الزهري البصري هو مرضٌ حديثٌ نادرٌ ينتقل عبر الاتصال الجنسي، يسبب هذا المرض العمى في حالة إهماله وعدم معالجته بسرعةٍ قصوى، وغياب الوعي عنه يسبب شيوع أضراره.

عندما أُبلِغت الأجيال المراهقة أن (يكفوا وإلّا سيصابون بالعمى) كانت الإشارة في هذا التحذير إلى استخدام الوسائل الآمنة للحصول على المتعة الجنسية، لأن غير ذلك من الاتصال الجنسي غير الآمن قد يسبب فقدان البصر.

يحدث هذا المرض عندما تصيب العين البكتيريا المسببة للزهري، والتي تسمى بـ (البكتيريا اللولبية الشاحبة – Treponema pallidum) مسببةً بذلك التهاب نسيجٍ أو أكثر من أنسجة العين.

وبظهور المضادات الحيوية اختفت جميع أشكال الزهري من العالم لتصبح تاريخًا، فلم يحسب لها الأطباء بعد ذلك حسابًا.

ولكنها عادت الآن في مناطقٍ مختلفةٍ من العالم، فقد أجرت الأستاذة الجامعية جاستين سيمث دراسةً في جامعة فليندرز على 127 حالةٍ في البرازيل، لمعرفة سبب عودة انتشار هذا المرض مرةً أخرى.

وفي التقارير العلمية، لاحظت سميث أن 68% من العينة المشتركة في الدراسة أصيبت بعدوى في كلا العينين، وفي معظم الحالات أثرت البكتيريا على الشبكية مسببةً تشوش الرؤية و (العوامات البصرية – Floaters) – أي وجود بعض الأشياء العائمة في مجال الرؤية – كما سببت الالتهابات واحمرار العين عند تأثيرها على الجزء الأمامي من العين، وبالرغم من حدوث الأعراض فإنّ نصف العينة تأثرت للغاية لدرجة أنّها لم تأمن من المخاطر.

وفي دراسة أخرى، اختبر المشاركون لمعرفة فيما إذا كانوا مصابين بـ (فيروس نقص المناعة المكتسبة – HIV)، إذ تقول سميث أن الإصابة بهذا الفيروس تسبب زيادة احتمالية العدوى بأنواع الزهري وعلى وجه الخصوص بالزهري البصري.

وبالرغم أن العلاقة بينهما ليست مفهومةً بشكلٍ كاملٍ، إلّا أنّ سميث تقول بإنّ فيروس نقص المناعة المكتسبة يؤثر على جهاز المناعة وكذلك تؤثر الأدوية عليها، ما يزيد من إمكانية التعرض للعدوى.

وفي هذه الأُثناء، يقل استخدام الناس للواقيات نظرًا لفقدانهم الخوف من الإيدز، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض المنتقلة عبر الجنس، وعلى عكس مرض السيلان – الذي زاد بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية – قالت سميث أن البنسيلين لازال فعالًا ضد الزهري، وهناك العديد من المضادات الحيوية الأخرى لهؤلاء الذين لديهم حساسية منه.

تكمن المشكلة في غياب الأعراض الواضحة للمرض، ما يخفي المرض عن الإدراك حتى يتقدم.

وزاد الأمر سوءًا غياب الزهري البصري عن الساحة ما جعل الأطباء ينسونه لفترةٍ من الزمن، هذا الوضع كارثي لأنّ العلاج السريع لهذه الحالات رُبَّما يعكس أعراض المرض ويعيد البصر للمريض حتى ولو جزئيًا، وفي ذلك تقول سميث: «عندما تترك الأعراض البصرية بلا علاج أو عندما تعالج متأخرةً، يحدث الضرر للأجزاء الداخلية من العين ورُبّما سيكون الضرر دائمًا».


  • ترجمة: محمد إيهاب.
  • تدقيق: رند عصام.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر