بدأت المملكة المتحدة حديثًا بتوزيع لقاح فيروس كورونا، وكذلك الولايات المتحدة بعد أيام فقط من إعطاء جرعاتها الأولى للأشخاص الأكثر حاجةً إلى اللقاح.

علق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: «تُعد هذه خطوة علميةً مهمةً للعالم، لأن اللقاحات ستحسم المعركة ضد كوفيد-19، إذ يمنحنا التقدم في اللقاحات نقلةً نوعيةً في مواجهة الوباء، ويمكننا الآن أن نرى النور في نهاية النفق». وقالت صيدلانيّة الأمراض المعدية في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، أستاذ علم الصيدلة ديبرا جوف: «لا يعني الحصول على اللقاح أنه يمكنك استئناف أنشطة الحياة اليومية كما كنت تفعل قبل الجائحة، على الأقل في البداية.

أظن أن الناس يتصورون أنهم سيكونون بأمان فور حصولهم على اللقاح، وأنه يمكنهم أخيرًا إيقاف كل إجراءات الوقاية من فيروس كورونا مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وغيرها، لكن الواقع ليس كذلك».

في الحقيقة سيستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة مدى فعالية اللقاح وقدرته على حماية المحيطين بمن تلقوه، ومن المرجح أن نصل إلى مستوى من مناعة القطيع يسمح لنا جميعًا بالتخلي عن إجراءاتنا الوقائية أو عن كماماتنا على الأقل. تتابع جوف: «يُعد اللقاح الخطوة الأولى لمساعدتنا على العودة إلى الحالة الطبيعية التي كنا عليها قبل كوفيد-19، لكنه ليس نهاية كل شيء».

إليك ما يمكنك فعله وما عليك تجنبه بعد حصولك على لقاح كوفيد-19 - توزيع لقاح فيروس كورونا - أخذ لقاح كورونا - ارتداء الكمامة

إليك ما يمكنك فعله وما عليك تجنبه بعد الحصول على اللقاح:

  •  يمكنك البدء بوضع خطط مؤقتة للمستقبل

توقع الخبراء أن تبدأ جوانب الحياة ما قبل كوفيد-19 بالعودة في ربيع 2021، وأن نكون أقرب إلى الوضع الطبيعي القديم بحلول نهاية العام، فور حصولك على اللقاح يمكنك أن تكون أكثر ثقةً بأنك ستعايش هذا التحول.

يعني ذلك أن التخطيط لقضاء عطلة قصيرة في مايو مثلًا، قد يكون أسهل بكثير مقارنةً بالتخطيط للعطلة نفسها في مايو الماضي، وقد يشبه التخطيط لعيد الشكر عام 2021 الاحتفال عام 2019 أكثر مما يشبه اليوم نفسه من عام 2020.

يُعد التخطيط لاستضافة حدث يتضمن احتكاك الناس معًا في مكان مغلق من دون كمامات أمرًا صعبًا، إذ يعتمد ذلك على مدى حرص الأشخاص على البقاء في المنزل خلال طرح اللقاح، وعدد الأشخاص المستعدين للحصول عليه فور تمكنهم من ذلك.

قال الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية، إننا سنحتاج إلى تلقيح 75-85% من الأمريكيين للتغلب على الفيروس، واتفق فوسي وبيل غيتس على أن الحياة لن تكون طبيعية 100% حتى يصل العالم كله إلى هذا المستوى من مناعة القطيع. قال بيل غيتس: «ما دام المرض موجودًا في مكان ما من العالم فلا أظن أنه يمكننا أن نعود لإقامة أحداث رياضية كبيرة أو أن نعيد فتح الحانات، لأن خطر عودة انتشار العدوى سيلوح في الأفق كما حصل في أستراليا وكوريا الجنوبية، وما دام المرض موجودًا فإن عودتنا إلى الحياة الطبيعية ليست أمرًا مؤكدًا».

لا يمكنك التوقف عن الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، فلا نعرف حتى الآن هل يحمي اللقاح الناس من الإصابة بأعراض المرض ليصبحوا ناشرين صامتين للفيروس؟ حاليًا، نعرف فقط أن لقاحات فايزر ومودرنا تحمي الناس من الإصابة بكوفيد-19 حمايةً ملحوظة.

قالت جوف: «من أجل إخوتك في الإنسانية، يجب عليك الاستمرار بارتداء الكمامة وأن تحافظ على التباعد المكاني». يوجد سبب آخر يدفعنا للاستمرار بتطبيق الإجراءات الوقائية، إذ يستغرق اللقاح 10 – 12 يومًا بعد الحصول على الجرعة الأولى ليصبح فعالًا ضد فيروس كورونا بنسبة 52% فقط، ولا يصل اللقاح إلى فعاليته الكاملة -نحو 95%- إلا بعد الجرعة الثانية، التي تُعطَى بعد 3 – 4 أسابيع. لذا فإن الانتقال مباشرةً من مشهد الجرعة الأولى لكوفيد-19 إلى مشهد ارتياد الحانة المجاورة هو فكرة سيئة.

لا تُعد اللقاحات فعالةً بنسبة 100%، لذلك تبقى فرصة ضئيلة للإصابة بكوفيد-19 حتى بعد تلقي جرعتي اللقاح، تعلق جوف: «لذلك لا تستبعد إصابتك بالمرض بعد تلقي اللقاح».

  •  يمكنك الاعتناء بصديق أو شخص عزيز عليك إذا كان مصابًا بكوفيد-19

يعتني العاملون في مجال الرعاية الصحية بمرضى كوفيد-19، ما يعطيهم الأولوية للحصول على اللقاح الذي يحميهم ليتمكنوا من أداء عملهم.

إذا كنت أيضًا ممن حصلوا على اللقاح ولديك شخص مصاب بالمرض في منزلك فيمكنك أن تمده بالطعام والشراب وأن تقيس درجة حرارته، وتستطيع حتى أن تجالسه، فعندما تتلقى اللقاح ضد الفيروس ستكون فرصة إصابتك بالعدوى ضئيلةً جدًا، خاصةً إذا واظبت على ارتداء الكمامة وغسل يديك باستمرار كما يفعل العاملون في مجال الرعاية الصحية.

  •  لا يمكنك البدء بالاختلاط والتجمع في الحانات

حاليًا، لم يزل التجمع مع الغرباء نشاطًا محفوفًا بالمخاطر وإن حصلت على اللقاح، فمن الممكن جدًّا أن تنقل الفيروس من دون أن تعلم إلى الآخرين الذين لم يحصلوا على اللقاح، لكن ستصبح هذه الأحداث أقل خطورةً إذا ثبت أن اللقاح يحمي من انتقال العدوى -وهو أمر يدرسه الباحثون الآن- فكلما لقحنا المزيد من الناس، تمكنا من معرفة ذلك أسرع. قالت جوف: «سنعرف الكثير في الفترة القادمة، وسيمثل كل يوم تجربةً تعليميةً جديدة. لم نعبر خط النهاية بعد، لكننا اقتربنا».

في الوقت نفسه، ما زال الشرب وتناول الطعام في الأماكن المغلقة من دون الكمامات أمرًا خطيرًا، فقد ينتقل الفيروس عبر الرذاذ الجوي الخفيف، وقد يسبح وقتًا طويلًا في الأماكن سيئة التهوية، ولا تقتصر إمكانية انتقاله على قطرات الجهاز التنفسي. لذلك حتى لو تلقيت اللقاح ضد الفيروس، وحتى لو تلقاه معظم الناس، فإن هذه الظروف قد تسبب حالات انتشار كبير للفيروس.

  •  يمكنك أن تبدأ الشعور بالراحة

فور تلقيك أنت ومن حولك جرعتي اللقاح، وبعد مرور الفترة التي يُظَن أن اللقاح يستغرقها ليصل إلى فعاليته الكاملة وهي أسبوع إلى أسبوعين (مع أن هذا الإطار الزمني قابل للتغير)، لن تضطر عندها إلى إرهاق عقلك بالتفكير حول قرارك بقبول دعوة ما مثلًا، أو الاهتمام بالمخالطة.

من المحتمل أن يتراجع استخدام الكمامات، مع أن جوف تتوقع أن الوباء جعل الكمامات أكثر قبولًا اجتماعيًا في الولايات المتحدة بين من يعانون نقص المناعة أو المعرضين للأمراض الفيروسية، ومن ثم يمكنهم مواصلة ارتدائها.

اقرأ أيضًا:

ما الآثار الجانبية المحتملة للقاحات كورونا؟

تجارب لقاح فيروس كورونا لن تعطينا أجوبة قاطعة عن أكبر أسئلتنا.. وهذا هو السبب

ترجمة: محمد أحمد بصل

تدقيق: راما الهريسي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر