يُعَد ألم العين عرضًا شائعًا، ونادرًا ما يشير إلى مرض خطير، فغالبًا يزول الألم تلقائيًا دون الحاجة إلى دواء. ينقسم ألم العين إلى نوعين: الألم السطحي أي الذي يصيب سطح العين، والألم الجوفي (العميق) وينشأ في عمق العين.

يتمثل الألم السطحي في الإحساس بحكة أو حرقة، بسبب تهيج ناتج من جسم غريب أو عدوى أو جرح، ويُعالَج غالبًا بسهولة باستخدام قطرات العين أو الراحة.

أما الألم في عمق العين فيتضمن الشعور بألم شديد أو الشعور بوجود حبات رمل أو وخز أو نبضات، ويتطلب علاجًا أعقد.

يشير الألم الذي يصاحبه ضعف الإبصار إلى حالة طبية طارئة تستوجب الاتصال بالطبيب المختص فورًا.

الألم السطحي بالعين

من أسبابه:

دخول جسم غريب

هو السبب الأكثر شيوعًا، قد يكون الجسم هدبة (شعرة) من العين أو ذرة تراب أو شيء من مساحيق التجميل. تسبب هذه الأجسام الغريبة تهيجًا في العين واحمرارًا ودموعًا وألمًا.

التهاب الملتحمة (الرمد)

الملتحمة هي النسيج الموجود على سطح العين ويفصلها عن الجفن. قد يُصاب هذا النسيج بالعدوى فيلتهب، غالبًا بسبب حساسية أو عدوى ميكروبية.

يكون الألم خفيفًا عادة، لكنه قد يسبب حكةً واحمرارًا وإفرازات في العين، ويُطلَق على التهاب الملتحمة أيضًا داء العين الوردية.

التهيج بسبب العدسات اللاصقة

تجب إزالة العدسات اللاصقة ليلًا لتنظيفها، وإلا تتعرض العينان للإصابة بالتهيج والعدوى.

خدش القرنية

القرنية هي السطح الشفاف الذي يغطي العين، وقد تتعرض للجروح والإصابات، ما يسبب الشعور بوجود جسم ما في عينك.

لكن الإجراءات التي تخفف من تهيج العين عادةً، مثل غسلها بالماء أو استخدام الأدوية، لن تخفف من الألم حال وجود خدش بالقرنية.

الجروح والحوادث

تسبب الحروق الكيميائية ألمًا شديدًا بالعين، وتنتج غالبًا من التعرض لمهيجات مثل المنظفات، أو التعرض لضوء قوي مثل ضوء الشمس أو حجرة تسمير البشرة، أو التعرض لشظايا معدنية كتلك الناتجة من تطاير شرر لحام الحديد.

التهاب الجفن

يحدث التهاب الجفن حين تُصاب الغدد الدهنية في الجفن بالعدوى أو الالتهاب، ما يسبب الألم.

دمل العين

يسبب التهاب الجفن عقدة أو كتلة لحمية في جفن العين، تسمى دمل أو بردة (كيس في الجفن). يسبب الدمل ألمًا شديدًا والتهاب المنطقة المحيطة، مع أن البردة لا تكون مؤلمة عادةً.

الألم العميق بالعين

من أسبابه:

الزرق (الغلوكوما)

حالة تحدث بسبب ارتفاع ضغط العين الداخلي. إضافةً إلى الألم يسبب الزرق غثيانًا وصداعًا وضعفًا في الرؤية.

يُعَد الارتفاع المفاجئ في ضغط العين حالةً طارئة، تُسمى زرق انغلاق الزاوية الحاد، وتستوجب تدخلًا علاجيًا طارئًا لتلافي فقدان البصر الدائم.

الإحساس بحكة أو حرقة - ألم العين: الأسباب والعلاج - تهيج ناتج من جسم غريب أو عدوى أو جرح - الشعور بوجود حبات رمل أو وخز أو نبضات

التهاب العصب البصري

قد يصل الالتهاب إلى العصب البصري، وهو العصب الواصل بين العين والدماغ، ما قد يسبب فقدان للبصر، وذلك بسبب مرض مناعي ذاتي أو عدوى بكتيرية أو فيروسية.

التهاب الجيوب الأنفية

تسبب التهابات الجيوب الأنفية ألمًا ضاغطًا خلف العين، ما يسبب ألمًا في عين واحدة أو في العينين معًا.

الصداع النصفي (الشقيقة)

يُعَد ألم العين عرضًا شائعًا يصاحب نوبات الشقيقة.

الجروح والحوادث

قد تسبب الجروح -التي قد تنتج من الإصابة بضربة في العين أو حادث سيارة- ألمًا شديدًا في العين.

التهاب القزحية

رغم ندرتها، قد تسبب التهابات القزحية ألمًا عميقًا داخل العين.

متى يُعَد ألم العين حدثًا طارئًا؟

قد يصاحب الألم تأثر الإبصار أو فقدانه، ما يُعَد علامةً تستوجب طلب العناية الطارئة، وكذلك حال ظهور أي من الأعراض التالية:

  •  ألم شديد في العين.
  •  الألم الناتج من جرح أو التعرض لمواد كيميائية أو ضوء.
  •  ألم في البطن وقيء يصاحب ألم العين.
  •  ألم شديد يجعلك غير قادر على لمس العين.
  •  تغير مفاجئ في الإبصار.

علاج ألم العين

يعتمد علاج ألم العين على سبب الألم، ومن أشهر العلاجات:

العلاج المنزلي

أفضل وسيلة لعلاج أسباب ألم العين هي راحة العينين، فالتحديق إلى شاشات الحاسوب أو التلفاز يسبب إجهاد العينين، لذا قد ينصحك الطبيب بإراحة عينيك بتغطيتها يومًا أو أكثر.

النظارات

إن كنت ترتدي العدسات اللاصقة دائمًا، فيجب إراحة العينين بين وقت وآخر بارتداء النظارات.

الكمادات الدافئة

يوصي الأطباء مرضاهم المصابين بالتهاب الجفن أو الدمل بوضع كمادات دافئة رطبة على أعينهم، إذ يسهم ذلك في تصفية الغدة الدهنية المحتقنة أو الجريب الشعري.

الغسل أو الشطف

يُستخدَم الماء أو المحلول الملحي لغسل المهيجات حال دخول جسم غريب إلى العين أو إصابتها بمادة كيمائية عرَضًا.

المضادات الحيوية

تُستخدم المضادات الحيوية في قطرات أو من طريق الفم لعلاج عدوى العين التي تسبب الألم، وتتضمن التهاب الملتحمة أو علاج خدش القرنية.

مضادات الهيستامين

تُستخدم مضادات الهيستامين في شكل قطرات أو دواء بالفم لتخفيف الأعراض المصاحبة لحساسية العين.

قطرات العيون

يستعمل المصابون بالزرق قطرات للعين تحتوي دواءً يقلل ضغط الأعين.

الستيرويدات القشرية

تُعطى الستيرويدات القشرية في حالات الالتهاب الشديد، مثل التهاب العصب البصري والتهاب القزحية.

المهدئات

يصف الطبيب المهدئات، للتخفيف من ألم العين الذي قد يؤثر في أنشطتك اليومية.

الجراحة

تُستخدم في حالة دخول جسم غريب أو حدوث حروق، غير أن ذلك نادر الحدوث. قد يحتاج مرضى الزرق إلى العلاج بالليزر لتحسين عملية الصرف في العين واعتدال ضغطها.

ماذا إن لم يُعالَج ألم العين؟

يزول ألم العين غالبًا دون علاج أو بالاكتفاء بعلاج طفيف، إذ نادرًا ما يحدث تلف دائم بالعين.

لكن ذلك لا ينطبق على جميع الحالات، فبعض أسباب ألم العين إن تركت دون علاج قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة.

مثلًا، قد يشير الألم والأعراض الناتجة من الزرق إلى مشكلة وشيكة، وإن لم تُعالَج فقد تؤدي إلى العمى التام.

لا تخاطر ببصرك، إن شعرت بألم في عينك ليس سببه هدبة سقطت فيها أو ما شابه، فاذهب إلى الطبيب بأسرع ما يمكن.

الوقاية

للوقاية من ألم العين تجب حماية العين نفسها، وذلك بالوسائل التالية:

استخدام أدوات الوقاية

يقي ارتداء النظارات الواقية من الكثير من أسباب ألم العين، كالخدوش والحروق، التي قد تحدث خلال ممارسة الرياضة أو جزّ العشب وغيرها من الأعمال التي تتضمن استخدام أجهزة يدوية.

ويجب على عمال البناء، واللحامين، والعاملين في أماكن توجد بها أجسام متطايرة من حولهم، ارتداء أدوات تحمي أعينهم.

الانتباه عند استخدام المواد الكيميائية

اتنبه عند استعمال المواد الكيميائية، والمواد القوية كمنظفات المنزل والمبيضات والمبيدات، واحرص على رشها بعيدًا دون ملامسة الجسم.

حماية الأطفال

تجنب إعطاء الطفل ألعابًا قد تسبب جروحًا للعينين، فالألعاب التي تحتوي على زنبرك أو التي تقذف ذخائر أو دمى السيوف والمسدسات والكرات قد تؤذي عيني الطفل.

الحفاظ على نظافة العدسات اللاصقة

نظف العدسات اللاصقة دائمًا واستبدلها بالنظارات بين وقت وآخر لتريح العينين قليلًا، ولا تتجاوز المدة المسموح بها لاستخدام العدسات.

اقرأ أيضًا:

ما أسباب احمرار العين ؟ وما علاجه؟

ما هي أسباب فرط دموع العين (الدماع)؟ وما علاجه؟

ترجمة: لبيد الأغبري

تدقيق: إبراهيم قسومة

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر