«أين الجميع؟» هو السؤال الذي طرحه الفيزيائي (إنريكو فيرمي – Enrico Fermi) على زملائه في وقت الغداء أحد أيام عام 1950، لقد صُدم فيرمي، المعروف بمهاراته السريعة في التخمين، بإيجاد تناقض بين أرجحيّة وجود حياة فضائيّة، ونقص وجود الدلائل التي تثبت ذلك.

وهكذا، وُلدت مفارقة فيرمي (Fermi Paradox).

كل شيء اكتشفناه حتّى هذه اللحظة يوحي بوجود حياة في أماكن أخرى في الكون، لا يوجد ما يجعلنا مميّزين بشكلٍ خاصّ؛ فالكواكب هي السائدة، كما هو حال الكربون، والأكسجين، والماء.. شُوهدت المواد العضوية على الكويكبات وفي الفضاء بين النجمي.

إذا كانت هذه هي المسألة، فأين هي أشكال الحياة الأُخرى؟

هنالك العديد من الحلول المقترحة للمفارقة، ارتأى البعض بأنّه على الرغم من شيوع وانتشار مكوّنات الحياة، إلّا أن جمعها معًا لإنتاج أشكال معقّدة، أمرٌ نادر جدًّا أو حتّى منقطع النظير نسبةً إلى الأرض..

بشكلٍ مماثل، يقترح آخرون أنّ ما هو نادر هو الجزء «الذكي أو الواعي» من اللّغز، وليس الجزء المعقّد!

ومن الممكن أيضًا أن تفتقر الكائنات الذكيّة إلى طرق التواصل معنا، أو أنّها تتواصل معنا بطريقة لا نستطيع كشفها، أو ربّما نحن في الأيام المبكرة لتطوّر الحياة الذكيّة في الكون،

تشير نظريّات أكثر تشاؤمًا إلى أنّه من طبيعة الحضارات الذكية أن تدمّر نفسها قبل أن تصبح بين نجميّة (ظاهرة الاحتباس الحراري، والحرب النوويّة، والأوبئة التي لا يمكن وقفها بسبب مقاومة المضادات الحيوية) لا تبدو مستبعدة، أليس كذلك؟

قد تكون “فرضيّة حديقة الحيوانات” التي طرحها رائد الفضاء الروسي (كونستانتين تسيولكوفسكي – Konstantin Tsiolkovsky) أحد أقدم الحلول الممكنة والمقنعة، وهي في الحقيقة أقدم من المفارقة نفسها، تقترح نظريّته أنّ الحضارات الفضائيّة موجودة، لكنّهم لن يتواصلوا معنا حتّى نصبح مستعدين للتواصل، إنّهم يتركوننا لأجهزتنا الخاصّة، ومع ذلك يراقبوننا!

من الواضح أنّ هذه الفكرة تتردّد في أذهان الكثيرين عند التحدّث عن الصحون الطائرة (UFOs)، يزعم الكثيرون أنّ مشاهدات الكائنات الفضائية ليست سوى وسيلة لهذه الحضارات المتقدّمة لمراقبة كوكبنا بشكل غير لافت كثيرًا للنظر،  توصّلت العديد من التحقيقات الرسميّة، مثل (Project Blue Book)، إلى استنتاج مفاده أنّه لا يوجد أيّ صحن طائر يشكّل تهديدًا للأمن القومي؛ وهذا بالطبع يصبّ في مصلحة فكرة «المراقبين الفضائيّين الأخيار»..

في الوقت نفسه استخلصت التقارير أنّه لم يكن هناك أيّ دليل على أنّ الصحون الطائرة تأتي في الواقع من خارج الأرض.

كان (Project Blue Book) سلسلةً من الدراسات المنهجيّة التي أجرتها القوات الجوية للولايات المتحدة في الفترة ما بين 1952 إلى 1969.

التحقيقات التي كانت سرّية للغاية؛ حُوّلت لسلسلة تلفزيونية من 10 أجزاء تحمل نفس الاسم لصالح قنوات (HISTORY®).


  • ترجمة: رولان جعفر
  • تدقيق: بيتر روماني
  • المحرر: ماتيو كيرلس
  • المصدر