دعا الملياردير إيلون ماسك ومجموعة من الخبراء إلى وقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية إلى حين التحقق من أمانها.

جاءت هذه الدعوة في رسالة مفتوحة وقّع عليها أكثر من ألف شخص حتى الآن، من بينهم ماسك، وستيف وزنياك الشريك المؤسس لشركة آبل، إثر إصدار منظمة (OpenAI) المدعومة من مايكروسوفت الجيل الرابع من شات جي بي تي.

تقول الشركة إن الطراز الأخير الذي أصدرته أقوى بكثير من سابقه الذي استُخدم لتشغيل روبوت شات جي بي تي، القادر على إنتاج أجزاء من النص من أكثر المعطيات إيجازًا.

جاء في الرسالة المعنونة (أوقفوا تجارب الذكاء الاصطناعي الضخمة مؤقتًا): «أنظمة الذكاء الاصطناعي المنافسة للذكاء البشري، قد تؤدي إلى مخاطر عميقة على البشرية والمجتمع».

«يجب ألا تُطوَّر أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية ما لم نكن واثقين من أن نتائجها ستكون إيجابية، ويمكن السيطرة على أخطارها».

كان ماسك مستثمرًا أوليًّا في شركة (OpenAI)، وقضى عدة سنوات في مجلس إدارتها.
تطوّر شركة تيسلا للسيارات التي يمتلكها ماسك أنظمة ذكاء اصطناعي تساعدها على تشغيل تكنولوجيا القيادة الذاتية الخاصة بها، من بين تطبيقات أخرى.

وقّع على الرسالة -التي استضافها معهد (Future of Life)، الذي يموله ماسك- عدد من النقاد البارزين، وعدد من منافسي (OpenAI)، منهم رئيس شركة (Stability AI) عماد موستاك.

حذّر رائد الذكاء الاصطناعي الكندي يوشوا بينجو -الذي وقع أيضًا على الرسالة- في مؤتمر صحفي افتراضي في مونتريال، إذ رأى أن المجتمع ليس جاهزًا لهذه الأداة القوية واحتمال إساءة استخدامها، ودعا إلى نقاش دولي شامل حول الذكاء الاصطناعي وتداعياته، وقال: «دعونا نتمهل حتى نتيقن من أننا نطور وسائل أفضل للحماية، كما فعلنا مع الطاقة والأسلحة النووية».

اقتُبست الرسالة في مدونة سام ألتمان مؤسس (OpenAI)، إذ قال: «في لحظة ما، يصبح من الضروري الحصول على مراجعة مستقلة قبل بدء تطوير الأنظمة المستقبلية».

كتب مؤلفو الرسالة: «ندعو جميع مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى أن توقف فورًا تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أقوى من الجيل الرابع من شات جي بي تي، لمدة ستة أشهر على الأقل». طالب المؤلفون الحكومات بالتدخل لإجبار الشركات على وقف نشاطها حال عدم التوصل إلى اتفاق.

الهدف من مقترح مهلة الأشهر الستة، هو وجود فترة كافية للتحقق من دقة أنظمة الذكاء الاصطناعي وأمانها، وموثوقيتها وإخلاصها، ولتطوير بروتوكولات السلامة وأنظمة حوكمة الذكاء الاصطناعي.

لم تفصّل الرسالة المخاطر التي أظهرها الجيل الرابع من شات جي بي تي. مع ذلك، فقد جادل بعض الباحثين- منهم جاري ماركوس من جامعة نيويورك، الذي وقّع على الرسالة- بشأن كون روبوتات الدردشة كاذبة جدًا، بوسعهم نشر المعلومات المضللة على نطاق واسع.

بالمقابل، يرى المؤلف كوري دوكتورو أن موضوع صناعة الذكاء الاصطناعي وقدراتها وخطر أنظمتها مجال لكثير من المبالغة.

اقرأ أيضًا:

هل بالإمكان السيطرة على الذكاء الاصطناعي الفائق؟

روبوت شات جي بي تي يحتال على أحد المستخدمين حتى يحل له رمز كابتشا (أنا لست روبوتًا)!

ترجمة: نوار أحمد

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر