيس إكس آخر رحلتين لها انتصارين حقيقيين في سجلّها في قطاع تكنولوجيا الفضاء، لكن هذه النجاحات جاءت بعد سلسلة من الانفجارات المدوّية التي أثارت القلق بشأن احتمال ألا يفي ستارشيب بوعوده، على الأقل ليس وفق الجدول الزمني الذي كان يأمله المشّرّعون والمجتمع العلمي.

 

 

 

يهدف برنامج أرتميس التابع لوكالة الفضاء الأمريكية إلى إعادة الرحلات المأهولة إلى القمر، بينما تتقدّم الصين في جهود منافسة تستهدف في أقصى تقدير إطلاق أول مهمة مأهولة بحلول عام 2030.

 

 

شهدت الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب ممارسة ضغوط متزايدة على ناسا لتسريع وتيرة تقدمها، وهي جهود يُعدّ فيها ستارشيب عنصرًا أساسيًا لتحقيق هذا التقدم. وتملك شركة إيلون ماسك عقدًا فيدراليًا بمليارات الدولارات لتطوير نسخة معدّلة من ستارشيب تعمل مركبة هبوط على سطح القمر.

 

 

 

سباق الفضاء الثاني


 

من المقرّر أن تكون مهمة أرتميس 3 المأهولة في منتصف عام 2027، لكن اللجنة الاستشارية للأمان في ناسا حذّرت من احتمال تأخرها لسنوات، وفقًا لما نقلته سبيس بوليسي أونلاين.

 

 

 

وقال جيم بريدنستين، المدير السابق لناسا، مؤخرًا أمام لجنة في مجلس الشيوخ: «ما لم يحدث تغيير ما، فسيصبح تفوق الولايات المتحدة على الجدول الزمني للصين أمراً غير متوقع».

 

 

في المقابل، أصرّ شون دافي، نائب إدارة ناسا، على أن الولايات المتحدة ستفوز في "سباق الفضاء الثاني"، إذ صرح للصحفيين الشهر الماضي: «لقد تصدّرت أمريكا الفضاء في الماضي، وسنواصل التفوق في الفضاء في المستقبل، مؤكدًا رفضه لاحتمال وصول الصين إلى القمر قبلهم».

 

 

 

أسفرت الاختبارات السابقة للصاروخ العملاق ستارشيب عن انفجارات في المرحلة العليا، بما في ذلك مرتين فوق منطقة الكاريبي ومرة بعد الوصول إلى الفضاء. وفي حزيران، انفجرت المرحلة العليا في أثناء اختبار أرضي.

 

وأشار إيلون ماسك إلى أن تطوير درع حراري مداري قابل لإعادة الاستخدام بالكامل يُعدّ أصعب مهمة، موضحًا أن إعادة تجهيز الدرع الحراري لمكوك الفضاء كانت تستغرق تسعة أشهر بين كل رحلة وأخرى.

 

وتمثّل إمكانية إعادة تزويد ستارشيب بالوقود في المدار باستخدام وقود شديد البرودة عقبةً أخرى، وهي خطوة أساسية -لكنها لم تُختبر بعد- لتمكين المركبة من تنفيذ مهام في الفضاء العميق.

 

 

وشدّدت اللجنة الاستشارية للأمان في مجال الطيران والفضاء التابعة لناسا على وجود "تحديات" تتعلق بضمان إمكانية تنفيذ عملية نقل الوقود، إذ قال عضواللجنة بول هيل أن الجدول الزمني يواجه صعوبات كبيرة.

 

 

 

 

 

 




المصادر:


الكاتب

أمير المريمي

أمير المريمي
ترجمة

أمير المريمي

أمير المريمي
مراجعة

باسل حميدي

باسل حميدي
تدقيق

سيف أبو أسعد

سيف أبو أسعد



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة