ما الانسحاب؟

يُعرف الانسحاب بأنه مزيج من التغيرات الجسدية والعقلية التي يعانيها الشخص بعد التوقف عن استخدام مادة -مثل الكحول أو الأدوية الموصوفة طبيًا أو المخدرات- أو تقليل تناولها.

قد يعاني الفرد أعراضًا متنوعةً للانسحاب إذا كان يستخدم مادةً ذات احتمالية عالية للإدمان وتوقف فجأةً، وقد تختلف شدة أعراض الانسحاب ومدتها اعتمادًا على نوع الدواء والتركيب البيولوجي للفرد، وقد يكون الانسحاب مزعجًا وخطيرًا في بعض الحالات. لهذا السبب، يجب التحدث إلى الطبيب قبل التوقف عن تعاطي مادة ما أو الحد منها.

أعراض الانسحاب

تختلف أعراض الانسحاب حسب نوع الدواء. تتضمن بعض الأعراض المرتبطة عادةً بالانسحاب ما يلي:

  •  تغيرات في الشهية.
  •  تغيرات في المزاج.
  •  قشعريرة أو رجفة.
  •  احتقان.
  •  مزاج اكتئابي.
  •  إعياء.
  •  تهيج.
  •  ألم عضلي.
  •  غثيان.
  •  قلق.
  •  سيلان في الأنف.
  •  صعوبات في نوم.
  •  تعرق.
  •  ارتعاش.
  •  قيء.

قد يعاني الفرد بعض الأعراض الأشد حدةً مثل الهلوسة والنوبات والهذيان في بعض الحالات. وقد يؤثر نوع الدواء الذي كان يتعاطاه الفرد، ومدة التعاطي، والجرعة في نوع الأعراض التي سيعانيها وشدتها.

قد تستمر الأعراض الجسدية للانسحاب بضعة أيام إلى أسبوع فقط، فيما يستمر الانسحاب النفسي، مثل الاكتئاب أو خلل النطق، فترات أطول.

تحديد الانسحاب

تظهر أعراض الانسحاب عند التوقف عن تناول مادة ما أو تقليلها. فمثلًا، قد يؤدي عدم تناول فنجان القهوة الصباحي المعتاد إلى ظهور أعراض انسحاب الكافيين مثل التعب والصداع والتهيج.

لكن إذا كانت أعراض الانسحاب شديدة يفضل استشارة الطبيب قبل تقليل دواء أو مادة معينة أو التوقف عن تناولها للحصول على المساعدة بشأن كيفية القيام بذلك بأمان وتقليل أعراض الانسحاب المحتملة.

يستطيع الطبيب تقديم الإشراف الطبي لضمان السلامة عندما يجد الفرد مشكلةً في السيطرة على الأعراض، بالإضافة إلى ذلك سيتمكن الطبيب أيضًا من تحديد هل الأعراض التي يعانيها الفرد ناتجة عن الانسحاب أم أنها نتيجة لحالة أخرى؟

أسباب الانسحاب

يحافظ الدماغ على استقرار الجسم، وعند دخول مادةٍ ما إلى الجسم، فإنها تحدِث خللًا في حالة الاستقرار؛ وعندها يحاول الجسم العودة ثانيةً إلى استقراره! فيستجيب الدماغ مغيّرًا بمستويات النواقل العصبية، فتنطلق مواد كيميائية من مركز المكافأة في الدماغ، وبعدها يعتاد الجسم على الوضع الجديد.

تنتج أعراض الانسحاب عن توقف الفرد فجأةً عن تعاطي المادة أو التقليل من تناولها، فيفقد الجسم توازنه مرةً أخرى. فيعاني الفرد غالبًا أعراضًا جسديةً وعقليةً على حد سواء، وقد يعاني أعراضًا خطيرةً اعتمادًا على نوع الدواء.

تكون أعراض الانسحاب معاكسةً لتأثيرات المادة التي يتعاطاها الفرد؛ فمثلًا، يعد تأثير الكحول مهدئًا، فيما يواجه الفرد أعراض فرط التحفيز مثل القلق أو الأرق إذا توقف فجأة عن شرب الكحول.

أنواع الانسحاب

تعتمد أعراض الانسحاب التي يعانيها الفرد على نوع الدواء الذي كان يتناوله؛ إذ يوجد عدة أنواع للأدوية التي قد يؤدي وقفها المفاجئ إلى الانسحاب، مثل:

  •  مضادات الاكتئاب.
  •  الباربيتورات.
  •  القنب.
  •  المسكنات.
  •  المهلوسات.
  •  أدوية الاستنشاق.
  •  المواد الأفيونية.
  •  المنشطات.

فيما يلي بعض الأمثلة على مواد معينة قد تؤدي إلى الانسحاب والمدة المتوقعة لتلك الأعراض:

الكحول: لا يعاني كل من يتوقف عن شرب الكحوليات أعراض الانسحاب، ولكن معظم الأشخاص الذين يقلعون فجأةً بعد فترة من شرب كميات كبيرة من الكحول يعانون مجموعةً واسعةً من الأعراض المؤدية إلى الانتكاس.

الهيروين: يعاني مدمنو الهيروين بعض أعراض الانسحاب الشديدة، ولكن هذه الأعراض الشديدة تنتهي في غضون خمسة إلى سبعة أيام، وتستمر الأعراض المتوسطة والخفيفة أسابيع أو شهورًا لدى البعض.

الماريجوانا: تكون أعراض الانسحاب التي يعانيها بعض متعاطي الماريجوانا خفيفة عندما يحاولون الإقلاع عن التدخين مقارنةً بالكحول والمخدرات الأخرى، لكن بعض هذه الأعراض يكون سيئًا بما يكفي بالنسبة للبعض لدرجة أنهم يقررون العودة إلى تعاطي الماريجوانا.

النيكوتين: لا يعاني الجميع نفس أعراض انسحاب النيكوتين، لكنها في العادة تصعّب الإقلاع عن السجائر، ومن حسن الحظ أنه يوجد خطوات يمكن اتخاذها لتقليل هذه الأعراض.

أوكسيكونتين (الأوكسيكودون): ترتبط شدة أعراض انسحاب الأوكسيكونتين والمواد الأفيونية الأخرى بمدة تناول الدواء ومقدار تناوله؛ فإذا تناول الفرد مسكن الألم حسب توجيهات الطبيب، فقد لا يعاني أي أعراض انسحاب على الإطلاق، أو قد يعاني أعراضًا خفيفة للغاية.

علاج الانسحاب

يشمل علاج الانسحاب الدعم والرعاية والأدوية التي قد تخفف الأعراض وتمنع المضاعفات المحتملة.

بإمكان الأشخاص التوقف عن استخدام بعض المواد فجأةً والتحكم في أعراض الانسحاب من تلقاء أنفسهم؛ فمثلًا، قد يكون الشخص قادرًا على الإقلاع عن الكافيين دون مساعدة والتعامل مع الأعراض السيئة بمفرده حتى تمر.

لكن الإقلاع المفاجئ عن المواد مثل المهدئات أو الكحول قد يكون خطيرًا، لذلك استشر طبيبك دائمًا لوضع خطة لعلاج الإدمان؛ إذ يضمن الانسحاب بمساعدةٍ طبية أمان الأفراد ويساعد على تقليل أعراض الانسحاب السيئة.

أدوية تساعد على السيطرة على أعراض الانسحاب

تختلف الأدوية التي قد يصفها طبيبك للمساعدة على تخفيف أعراض الانسحاب تبعًا لنوع المادة التي كنت تتناولها.

تتضمن بعض الأدوية المستخدمة في علاج أنواع مختلفة من الانسحاب ما يلي:

  •  كاتابريس (كلونيدين).
  •  الليبريوم (الكلورديازيبوكسيد).
  •  بوبرينكس (البوبرينورفين).
  •  الفاليوم (ديازيبام).
  •  أتيفان (لورازيبام).
  •  الميثادون.

يمكن أيضًا استخدام أدوية أخرى للتحكم في أعراض الانسحاب، مثل الأدوية المضادة للقلق، ومضادات التشنجات، ومضادات الذهان، أو غيرها من الأدوية المصممة لعلاج الغثيان أو مشكلات النوم.

وفقًا للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات، تعالَج الأعراض المرتبطة بسحب الدواء بسهولة بالأدوية التي تقلل الانزعاج في معظم الحالات، ومن الجدير بالذكر أن علاج الانسحاب ليس هو نفسه علاج الاعتمادية أو الإدمان.

التعامل مع الانسحاب

يمكنك القيام ببعض الأمور التي تساعد على الشعور بالتحسن بالإضافة إلى طلب الدعم الطبي إذا كنت تمر بفترة انسحاب من تعاطي مادة ما:

طلب المساعدة

من المهم أن تحصل على دعم اجتماعي سواء أكنت تتعامل مع الانسحاب بمفردك أم تحت إشراف طبي. أخبر صديقًا موثوقًا به أو أحد أفراد العائلة حتى يتمكن من الوصول إليك ودعمك خلال فترة التوقف عن التعاطي.

تناول طعام صحي

ركز على تناول وجبات مغذية ومتوازنة. قد تشعر بالسوء إذا تناولت الأطعمة المقلية أو الدهنية أو السكرية.

ممارسة الرياضة

حاول القيام ببعض النشاط البدني كل يوم؛ إذ تساعد تمارين التمدد أو المشي أو السباحة أو الأنشطة الأخرى على تحسين المزاج.

شرب الكثير من الماء

من المهم أن تحافظ على ترطيب جسمك في أثناء فترة الانسحاب، خاصةً إذا كنت تعاني أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا أو الغثيان والقيء.

تخفيف الأعراض بالأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية

استخدم الأدوية المناسبة دون وصفة طبية بالجرعات الموصى بها إذا كنت تعاني أعراضًا مثل الصداع أو اضطراب المعدة أو الإسهال.

النوم الجيد

حاول الحصول على قسط كافٍ من الراحة، واعمل على وضع جدول نوم منتظم وممارسة عادات نوم جيدة إذ يؤدي الانسحاب أحيانًا إلى اضطرابات في النوم.

قد تساعدك أيضًا أنشطة إدارة الإجهاد مثل اليوغا والتأمل على التعامل مع تجربة الانسحاب. تأكد من التواصل مع طبيبك إذا كنت تكافح من أجل التأقلم أو إذا كنت تعاني أي أعراض مقلقة.

دعم الأشخاص المقربين في أثناء فترة الانسحاب

قد يكون الأمر صعبًا على كليكما عندما يمر أحد أفراد أسرتك بالانسحاب، وقد يكون الانسحاب مرهقًا جسديًا وعاطفيًا، وسيحتاج الشخص العزيز عليك إلى كل الدعم الذي يمكنه الحصول عليه.

اكتشاف خيارات العلاج

من أفضل الأمور التي يمكنك القيام بها هو استكشاف خيارات العلاج بالتعاون مع المدمن، لذا عليك أن تفهم بدقة أعراض الانسحاب وكيفية التعامل مع خطة العلاج.

تختلف أعراض الانسحاب من فرد إلى آخر، لذا فإن إيجاد خطة علاج تناسب من تحب أمر بالغ الأهمية. قد يحتاج الشخص العزيز عليك في فترة الانسحاب إلى مجموعات الدعم والاستفادة من تجارب غيره سواء أكانت هذه المجموعات من المرضى الخارجيين أم المقيمين في المستشفى.

اهتم بنفسك

عند الاعتناء بشخص آخر لا تنسَ الاعتناء بنفسك أيضًا، لأن تقديم الدعم للغير صعب ومستنزف جسديًا وعاطفيًا.

كن موجودًا من أجله

أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها ببساطة هو أن تكون موجودًا من أجل من تحب في هذا الوقت الصعب، إذ إنك تزوده بدعم كبير بمجرد أن تكون حاضرًا ومتاحًا للاستماع إليه واحتواء مشاعره.

اعرض مساعدة عملية

غالبًا ما يصاحب الانسحاب أعراض جسدية مثل الغثيان والقيء والإسهال، لذا قد يحتاج الشخص العزيز عليك إلى المساعدة في المهام العملية مثل تحضير الوجبات والذهاب إلى الحمام والتجول. اعرض المساعدة في هذه المهام حتى يتمكن من التركيز على الشفاء.

اطلب المساعدة الطبية عند اللزوم

قد يصاحب الانسحاب أحيانًا أعراض شديدة تهدد الحياة. إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني أيًا من هذه الأعراض، اطلب المساعدة الطبية على الفور:

  •  الأوهام.
  •  صعوبة التنفس.
  •  الهلوسة.
  •  فقدان الوعي.
  •  ضربات قلب سريعة.
  •  التشنجات أو النوبات.

اقرأ أيضًا:

قد تسبب مضادات الاكتئاب أعراضًا تشبه الانسحاب ما يزيد الاعتماد عليها

ماذا يحدث عند الإقلاع عن تدخين الحشيش؟

ترجمة: منار سعيد حلمي

تدقيق: حسام التهامي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر