صدق أو لا تصدق، لست بحاجة إلى ثلاجة للمحافظة على طعامك مبردًا ولن تضطر بعد الآن إلى رمي الطعام المتبقي، في سكنك الجامعي بسبب عدم توفر ثلاجة. فقط تحتاج إلى بعض الأواني الفخارية وقليل من الرمل والماء، وستحصل على ثلاجة صغيرة غير كهربائية بتصميم قديم اختُبر منذ زمن بعيد واستُخدم عبر آلاف السنين، إذ كان الناس -قبل وجود الثلاجة- يحفظون الطعام المتبقي بالطريقة نفسها كي لا يفسد.

يطلَق على هذه الأواني الفخارية المبردة في بعض مناطق من العالم اسم (زير) بتصميم مستدام غير مكلف مقارنة بأجهزة التبريد العصرية، وطالما استخدم الناس في الشرق الأوسط وإفريقيا وسائل وطرقاً مشابهة لحفظ الطعام من الفساد في المناخ الحار والجاف.

علّق بول سميث لوماس -الرئيس التنفيذي لمؤسسة (براكتكال آكشن) الخيرية البريطانية التي تُعنى بمساعدة الناس على إيجاد حلول للصعوبات اليومية متضمنةً حفظ الطعام في مناطق أميركا اللاتينية وشرق إفريقيا وجنوبها وجنوب آسيا- بقوله: «إنه أمر مذهل!» مضيفًا: «نحن نرغب في العثور على أفكار إبداعية تساعد الناس على حل مشكلاتهم».

إليك أفضل طريقة لحفظ الأطعمة دون الحاجة إلى ثلاجة - حفظ الطعام في أواني فخارية دون تبريد - حفظ الطعام في السكن الجامعي - الأواني الفخارية - الثلاجة

كيفية صنع إناء فخار مبرد:

  1.  أحضر إناءي فخار غير مطليين (أحدهما أكبر من الآخر) وبعض الرمل والماء.
  2.  املأ قاع الإناء الأكبر ببعض حبات الرمل.
  3.  ضع الإناء الصغير في الإناء الكبير.
  4.  املأ الفراغ بين الإناءين بالرمل.
  5.  أضف الماء إلى الرمل.
  6.  غطِّ الأواني بغطاء فخاري أو بقطعة قماش مبللة.

الآن أصبح لديك إناء فخاري جاهز لحفظ الطعام، لكن تذكر أن تضيف الماء إلى الرمل كل يوم لأن أواني الزير تعتمد على آلية التبخر في تبريد الطعام.

تعتمد آلية عمل هذه الأوعية على تبخّر الماء من الطين، مطلقًا طاقة في الهواء فتبرد المساحة داخل الإناء، ويشبه في ذلك رش قطرات الماء على وجهك في يوم حار، إذ تتبخر القطرات فتشعرك بالبرودة.

في الحقيقة، يعمل مبرّد الثلاجة بطريقة مشابهة، إذ يستخدم عملية التبخير لسحب الحرارة من الثلاجة وإطلاقها خارجًا، لذلك تجد الجزء الخلفي من الثلاجة دافئًا.

يُعد استخدام طريقة الأوعية المتداخلة مفيدًا جدًا في الأماكن التي لا تحتوي على شبكات كهربائية، وهي أيضًا مفيدة للأشخاص الذين لا يملكون ثلاجات أو يحتاجون إلى مساحات أكبر في منازلهم أو ربما يرغبون في توفير الكهرباء، وهي طريقة أفضل للبيئة، لأنها لا تحتاج إلى أي نوع من أنواع الوقود كالنفط أو الغاز.

يُفضل إبقاء الأواني المبردة في الظل، فالشمس تزيد من حرارتها، ويمكنكم أيضًا وضعها في مناطق ذات تهوية جيدة، لأن الرياح تساعد الماء على التبخر بطريقة أسرع، فيبرد الطعام سريعًا.

تكون الأواني أكثر فاعلية في المناخ الجاف، لأن الماء يتبخر أكثر في الأماكن قليلة الرطوبة، لذلك فإن هذه الأواني تعمل بطريقة أفضل في ولاية أريزونا الأميركية مثلاً أكثر منها في فلوريدا.

السودان من الأماكن المثالية لعمل هذه الأواني حيث منحت مؤسسة (براكتكال آكشن) أواني الزير للكثيرين ممن يحتاجون إلى ثلاجة هناك.

وقال لوماس (يعَد الأمن الغذائي مشكلة كبيرة في دول شمال شرقي أفريقيا، يمكن إطالة حفظ الطعام بالأواني المبرِّدة محلية الصنع نحو 10 أضعاف.

يقول لوماس ضاحكًا: «أخبرني أحدهم أنه صنع ثلجًا من أواني الزير». بالطبع لم يصدق الأمر، لكنه وجد أن الأواني فعالة جدًا.

اعتاد أهالي المناطق ذات المناخ الحار على فساد نصف محاصيلهم في غضون يوم واحد، لذلك لجؤوا إلى صنع الأواني الفخارية المبرِّدة التي تحافظ على خضراواتهم طازجة ثلاثة أسابيع أو أربعة (اعتمادًا على نوع المحصول).

اقرأ أيضًا:

أصبحنا نهدر ضعف كمية الطعام منذ آخر تقييم

كيف يتفاعل الجسم مع الإفراط في تناول الطعام؟

ترجمة: لورا الجندي

تدقيق: منتصر كمال الدين

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر