استئصال المثانة هو استئصال كامل أو جزئي للمثانة البولية. عادةً يقترح الجراحون استئصال المثانة لعلاج حالات سرطان المثانة. حال إزالة المثانة بأكملها، ينشئ الجراحون طريقًا جديدًا لخروج البول من الجسم. تشمل المخاطر اللاحقة لعملية استئصال المثانة النزيف والإصابة بالالتهابات وبعض الآثار الجانبية المتعلقة بالعملية الجنسية. قد تستغرق فترة الشفاء عدة أسابيع إلى عدة أشهر.

ما استئصال المثانة؟

استئصال المثانة هو إجراء جراحي تُزال خلاله المثانة البولية جزئيًا أو كليًا، وهي العضو الذي يقع تحت الكُلى فوق مجرى البول لدى البشر، وتحتفظ بالبول قبل خروجه من الجسم.

عادةً، يُجري الجراحون استئصال المثانة لعلاج سرطان المثانة. وقد يُجرى استئصال المثانة لعلاج الحالات الحميدة «غير السرطانية» المؤثرة في المثانة والجهاز البولي. يُسمى استئصال المثانة أيضًا جراحة إزالة المثانة.

هل يُعد استئصال المثانة عملية جراحية كبرى؟

نعم، يُعد استئصال المثانة عملية جراحية كبرى، إذ تُزال المثانة البولية للمريض جزئيًا أو كليًا.

هل يمكن العيش من دون مثانة؟

نعم، بوسع الشخص العيش من دون مثانة، لكن سيحتاج إلى مكان تخزين جديد لاحتجاز البول الذي تنتجه الكلية. عند إزالة المثانة بأكملها، سيكون المريض بحاجة إلى فترة زمنية ليتأقلم مع الوضع الجديد.

لماذا يُجرى استئصال المثانة؟

يُجري الجراحون عادةً استئصال المثانة لعلاج سرطان المثانة. قد يُجرى أيضًا لعلاج حالات خَلْقية «حالات يولد المريض بها» أو حالات أخرى مؤثرة في الجهاز البولي.

تفاصيل الإجراء: ماذا يحدث قبل إجراء استئصال المثانة؟

قبل إجراء استئصال المثانة، يقابل الأطباء المريض وتُجرى الفحوصات وتُقيم المؤشرات الحيوية «الحرارة والنبض وضغط الدم». وتناقش الطريقة الجراحية التي ستُزال المثانة بها. قد يُزال جزء من المثانة «استئصال جزئي للمثانة» أو تزال بأكملها «استئصال كلي للمثانة».

1- استئصال جزئي للمثانة:

يُزيل الجراح جزءًا فقط من المثانة. إذا أُجري الاستئصال الجزئي علاجًا للسرطان، فعادةً ما يُزيل أيضًا العقد اللمفاوية القريبة للتحقق من انتشار السرطان خارج المثانة. العقد اللمفاوية هي تجمعات صغيرة من الأنسجة تصفي سائل اللمف في الجسم وتنتج خلايا جهاز المناعة.

2- استئصال مبسط للمثانة:

يُزيل الجراح المثانة البولية، لكنه لا يُزيل أيًا من البنى المحيطة بها. تعالج هذه الطريقة الحالات البولية الحميدة مثل التهاب المثانة الإشعاعي، والفتق البولي، والتهاب المثانة البيني الشديد.

3- استئصال كلي للمثانة:

يُزيل الجراح المثانة البولية بأكملها والعقد اللمفاوية القريبة. لدى الذكور، تُقطَع قناة الدفرينس وتُزال البروستات وكيسات السائل المنوي غالبًا. لدى الإناث، يُزال عادةً الرحم وقنوات فالوب والمبيضان وعنق الرحم. وقد يُزال جزء من جدار المهبل.

يجب إخبار الطبيب عن أي أدوية تتناول بوصفة طبية أو دونها، وتشمل المكملات العشبية. قد يزيد الأسبرين والأدوية المضادة للالتهاب وبعض المكملات العشبية ومُضادات الجلطة من خطر النزيف. يجب الرجوع إلى الطبيب قبل التوقف عن تناول أي أدوية.

يجب إخبار الطبيب عن أي حالات حساسية، ويشمل ذلك حساسية الأدوية ومنظفات الجلد واللاتكس والطعام.

يقدم الأطباء توجيهات محددة بشأن الطعام والشراب قبل إجراء استئصال المثانة. يجب الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب بعد منتصف الليلة السابقة ليوم الجراحة. إذا تناول المريض أي أدوية فيجب تناولها مع قليل من الماء.

ماذا يحدث في أثناء استئصال المثانة؟

يُجري عملية استئصال المثانة فريق، يتضمن عادةً:

  •  مختص مسالك بولية.
  •  مختص تخدير.
  •  ممرضات.

يخدر مختص التخدير المريض تخديرًا عامًا. سيغيب المريض عن الوعي ولن يشعر بأي ألم في أثناء الإجراء الجراحي. يستأصل مختص الجراحة المثانة باستخدام إحدى طريقتين جراحيتين:

1- الاستئصال المفتوح:

يصل مختص المسالك البولية إلى المثانة والأنسجة المحيطة بها من خلال شق جراحي عمودي واحد طويل، يمتد من منطقة السرة والعظم العاني، بطول نحو 15 – 18 سنتيمترًا، من ثم يدخل يديه المُغطاة بالقفازات إلى تجويف الجسم من خلال الشق لإجراء العملية.

2- الاستئصال الجراحي البسيط «المنظاري أو الروبوتي»:

في الجراحة المنظارية، يُجري المختص 5-6 شقوق صغيرة جدًا في منطقة البطن ليتمكن من إدخال أدوات دقيقة -تتضمن كاميرا- إلى تجويف الجسم. يستخدم المختص هذه الأدوات لإجراء الجراحة. أما الجراحة الروبوتية فتشمل تثبيت الأدوات على روبوت جراحي يتحكم فيه الطبيب مختص المسالك من خلال وحدة تحكم جراحية. يوفر الروبوت الجراحي رؤية ثلاثية الأبعاد وحركات أدق.

بعد إزالة المثانة كليًا أو جزئيًا، يجري المختص جراحة إعادة تشكيل. تُنشئ هذه الجراحة وسيلة جديدة لتخزين البول والتخلص منه. في حالة الاستئصال الكامل، يُعاد تشكيل مسار البول بإحدى الطرق الثلاث التالية، حتى يمكن التخلص من البول الذي ينتجه الجسم:

1- الانفصال المعوي:

يفصل المختص قسمًا قصيرًا من الأمعاء الدقيقة ويصل الحالبين بطرف من الأمعاء الدقيقة، ويصل الطرف الآخر بفتحة في الجلد –الإستومة- عادةً ما تكون قريبة من الجهة اليمنى للسرة، حيث يوضع كيس بلاستيكي لجمع البول.

2- تحويل البول الجلدي المستمر:

ينشئ المختص مكانًا لتخزين البول باستخدام جزء من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة. يتصل الحالبان بطرف واحد بمكان التخزين، ويتصل الطرف الآخر بفتحة في منطقة البطن. يجب تفريغ البول بانتظام من مكان التخزين، بإدخال «قسطرة» في الفتحة. لا حاجة إلى حقيبة إستومة خارج الجسم في هذه الحالة.

3- المثانة الجديدة:

يستخدم المختص قسمًا طويلًا من الأمعاء الدقيقة لإنشاء منطقة لتخزين البول. يتصل الحالبان بطرف واحد من منطقة التخزين والطرف الآخر بمجرى البول. يجب تفريغ منطقة لتخزين بانتظام. يحتاج بعض الأشخاص إلى قسطرة بولية للمساعدة في تصريف البول.

كم تستغرق جراحة استئصال المثانة؟

تستغرق جراحة استئصال المثانة نحو ست ساعات.

ماذا يحدث بعد استئصال المثانة؟

  •  بعد استئصال المثانة، يخيط الطبيب الشقوق الجراحية ويغطيها بضمادات.
  •  يتوقف مختص التخدير عن إعطاء التخدير ليستعيد المريض وعيه خلال دقائق، وإن ظل يشعر بالنعاس.
  •  ثم ينتقل إلى غرفة الانعاش، وينتظر الأطباء حتى يفيق المريض ويراقبون صحته العامة. يعالج الأطباء الآلام بإعطاء أدوية مسكنة للألم.

ما مدة بقاء المريض في المشفى بعد إزالة المثانة؟

يعتمد ذلك على نوع استئصال المثانة. عادةً ما يتطلب الأمر البقاء في المشفى مدة يوم واحد على الأقل بعد جراحة استئصال المثانة باستخدام الجراحة المنظارية أو الجراحة الروبوتية. أما في حالة الجراحة المفتوحة، فتصبح مدة الإقامة في المشفى أطول، إذ قد تمتد إلى أسبوع.

خلال فترة الإقامة في المشفى، يتابع الأطباء تماثل المريض للشفاء ويتحققون من التعافي وعدم وجود مشكلات أو ألم. حال الحاجة إلى حقيبة إستومة، سيخبر الأطباء المريض عن كيفية تثبيتها وتفريغها وتغييرها.

ما الفوائد المرجوة من عملية استئصال المثانة؟

الفائدة الرئيسية لاستئصال المثانة هي معالجة سرطان المثانة أو الحالات غير السرطانية الأخرى المؤثرة في المثانة أو الجهاز البولي.

ما المخاطر أو التعقيدات المرتبطة بجراحة استئصال المثانة؟

مثل أي جراحة كبرى، قد يسبب استئصال المثانة مخاطر، تتضمن:

  •  النزيف.
  •  تكوين الجلطات الدموية.
  •  الالتهابات.
  •  مضاعفات في الأمعاء.
  •  تكوين نسيج ندبي يعيق تدفق البول من الكلى.
  •  أضرار في بعض الأعضاء.
  •  مخاطر ناجمة عن التخدير.
  •  صعوبة التعافي.
  •  تجمع السوائل في مكان الجراحة.

في أثناء التعافي، قد يواجه المريض تراجعًا في الشهية واضطرابات في التبول، ومشكلات هضمية مثل الإمساك أو الإسهال. يؤدي الاستئصال الجزئي إلى أن تصبح المثانة أصغر، لذا يحتاج المريض إلى الذهاب إلى الحمام بشكل أكثر تواترًا، وقد يظهر مخاط في البول. أما في حالة الاستئصال الكلي، فتعتمد كيفية التبول على نوع الجراحة.

بالنسبة إلى بعض الرجال، قد يسبب استئصال المثانة آثارًا جانبية متعلقة بالعملية الجنسية، إذ قد يواجهون صعوبة في الانتصاب أو المحافظة عليه.

قد تواجه النساء أيضًا آثارًا جانبية جنسية. يظل الجماع ممكنًا، ولكن قد تسبب الإزالة الجراحية لجدار المهبل إزعاجًا خلال الجماع. تعاني بعض النساء أضرارًا عصبية، قد تقيد القدرة على الشعور بالإثارة الجنسية وتحقيق النشوة.

ما الوقت الذي يستغرقه التعافي؟

قد يستغرق التعافي الكامل عدة أسابيع إلى أشهر. يعتمد وقت التعافي على نوع الجراحة التي يختارها المريض والطبيب. عادةً تكون فترة التعافي أقصر في حالة الاستئصال الجزئي مقارنةً بالكلي.

التوقعات بعد استئصال المثانة:

بعد عدة أسابيع، يكون المريض قادرًا على العودة إلى العمل أو المدرسة واستئناف الأنشطة البدنية الخفيفة.

بعد التعافي من استئصال المثانة، قد يستغرق الأمر بعض الوقت للتكيف مع التغيرات في الجسم. في حال وضع حقيبة إستومة، قد تساعد النصائح التالية على التكيف:

  •  تفريغ كيس القسطرة البولية قبل أن تصبح نصف ممتلئة لإبقائها مسطحة.
  •  استخدم ماء دافئ وقطعة قماش وصابون خفيف خالٍ من العطور لتنظيف الجلد حول الإستومة.
  •  بعد الاستيقاظ، تغيير كيس الإستومة قبل شرب أي شيء لمنع التنقيط.
  •  بعد تفريغ كيس القسطرة البولية، أضف كيسًا من معطرات الإستومة للمساعدة على التحكم في الروائح.
  •  استخدم مزيل التعرق عند تغيير كيس القسطرة للحد من تهيج الجلد.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

بعد استئصال المثانة، يجب الاتصال بالطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض التالية:

  •  علامات التهاب، منها الحمى والرعشة والبول الداكن.
  •  غثيان وتقيؤ مزمن.
  •  نزيف شديد في مواقع الجراحة.
  •  زيادة حجم الجرح أو تغير لونه وانتفاخه أو حدوث ألم أو ظهور قيح في موضع الجراحة.
  •  تغيير لون الجلد حول الإستومة إلى اللون الأسود أو البني أو الأرجواني الداكن.
  •  ألم زائد لا يمكن تخفيفه بواسطة الأدوية أو المسكنات.
  •  عدم القدرة على التبول أو صعوبة في تصريف البول من مسار التحويل.

اقرأ أيضًا:

كيف يعمل الحقن داخل المثانة لعلاج سرطان المثانة؟

التهاب المثانة الخلالي Interstitial cystitis

ترجمة: سارة دامر

تدقيق: رغد أبو الراغب

المصدر