متى يكون السعال مجرد سعال؟

في الواقع، إذا كان لديك سعال، وخاصة إذا استمر لعدة أسابيع أو أكثر، فربما هناك سبب يستحق التحقق منه.

يمكن أن يكون ذلك بسبب البرد، الحساسية، مشاكل في الجهاز الهضمي أو الإصابة بالأمراض. ولكن في معظم الوقت، لا يكون هناك شئ خطير، ولكن بعض العلامات يمكن أن تكون أكثر قلقًا.

أهم أسباب السعال

بعض الأشياء في الهواء:

الهواء الملوث بالمواد الكيميائية مثل ثاني أكسيد الكبريت أو أكسيد النيتريك يمكن أن يؤدي إلى السعال. العفن والغبار يمكن أن يفعل الشئ نفسه.

قد يساعدك استخدام المرشحات الخاصة على وحدة تكييف الهواء أو ارتداء قناع على وجهك عند الخروج في الهواء الطلق للتقليل من أسباب السعال المحتملة.

الزكام:

يمكن أن تصاب بفيروس الزكام من خلال الفم، العينين أو الأنف من قطرات صغيرة في الهواء.

ويمكنك الحصول عليه أيضًا من سعال أو عطاس شخصٍ مريض، أو من خلال اللمس – إذا امسكت مقبض باب محمّل بالفيروسات، على سبيل المثال–.

بالإضافة إلى إصابتك بنوبات العطاس و سيلان الأنف، يمكن أن يصل فيروس الزكام إلى المجرى التنفسي ويسبب لك السعال.

ويستمر الزكام لمدة أسبوع أو نحو لك، وإذا زادت الأعراض أو استمر لأسبوع أو أكثر يجب عليك مراجعة الطبيب.

عموماً يعد الزكام واحداً من أكثر أسباب السعال انتشاراً، لكنه عادة غير خطر.

الإنفلونزا:

مثل البرد، يصيب فيروس الإنفلونزا الحلق، الأنف والرئتين. و يمكنك الحصول عليه عندما يعطس أو يسعُل المصابون بالإنفلونزا أو عند ملامستك للوسط المحيط بك والممتلئ بالفيروسات.

وبشكل عام، تكون أعراض الإنفلونزا أشد سوءًا من أعراض البرد وهو من اسباب السعال الحاد المؤلم حتى.

ومن المرجح أن تصيبك بالحمى العالية والقشعريرة، وأقل عرضة لإصابتك بالعطس وسيلان الأنف.

إفرازات مؤخرة الأنف:

عندما يفرز جسدك الكثير من المخاط، فإنه يسيل أسفل الجزء الخلفي من الحلق الخاص بك، ويمكن أن يكون من أسباب السعال.

والكثير من الأشياء الآخرى يمكن أن تسبب لك هذا، بما في ذلك العدوى أو الحساسية.

وعلاجك يعتمد على ماهية المسبب.

على سبيل المثال، إذا كانت لديك عدوى، قد يعطيك الطبيب المضادات الحيوية.

ويمكن التعامل مع الحساسية بتغيير نمط الحياة، استعمال الأدوية أو أخذ حقن نوبات الحساسية.

الربو:

يحدث الربو عندما يضيق المجرى التنفسي الخاص بك و ينتفخ. ويتسبب الربو في ضيق التنفس، ويمكن أن يسبب سعالًا مصحوبًا بالمخاط.

وتشمل العوامل المسببة للربو: حبوب اللقاح، الغبار، التدخين، ممارسة الرياضة، الهواء البارد، نزلات البرد وأيضًا الإجهاد.

ويمكن لطبيبك مساعدتك في التعرف على هذه العوامل وتجنبها وتقليل أسباب السعال.

وقد يعطيك أيضًا بعض الأدوية للمساعدة في منع نوبات الربو والبخاخ الذي تستنشقه في حال حدوث نوبة مفاجئة.

التهاب الشعب الهوائية الحاد:

هي العدوى التي تصيب منطقة الحلق والأنف والرئة وتجعل أنابيب الشعب الهوائية التي تحمل الهواء من وإلى الرئتين ملتهبة.

وعادة ما تتحسن حالتك في غضون أيام قليلة، ولكن يمكنك الإصابة بالسعال يصاحبه مخاط ملون وسميك وذلك لبضعة أسابيع.

إذا استمر السعال لفترة طويلة أو اختفي وعاد مجددًا، قد يكون هناك مشكلة، مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن أو الإنسداد الرئوي المزمن.

لذلك يجب مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.

مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD):

يحدث هذا أحيانًا عندما يختلط حمض المعدة مع الطعام المهضوم جزئيًا، ويتدفق مرة أخرى نحو الحلق.

ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تهييج الأنبوب الذي يربط الحلق بمعدتك فيؤدي إلى صعوبة البلع.

وقد يسبب أيضًا سعالًا جافًا.

ويمكنك معالجة ذلك بإحداث تغييرات في نمط الحياة أو أخذ الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.

ولكن إذا كنت تعاني من حالة شديدة، قد تحتاج إلى وصفة طبية أو جراحة.

الالتهاب الرئوي:

عندما تصيب البكتيريا، الفيروسات أو الفطريات الرئتين، فإنها تجعل الحويصلات الهوائية ممتلئة بالسوائل والقيح من الداخل.

وهذا من أسباب السعال مع مخاط سميك.

ومن المحتمل أيضًا أن يكون لديك حمى، وتعتريك قشعريرة وصعوبة في التنفس.

وقد تشمل العلاجات المضادات الحيوية (إذا كان سببها البكتيريا)، أدوية السعال والأدوية التي تساعد في الحمى والألم.

مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD):

هذا هو الإسم الذي يطلق على مجموعة من الأعراض التي تشمل انتفاخ الرئة و التهاب الشعب الرئوية المزمن، التي تسبب مشاكل في التنفس.

حيث تلتهب أو تتدمر الحويصلات الهوائية الصغيرة في رئتيك، وهذا يجعل من الصعب على الهواء أن يتدفق من خلالها.

ويعتمد العلاج على السبب، ولكن طبيبك قد يعطيك بعض الأدوية ويوصيك بتغيير بعض أنماط الحياة مثل اجتناب التدخين.

هذه الأمراض من أسباب السعال المزمن، أي أنها تتسبب بحدوث السعال المتكرر على مدة زمنية طويلة.

السعال الديكي:

ويسمى أيضًا «الشاهوق».

وتسببه عدوى بكتيرية، ويتميز بسعال عميق ومتقطع.

وسمي المرض بهذا الإسم نسبة إلى «صوت الديك»، حيث أن النفس العميق الذي يحاول المريض أخذه بين نوبات السعال يشبه صوت الديك.

معظمنا أخذ لقاحات لمنع حدوث المرض، ولكننا نحتاج إلى تعزيزات مع تقدمنا في السن.

فإذا كنت تقضي بعض الوقت مع طفل، لابد من التأكد أنك قد حصلت على التطعيم.

يعالج الأطباء السعال الديكي بالمضادات الحيوية، ويمكن أن يكون السعال الديكي خطرًا جدًا على الرّضع وكبار السن.

توقف التنفس أثناء النوم:

الشخير هو أكثر الأعراض شيوعًا لهذه الحالة، وتشيرالأبحاث أيضًا أنك قد تسعل عندما تكون مستيقظًا.

ويحدث هذا عندما تستريح عضلات الحلق أثناء النوم ويُغلق المجرى التنفسي، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.

قد يوصي طبيبك بآلة تسمى ضغط المجرى التنفسي الإيجابي المستمر (CPAP) وهي تساعد على إبقاء مجرى التنفس مفتوحًا أثناء النوم، ولكن بعض الأشخاص يحتاجون إلى عملية جراحية.

الأدوية:

«مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين – ACE Inhibitors» وهي أدوية تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وعادة ما تعمل بشكل جيد مع بعض الآثار الجانبية.

ولكن أكثر من 1 إلى 5 من الناس الذين يأخذون هذه الأدوية يصابون بالسعال.

فإذا حدث معك ذلك، تحدّث مع طبيبك وقد يقترح عليك استبدال الدواء.

فشل القلب (قصور قلبي):

ويحدث هذاعندما تضييق الشرايين، ويرتفع ضغط الدم أو في حالة أخرى تمنع القلب من الضخ بقوة كما ينبغي.

وأعراض هذه الحالة هي السعال الذي يصحبه مخاط رغوي أبيض أو وردي.

ويمكن أن يساعدك في هذه الحالة: الأدوية، تغيير نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة، تحسين النظام الغذائي أو فقدان الوزن.

سرطان الرئة:

السعال وخاصة الذي يصحبه دم، يمكن أن يكون علامة على الإصابة بسرطان الرئة.

و لكن بعض التغيّرات الملحوظة في السعال على المدى الطويل أو «سعال المدخن – Smoker’s Cough» يمكن أن يكون أيضًا علامة على الإصابة بسرطان الرئة، إضافة إلى آلام الصدر، الصداع، الأزيز وصعوبة في التنفس.

وتشمل علاجات سرطان الرئة: الإشعاع، العلاج الكيميائي والجراحة.


  • ترجمة: آية عبد العزيز
  • تدقيق: المهدي الماكي
  • تحرير: جورج موسى
  • المصدر