من الطبيعي أن ينخفض ضغط الدم في أثناء النوم وهذا أمرٌ مهم جدًا لصحة القلب. يحتاج البالغون الحصول على 7-9 ساعات من النوم يوميًا ليكونوا بصحة جيدة، ولكن يبقى الكلام أسهل من التطبيق، إذ إن أكثر من 70 مليون شخص أمريكي يعانون قلة النوم. يمثل عدد الأمريكيين الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم 75 مليون شخص.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني 1.28 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا ارتفاع ضغط الدم، منهم 700 مليون شخص لا يتلقون العلاج؛ ما يشير إلى أن الرقم العالمي هذا أكثر ارتفاعًا.

كلما عرفنا أكثر عن دور النوم في صحة القلب والأوعية الدموية أدركنا أن الارتباط الكبير بين الحرمان من النوم وارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة ليست مصادفة.

سُئل طبيب القلب أشيش ساراجو، لماذا تؤثر نوعية النوم وكميته في ضغط الدم؟ وماذا نستطيع فعله حيال ذلك؟

نحن نعلم أننا بحاجة إلى النوم للبقاء على قيد الحياة، وأن عدم الحصول على ما يكفي منه قد يضر براحتنا وصحتنا، فأحد الأشياء العديدة المحبطة هو مدى محدودية فهمنا لأهمية النوم، إذ يُعد جزءًا لا يتجزأ من صحة القلب.

في الواقع، أدركت جمعية القلب الأمريكية مؤخرًا أهمية النوم الصحي بإضافته إلى قائمة الأشياء الثمانية الأساسية في الحياة لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والحفاظ عليها.

يقول الدكتور ساراجو: «هناك مجموعة من الدراسات تشير إلى أن قصر مدة النوم وجودته السيئة يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بضعف تنظيم ضغط الدم».

بمعنى آخر، يُعد الحرمان من النوم أحد عوامل الخطر العديدة التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى وجود بعض العوامل الأخرى المؤثرة، مثل: العمر والحمية وممارسة الرياضة، والتدخين وتاريخ العائلة.

الانخفاض الليلي

يسمح النوم بحصول ما يسمى الانخفاض الليلي؛ أي انخفاض ضغط الدم ليلًا كما وصفه الطبيب ساراجو.

أضاف: «عندما ننام، فإن ضغط الدم ينخفض بنسبة 10٪، ويظن الباحثون أن ذلك يتعلق بالساعة البيولوجية للشخص، وهذا منطقي؛ لأننا نجهد قلبنا أكثر عندما نكون مستيقظين».

إذا لم ننم جيدًا ولفترة كافية لن يحدث هذا الانخفاض؛ ما يزيد خطورة ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ما مدى تأثير قلة النوم في ضغط الدم ؟

يختلف تأثير قلة النوم في صحة القلب من شخص لآخر، بناء على مجموعة واسعة من العوامل، بما في ذلك النوم السيئ.

يقول الطبيب ساراجو: «إذا عانى شخص ما ارتفاع ضغط دم يصعب ضبطه، فإن أحد الأشياء التي نبحث عنها هو ما إذا كان يعاني اضطرابات في النوم مثل انقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم».

يضيف: «في هذه الحالات، نشجع مرضانا على التفكير في دراسة تخطيط النوم للحصول على التشخيص ووصف العلاج المناسب، مثل جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP).

قال الطبيب ساراجو: «أحيانًا، قد يؤدي اضطراب النوم بسبب الأرق أو انقطاع النفس إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم، وعلاج هذه الاضطرابات قد يؤدي إلى خفض ضغط الدم مباشرة».

كيف نحصل على نوم أفضل؟

ليس بالضرورة، أن كل شخص لديه ارتفاع ضغط الدم يعاني اضطرابات في النوم، إذ يعد الأرق أحد الآثار الجانبية اليومية لكثير من الأشخاص، وهو أمر يصعب التحكم به.

مثلًا، قد يكون لدى الشخص طفل جديد في المنزل يوقظه كل ساعة، أو بسبب الذهاب إلى الحمّام بكثرة، أو كان الشخص يعمل ليلًا، أو يعاني ألمًا مزمنًا.

يقول الطبيب ساراجو: «إن الحصول على نوم جيد يعتمد على عديد من العوامل الخارجية، التي قد يكون بعضها خارج سيطرة المريض».

يركز الطبيب على زيادة الوعي، فهو يدرك أن إخبار الناس بالحصول على مزيد من النوم وحده لا يفي بالغرض، بل سيؤدي إلى نتائج عكسية.

يركز الطبيب ساراجو اهتمامه على تحسين نوعية النوم ومساعدة مرضاه على إجراء تغييرات طفيفة قد تفيدهم في زيادة جودة النوم.

من الطرائق التي نستطيع عبرها الحصول على جودة نوم أفضل:

  •  الالتزام بمواعيد محددة للنوم والاستيقاظ حتى في أيام العطلة.
  •  ممارسة الرياضة في وقت باكر من اليوم.
  •  استخدام السرير للنوم وممارسة الجنس حصرًا، واتخاذ مكان آخر للقراءة والعمل وتناول الطعام.
  •  إزالة مصادر الضوء مثل أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وحتى أضواء الليل من غرفة النوم.
  •  تجنب الأكل والشرب آخر ثلاث ساعات قبل النوم.
  •  الابتعاد عن الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي وأي ضغوطات أخرى غير ضرورية.
  •  استخدام الستائر أو قناع النوم لتقليل التعرض للضوء.
  •  وضع الأجهزة الإلكترونية التي ينبعث منها الضوء الأزرق عند غروب الشمس أو تغيير الإعدادات إلى الوضع المظلم.
  •  تجنب الكحول والكافيين قبل النوم.
  •  التعلم والبدء باتخاذ خطوات الابتعاد عن المماطلة من النوم.

قد لا يكون الشخص قادرًا على القيام بكل هذه الأشياء مرة واحدة، ولكن حتى الخطوات الصغيرة تكون فعّالة، ويجب التذكر دائمًا أنه عندما يتعلق الأمر بصحة القلب فالأمر يستحق القيام به.

اقرأ أيضًا:

هل يمكن تعويض ساعات النوم المفقودة؟

النوم السيئ ربما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالغلوكوما

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: يوسف صلاح صابوني

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر