عند جريان الدم في الأوعية الدموية إلى جميع أنحاء الجسم، فإن القوة التي يطبقها الدم على جدران الشرايين تُعرف بضغط الدم.

جزءًا من فحص العلامات الحيوية الروتيني، يقيس الطبيب ضغط دم المريض. ويظهر بعد القياس قيمتان لضغط الدم: الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي.

عندما ترتفع القيمتان فوق المعدل الطبيعي، فإن الشخص يعاني ارتفاع ضغط الدم، أما عندما تكون قيمة الضغط الانقباضي فقط مرتفعة، تُعرف الحالة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول.

تُشخص حالة ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول عندما تزيد قيمة ضغط الدم الانقباضي على 130 ملم زئبق، وتكون قيمة ضغط الدم الانبساطي أقل من 90 ملم زئبق، أي ضمن الحد الطبيعي.

يحدث ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول غالبًا عند كبار السن، إذ يعاني نحو 30% ممن تزيد أعمارهم على 60 عامًا هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم.

نحو 6% ممن تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عامًا، و1.8% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا، يتعايشون مع هذه الحالة من ارتفاع ضغط الدم.

قد يُصاب البالغون الأصغر سنًا أيضًا بارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول، لكن بنسبة أقل شيوعًا من كبار السن، لكنهم بالمقابل أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة.

ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول حالة مُقلقة تجب معالجتها، إذ قد تسبب مضاعفات خطيرة.

ما أعراض ارتفاع الضغط الانقباضي المعزول؟

ارتفاع ضغط الدم، متضمنًا ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول، قد يكون حالة غير مصحوبة بأعراض في كثير من الحالات.

الطريقة الوحيدة لتشخيص المريض بارتفاع ضغط الدم هي قياس ضغط الدم لديه.

الأعراض التي قد يسببها ارتفاع ضغط الدم:

التعرق، وضعف العضلات، وترقق الجلد، والشخير بصوت عال، والاكتئاب، الارتعاش.

قد يسبب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول أذية للأعضاء، فتظهر أعراض مثل الغثيان، وضيق التنفس، والصداع، والتشوش، واضطرابات الرؤية.

الأسباب وعوامل الخطر

تتشابه أسباب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول مع أسباب ارتفاع ضغط الدم العادي، وتشمل:

  •  اتباع نظام غذائي يتضمن مستويات عالية من الملح والأطعمة المصنعة، ومستويات منخفضة من البوتاسيوم.
  •  التدخين.
  •  الخمول وقلة النشاط البدني.
  •  البدانة.
  •  فرط استهلاك الكحول.
  • العوامل الوراثية.
  •  وجود تاريخ عائلي من الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض القلب أو الكلى.
  •  التقدم في العمر.

قد يحدث ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول نتيجةً ثانوية لوجود مرض آخر، مثل:

  •  مرض الكلى المزمن.
  •  مرض السكري.
  •  فقر الدم.
  •  داء باجيت في العظام.
  •  تضيق الشريان الكلوي.
  •  قصور الأبهر، وهو حالة تصيب صمامات القلب.
  •  قصور الغدة الدرقية.
  •  أمراض الأوعية الدموية المحيطية، التي تعيق تدفق الدم نتيجة تضيق الأوعية أو انسدادها.
  •  الناسور الشرياني الوريدي، وهو اتصال غير طبيعي بين الشريان والوريد.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول

عام 2017، غيرت جمعية القلب الأمريكية تصنيف ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول من أي قياس يزيد عن 140 ملم زئبق إلى أي قياس يزيد عن 130 ملم زئبق.

قراءة واحدة أو عدة قراءات متفرقة أعلى من 130 ملم زئبق لا تدعو للقلق. يشخص الطبيب ارتفاع ضغط الدم إذا كان ضغط الدم الانقباضي للمريض باستمرار أعلى من 130 ملم زئبق.

مع ذلك ما زال بعضهم يستخدم المعيار القديم البالغ 140 ملم زئبق للضغط الانقباضي لتشخيص ارتفاع ضغط الدم. في مثل هذه الحالات يعمل الطبيب على خفض ضغط الدم، وإن لم يشخص الحالة.

علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول

يتضمن علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول مزيجًا من تعديلات نمط الحياة والتدخلات الطبية.

أهم الخطوات التي قد يتخذها الشخص لعلاج ارتفاع ضغط الدم، تشمل:

  •  الحد من تناول الكحول، بالالتزام بالحدود الموصى بها، وهي مشروب واحد يوميًا للأنثى واثنان للذكر.
  •  تناول الصوديوم بكميات أقل من 1.5 جرام يوميًا.
  •  ممارسة الرياضة بانتظام.
  •  قياس ضغط الدم بانتظام.
  •  تجنب الضغط النفسي.
  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  الحفاظ على وزن معتدل.
  •  قد يساعد اتباع نظام داش الغذائي (نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة) على خفض ضغط الدم والمحافظة على صحة القلب.

قد يصف الطبيب أدوية مثل:

  •  مدرات البول.
  •  مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  •  حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2.
  •  حاصرات قنوات الكالسيوم.

يجب على المريض مراجعة الطبيب إذا كان العلاج غير مُجدٍ، أو واصل ضغط الدم الارتفاع.

التوقعات:

في غضون 8-10 سنوات، 30% من المصابين بارتفاع ضغط الدم الخفيف إلى المتوسط هم عُرضة للإصابة بمرض تصلب الشرايين، وهو تراكم الدهون والكوليسترول على جدر الشرايين. وقد يحدث تلف في الأعضاء عند 50% من الأشخاص.

حال ترك مرضى ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول دون علاج، يصبح المريض معرضًا للحالات الآتية:

  •  قصور القلب.
  •  الإصابة بذبحة قلبية أو سكتة دماغية.
  •  الإصابة بأم الدم.
  •  الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
  •  ضعف الانتصاب.
  •  اضطرابات في الرؤية، مثل اعتلال الشبكية.

خاتمة

ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول هو نوع من ارتفاع ضغط الدم. مع أنه أكثر شيوعًا بين كبار السن، فقد يصيب البالغين الأصغر سنًا أيضًا، وقد يزيد من خطر إصابة الشباب بأمراض القلب أو الوفاة. لا تُظهر الحالة أعراضًا في كثير من الحالات.

يشمل العلاج عادةً مراقبة ضغط الدم والأدوية وتغيير نمط الحياة. يجب على المريض مراجعة الطبيب إن لم يكن العلاج مُجديًا.

اقرأ أيضًا:

كيف تساهم قلة النوم في ارتفاع ضغط الدم؟

على النساء الحذر من ارتفاع ضغط الدم الناجم عن العزلة الاجتماعية

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر