جرى اختيار جون مكفال -مُشارك سابق في ألعاب الأولمبياد لذوي الاحتياجات الخاصة، وجراح في قسم الرعاية الصحية العامة التابعة لخدمة الصحة الوطنية (NHS)- من قبل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) العام الماضي ليكون أول رائد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد إعلانها عن تشكيل فئة جديدة من رواد الفضاء.

أوضح تحديث نُشر على موقع حكومة المملكة المتحدة بعد ذلك أن مكفال وصل إلى ألمانيا، وسيبدأ التدريب التأهيلي الذي يُجريه كل رائد فضاء مستقبلي قريبًا في مركز رواد الفضاء الأوروبي.

أول رائد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم

صرح مكفال عقب ترشيحه ليُصبح رائد فضاء قائلًا: «أريد فقط لأجيال المستقبل أن يعوا شيئًا واحدًا، ألا وهو أن العلم للجميع، وآمل أن يُصبح السفر عبر الفضاء مُتاحًا للجميع أيضًا».

سيكون جون مكفال جزءًا من دراسة جدوى على مدار السنتين المقبلتين، بإشراف كل من وكالة الفضاء الأوروبية وناسا، لمعرفة الظروف المطلوبة التي يُمكن بموجبها إرسال أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الفضاء.

يتطلب ذلك مشاركة الذين جرى انتقاؤهم في نشاطات تدريبية تأهيلية متنوعة، يمر بها كل رائد فضاء مستقبلي، تشمل تعليمهم البقاء على قيد الحياة في البحر، وإجراء اختبارات في بيئات الضغط المنخفض.

شارك جون مؤخرًا في اختبار أساسه التحليق بطائرة إلى ارتفاع عالٍ جدًّا لمعرفة كيف ستتصرف ساقه الاصطناعية في بيئة تنعدم فيها الجاذبية، بحسب ما نشرت البي بي سي (BBC).

نشرت حكومة المملكة المتحدة تحديثًا يقول فيه مكفال: «أنا شخص فضولي بطبيعتي، ومتحمس جدًّا لرحلة التعلم التي تنتظرني، وما سينتج عن ذلك من تقدم علمي، وأستطيع القول إنني لم أخطُ بعد سوى خطوة واحدة صغيرة في رحلة طويلة لبلوغ هدف عظيم».

برنامج وكالة الفضاء الأوروبية ينشر رسالة سامية

وقع مكفال ضحية حادث دراجة نارية عندما كان في عمر 19، ما أدى إلى بتر ساقه اليمنى. تبع ذلك فوز جون بالمدالية البرونزية لسباق المئة متر في الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في الصين سنة 2008.

يُضيف مكفال لقصته قائلًا: «أرى أن برنامج رائد الفضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تعمل عليه الوكالة يحمل رسالة سامية ذات مضمون مؤثر، وآمل أن يُساعد في أمرين: أولهما إثبات قدرة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وما يستطيعون إنجازه وعدد الفرص المتاحة لهم، بغض النظر عن المعوقات التي يُعانون منها، والثاني كسب تقدير عامة الناس لما يُنجزه هؤلاء على أوسع نطاق ممكن».

ستساعد دراسة الجدوى الوكالة على بناء عتاد صلب، يسمح للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالعمل في الفضاء.

ليس من المؤكد أن مكفال سيغدو رائد فضاء ضمن البرنامج الجديد، لكنه واحد من بين 17 شخصًا فرصتهم قوية في السفر إلى الفضاء جرى اختيارهم العام الماضي.

يُمكن أن تساعد دراسة الجدوى هذه -في حال سار كل شيء على ما يُرام- في إتاحة السفر إلى الفضاء لفئات عديدة من السكان، وإيصال رسالة ملهمة يُمكن القول إنها ظلت منسية في قطاع السياحة الفضائية حتى هذا اليوم، نظرًا إلى أن غالبية الذين يُسافرون إلى الفضاء الآن هم من الطبقة المخملية فقط.

اقرأ أيضًا:

ماذا يعني أن تكون رائد فضاء لدى ناسا؟ عشرة حقائق مذهلة

كيف تصبح رائد فضاء؟

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر