مسبار ناسا يعثر على صخور غير عادية قد تشكل دليلًا على وجود حياة سابقة على سطح المريخ

12 ديسمبر 2025
25 مشاهدة
0 اعجاب

مسبار ناسا يعثر على صخور غير عادية قد تشكل دليلًا على وجود حياة سابقة على سطح المريخ

 

اكتُشِفَت صخور غير مألوفة على سطح المريخ تحمل أدلة مثيرة أكثر من أي وقت مضى على احتمال وجود حياة سابقة على الكوكب الأحمر.

 

عثرت مركبة ناسا بيرسيفيرانس على صخور طينية في مجرى نهرٍ جاف وتغطيها علامات مثيرة للاهتمام، أأطلق عليها العلماء أسماء مثل "بقع الفهد" و"بذور الخشخاش".


يعتقد العلماء أن هذه التكوينات تحتوي على معادن نتجت عن تفاعلات كيميائية قد تكون مرتبطة بميكروبات مريخية قديمة.

 

ربما تشكلت هذه المعادن بفعل عمليات جيولوجية طبيعية، لكن ناسا صرحت في مؤتمر صحفي أن هذه التكوينات قد تمثل أوضح دلائل على وجود حياة عُثِرَ عليها حتى الآن.


تُعد هذه النتائج مهمةً لدرجة أنها تستوفي معايير ناسا لما تسميه بـ «المؤشرات الحيوية المحتملة». وهذا يعني أنها تستحق المزيد من البحث للتأكد مما إذا كان أصلها بيولوجيا أم لا.


قال البروفيسور سانجيف غوبتا، عالم الكواكب من كلية إمبريال في لندن وأحد مؤلفي دراسة نشرت في مجلة نيتشر :«لم نصادف شيئا كهذا من قبل، وأظن أن هذا هو المهم هنا».

 

وأضاف: «لقد اكتشفنا في الصخور تكوينات، لو رأيناها على الأرض لكان بالإمكان تفسيرها بالعمليات البيولوجية، تحديدًا عبر نشاط ميكروبي. لذلك نحن لا نقول أننا وجدنا حياة، لكننا نقول إن ما وجدناه يمنحنا شيئا مهما لمتابعته والبحث فيه».

 

قالت الدكتورة نيكولا فوكس، نائبة مدير وكالة ناسا لمديرية المهام العلمية، في المؤتمر الصحفي :«الأمر يشبه رؤية أحفورة متبقية. ربما كانت بقايا وجبة، أو ربما رُميَت تلك الوجبة وهذا ما نراه هنا».


الطريقة الوحيدة للتأكد تماما فيما إذا كانت هذه المعادن قد تشكلت بفعل الميكروبات هي جلب الصخور إلى الأرض لإجراء التحليل عليها.


اقترحت ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية مهمة لإعادة عينات من المريخ، لكن يبدو مستقبلها غامضًا للغاية. ميزانية العلوم لوكالة الفضاء الأمريكية تواجه تخفيضات كبيرة اقتُرِحَت في ميزانية الرئيس ترامب لعام 2026، وتعد مهمة إعادة العينات من بين المشاريع التي قد تلغى.

 

إن المريخ اليوم صحراء باردة وجافة. لكن هناك أدلة تشير إلى أنه كان يمتلك غلافًا جويًا كثيفا ومياه قبل مليارات السنين، ما يجعله مكانًا واعدًا للبحث عن حياة سابقة.

 

هبطت مركبة بيرسيفيرانس على سطح المريخ في عام 2021، وأرسلت للبحث عن علامات الحياة البيولوجية. وقد قضت السنوات الأربع الماضية في استكشاف منطقة تُسمى حفرة جزيرو، التي كانت يومًا ما بحيرة قديمة يتدفق إليها نهر.

 

عثرت المركبة على الصخور ذات "نمط الفهد" العام الماضي في قاع وادٍ حفره النهر، في منطقة تُسمى تشكيل برايت أنجل. ويبلغ عمرها نخو 3.5 مليار سنة، وهي نوع من الصخور يعرف بـ الصخور الطينية، وهي صخور دقيقة الحبيبات تتكون من الطين.

 

قال جويل هوروفيتز من جامعة ستوني بروك في نيويورك، الذي يعمل أيضًا عالمًا في مهمة بيرسيفيرانس والمؤلف الرئيسي للدراسة: «لقد أدركنا على الفور أن هناك بعض التفاعلات الكيميائية المثيرة التي حدثت في هذه الصخور، لذا شعرنا بالحماس على الفور».

 

استخدمت المركبة عدة أجهزة في مختبر على متنها لتحليل المعادن الموجودة في الصخور. ثم أُرسِلَت هذه البيانات إلى الأرض ليدرسها العلماء.


قال الدكتور هوروفيتز موضِحًا: «نظن أن ما اكتشفناه هو دليل على مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي حدثت في الطين المترسب في قاع بحيرة، ويبدو أن هذه التفاعلات الكيميائية جرت بين الطين نفسه والمواد العضوية، حيث تفاعلت هاتان المادتان لتكوين معادن جديدة».

 

في ظروف مشابهة على الأرض، عادةً تحدث التفاعلات الكيميائية التي تُشكّل المعادن مدفوعة بالنشاط الميكروبي.


يقول الدكتور هوروفيتز: «هذا أحد التفسيرات المحتملة لكيفية ظهور هذه التكوينات في الصخور، ويبدو أن هذا هو الدليل الحيوي الأكثر إقناعًا لدينا حتى الآن».

 

درس العلماء أيضًا كيف يمكن أن تتشكل هذه المعادن دون تدخل الميكروبات، وخلصوا إلى أن العمليات الجيولوجية الطبيعية قد تكون وراء هذه التفاعلات الكيميائية أيضا.

 

ومع ذلك، فإن ذلك يتطلب درجات حرارة عالية، بينما لا تبدو الصخور وكأنها تعرضت للحرارة.


قال الدكتور هوروفيتز: «وجدنا بعض الصعوبات في تفسير هذه التكوينات بالمسارات غير البيولوجية، لكن لا يمكننا استبعادها تمامًا».


كانت مركبة بيرسيفيرانس تجمع عينات في أثناء استكشافها للمريخ، بما في ذلك الصخور التي عُثر عليها في تشكيل برايت أنجل. وقد خُزِنَت هذه العينات في حاويات، وستوضع على سطح المريخ بانتظار مهمة قد تعيدها إلى الأرض.

 

تتأرجح خطط ناسا لمثل هذه المهمة بسبب التخفيضات المحتملة في الميزانية، لكن تسعى الصين أيضًا لإطلاق مهمة لإعادة عينات من المريخ قد تنطلق في عام 2028.

 

بينما تُناقش القرارات المتعلقة بالمهمة، يشعر العلماء بشغف كبير للحصول على هذه الصخور بأنفسهم.


قال البروفيسور غوبتا: «نحن بحاجة لرؤية هذه العينات على الأرض».


وأضاف: «أظن أنه للحصول على تأكيد حقيقي، سيرغب معظم العلماء في رؤية هذه الصخور وفحصها على الأرض. هذه واحدة من العينات ذات الأولوية العالية لإعادتها».

 

  

 



المصادر:


الكاتب

أمير المريمي

أمير المريمي
ترجمة

أمير المريمي

أمير المريمي
تدقيق

زين حيدر

زين حيدر
مراجعة

باسل حميدي

باسل حميدي



مقالات مختارة

إقرأ المزيد

لا يوجد مقالات مرتبطة