طور الباحثون روبوت ليّن قادر على المشي والقفز والسباحة، باستخدام أرجل تشبه الدمى الهوائية المتموجة القابلة للنفخ، التي تُستخدم عادةً لجذب انتباه الزبائن على جوانب الطرق.

تعمل هذه الآلة بواسطة تيار مستمر من الهواء فقط، ومع ذلك تتحرك بسرعة مدهشة، وتستطيع أيضًا تجنّب العقبات. كل ذلك دون الحاجة لاستخدام أي حاسوب أو برمجيات أو حساسات. يجعل تيار الهواء المستمر الأرجل اللينة والأنبوبية تهتز، إذ تتمايل كل رجل عشوائيًا بينما تنتقل الانثناءات عبرها، مثلما يفعل راقصو الهواء، ولكن عندما تُوصل الأرجل ببعضها البعض يحدث أمر غير متوقع.

يقول ألفريدو كوموريتو، طالب الدكتوراه في مجموعة الروبوتات اللينة في معهد AMOLF في هولندا، وهو معهد أكاديمي متخصص في الفيزياء الأساسية ذات الأهمية الاجتماعية الكبيرة: «فجأة، ينشأ النظام من الفوضى. دون الاعتماد على أي كود أو تعليمات مسبقة، الأرجل ببساطة تتناغم تلقائيًا، ومن ثم ينطلق الروبوت».

يستطيع هذا الروبوت أن يتحرك بسرعة تصل إلى 30 ضعف من طول جسمه في الثانية، وهو أسرع بكثير مقارنةً بالروبوتات الأخرى التي تعمل بالهواء.

تناغم حركة الأرجل يسمح له أيضًا بالتكيف مع العقبات في طريقه، إذ يُعيد توجيه نفسه لتجاوزها، وعند الانتقال من بيئة إلى أخرى، مثل الانتقال من اليابسة إلى الماء، يتغير نمط حركته تلقائيًا من قفز متزامن إلى سباحة حرة.

يقول مانوس شومكر، الباحث المشارك وطالب الدكتوراه في مجموعة الروبوتات اللينة، عن هذا الروبوت:

«في علم الأحياء، نجد العديد من الأمثلة على هذا النوع من الذكاء اللامركزي، مثل نجوم البحر التي تنسّق حركة المئات من أقدامها الأنبوبية باستجابات محلية وحركة الجسم ككل، دون الحاجة إلى دماغ مركزي».

يتحدى هذا البحث الفكرة التقليدية التي تفترض أن الروبوتات تحتاج إلى أنظمة تحكم معقدة لتظهر سلوكًا شبيهًا بالكائنات الحية.

يقول الباحث الرئيسي في الدراسة، الأستاذ المشارك باس أوفرفيلد من معهد AMOLF:

«الأشياء البسيطة مثل الأنابيب، قد تنتج سلوكًا معقدًا وفعالًا، بشرط أن نفهم كيف نستغل الفيزياء الكامنة وراءها».

في الواقع، يفضّل أوفرفيلد ألا يُطلق على هذه الآلة اسم «روبوت» على الإطلاق. إذ يقول:

«رغم أنها لا تملك دماغًا أو حاسوبًا، إلا أن تصميمها البسيط والفعّال يمنحها قدرات تفوق العديد من الروبوتات الحديثة، وتمنحها سلوكًا شبيهًا بكائن حي».

يأمل فريقه أن يلهم هذا الابتكار طرقًا جديدة للتفكير في تصميم الروبوتات، عبر أنظمة أبسط وأكثر قدرة على التكيف والمتانة، تعتمد على الفيزياء بدل الحوسبة والذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا:

روبوت يهاجم امرأة مسنة.. هل نحن في خطر؟

رجل مشلول يتحكم بيد روبوتية باستخدام عقله

ترجمة: أمير المريمي

تدقيق: يامن صالح

مراجعة: ميرڤت الضاهر

المصدر