لقد سمع معظمنا بفجوة الأجور بين الجنسين، ولكن هناك شكلٌ آخر من أشكال عدم المساواة بين الجنسين لا يحظى بقدر كبير من الاهتمام.

الأمر ليس مقتصرًا فقط على حصول النساء على قدرٍ أقل ممّا ينبغي في سوق العمل، بل يتعداه إلى غرف النوم.

اليوم، تتمتع كثير من النساء بقدرٍ من الحرية الجنسية أكثر من أي وقت مضى.

ولكن الأدلة تُظهر أنّ احتمال وصول الرجال إلى النشوة الجنسية أكثر بمرتين من احتمال وصول النساء إليها.

ويُعرف هذا التباين في الوصول إلى المتعة الجنسية بفجوة النشوة الجنسية (Orgasm Gap).

وتشير دراسة حديثة إلى أنّ هذه الفجوة ليست عارضة لفترة قصيرة ولكن قد تدوم طيلة مدة الزواج.

وقد ركّز البحث على 1683 من الأزواج المغايرين المتزوجين حديثًا، وسُئِل كل شريك عن عدد المرات التي وصلوا فيها إلى النشوة، وعدد المرات التي ظنوا فيها أنّ الشريك قد وصل للنشوة.

كما سُئِل المشاركون عن مدى رضاهم عن حياتهم الجنسية وعلاقتهم.

وقد كشفت النتائج أنّ فجوة النشوة لا تزال موجودة في المجتمع الحديث، وحتى في العلاقات الملتزمة والتي يملؤها الحب.

فبينما صرّح 87% من الأزواج بأنّهم وصلوا للنشوة أثناء ممارسة الجنس، فإنّ 49% فقط من الزوجات يمكن أنّ يكنّ قد وصلن للنشوة.

قد تكون هذه الفجوة عائدةً للاختلافات التشريحية بين الجنسين ما يُسهِّل وصول الرجال للنشوة.

ولكن بغض النظر عن السبب – سواء كان ثقافيًا أو فيزيائيًا أو مزيجًا من الاثنين – فإن سد فجوة النشوة الجنسية يصبُ في مصلحة كل من الرجال والنساء.

ووجد جزءٌ آخر من الدراسة أنّ رضا الشخص عن حياته الجنسية، بغض النظر عن جنسه، تم ربطه بوضوح بعدد المرات التي ظنوا فيها أنّ الشريك قد وصل للنشوة.

ولقد تبيّن أنّ عدد المرات التي تصل فيها الزوجة للنشوة تُعتبر مهمة لمدى رضاها عن حياتها الجنسية، في حين يتعلّق مدى رضا الزوج عن حياته الجنسية بعدد المرات التي يعتقد فيها أنّ زوجته قد وصلت للنشوة.

وبالتالي فإنّ وصول الزوجة للنشوة يُعتبر أمرًا مهمًا لكل من الشريكين.

إن كان معظم الأزواج قد صرحوا بأنّهم يريدون أنّ تحظى زوجاتهم بوقت جيد في السرير، فلماذا لا يتحقق ذلك؟

في الواقع، قد لا يكون الأزواج مسؤولين بالكامل عن هذا الخطأ.

وقد يرجع جزء من المشكلة لأنّ الرجال لا يستطيعون تحديد وجود مشكلة أو عدمه.

ففي الاستطلاع الأخير، أخطأ 43٪ من الأزواج في تحديد عدد المرات التي وصلت فيها زوجاتهم للنشوة.

في حين أنّ النساء أخطأن في تحديد وصول شركائهُن للنشوة بنسبة 14% فقط.

ويشير الباحثون إلى أنّ هذه التصورات الخاطئة ليست سوى عَرض من أعراض مشكلة أُخرى، وهي أنّ العديد من الأزواج غير مرتاحين للجنس، ما يقلل من التواصل في غرفة النوم.

لكن هذه مجرد تكهنات، وهناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث حول سبب إساءة تفسير الرجال للرضا الجنسي لزوجاتهم، فطُرحت عدة عوامل لتفسير الموضوع.

مثلًا، يمكن أن تكون الزوجات قد أعطين انطباعًا غير حقيقي بوصولهُن للنشوة لكي يشعر أزواجهُن بالمزيد من الرضا عن التجربة.

أو ربما الرجال لا يعرفون الكثير عن النشوة الجنسية للنساء، وقد يكون ذلك بسبب التصورات غير الدقيقة التي تُعطيها الأفلام الإباحية.

وأيًا كان السبب، فإنّه يجب ألّا يكون هناك مشكلة في مناقشة هذه القضية بين الأزواج إذا كانوا يتطلعون إلى تعزيز حياتهم الجنسية، كما تشير الدراسة إلى أهمية بقائك منتبهًا لاحتياجات الشريك والتحدث معه بصدقٍ عن أي خلل.

وخلُص الباحثون إلى أنّه عند تقديم المشورة للأزواج، يجب على الأطباء أنّ يعطوا اهتمامًا خاصًا بتجربة الزوجة في العلاقة، لأنّ ذلك قد يساعد الزوجين في الحصول على رضا جنسي أعلى.

وعلى مدى السنوات القليلة المقبلة، سوف يستمر الباحثون في متابعة هؤلاء المتزوجين الجُدد ليروا كيف تتغير ديناميكيات العلاقة خلال فترة الزواج.


  • ترجمة: أحمد علي
  • تدقيق: مينا خلف
  • تحرير: تسنيم المنجّد
  • المصدر