استسقاء الدماغ أو موه الرأس هو حالة طبية يتراكم فيها السائل الدماغي الشوكي في تجاويف الدماغ (البطينات) بسبب وجود عائق يمنع تصريف السائل بالشكل الصحيح. يؤدي تجمع السائل الدماغي الشوكي في الدماغ إلى ارتفاع الضغط داخل القحف، ما يضغط الأنسجة الدماغية المجاورة. قد يسبب هذا الأمر زيادة حجم الرأس، والاختلاج والأذية الدماغية، ويصبح مميتاً إن تُرك بلا علاج. تتضمن الأعراض الأخرى الصداع، تشوّش الرؤية، المشاكل المعرفية وصعوبات المشي.

يعتمد سير الحالة المرضية على سرعة وضع التشخيص والبدء بالمعالجة، بالإضافة إلى الاضطرابات المسببة.

نشير إلى أن التسمية «موه الدماغ» غير دقيقة، فالدماغ يُحاط بالسائل الدماغي الشوكي وليس الماء، ويلعب السائل الدماغي الشوكي أدوارًا هامة في:

  •  حماية الجهاز العصبي
  •  التخلص من فضلات الجهاز العصبي
  •  تغذية الدماغ

ينتج الدماغ يوميًا ما يقارب نصف لتر من السائل الدماغي الشوكي، ويُمتص السائل القديم عبر الأوعية الدموية. إذا تعطلت عملية إنتاج السائل أو تصريفه يتجمع السائل الدماغي الشوكي ويسبب استسقاء الدماغ.

أنماطه:

استسقاء الدماغ الخلقي:

طفل واحد من أصل خمسمئة طفل يولد مصابًا باستسقاء الدماغ الخلقي في الولايات المتحدة. الأسباب المحتملة تتضمن إصابة الأم بعدوى إنتانية أثناء الحمل، كالجدري والحصبة، أو وجود عيب تطوري عند الجنين كالسنسنة المشقوقة (الشوك المشقوق). استسقاء الدماغ من أكثر العيوب التطورية شيوعًا (أكثر شيوعًا من متلازمة داون أو الصمم).

استسقاء الدماغ المكتسب:

تتطور الحالة بعد الولادة، عادةً بعد حدوث سكتة دماغية أو ورم دماغي أو التهاب في السحايا، وقد تحدث نتيجة إصابة خطيرة على الرأس.

استسقاء الدماغ المتصل:

يحدث هذا النمط عندما يتواجد العائق الذي يحتجز السائل الدماغي الشوكي بعد البطينات، ويسمى المتصل لأن السائل في هذا النمط حر الحركة بين البطينات.

استسقاء الدماغ غير المتصل:

ويدعى أيضًا استسقاء الدماغ الانسدادي ويحدث عند انسداد الاتصالات الرقيقة بين البطينات.

استسقاء الدماغ سويّ الضغط:

يصيب الأشخاص فوق الخمسين عامًا حصرًا. يحدث نتيجة سكتة أو أذية أو عدوى دماغية، أو جراحة أو نزف، وفي كثير من الحالات لا يمكن تحديد العامل المسبب. يقدر وجود 375000 حالة في الولايات المتحدة عند كبار السن.

استسقاء الدماغ التعويضي:

يحدث هذا النمط عقب سكتة دماغية أو أذية دماغية رضية أو وجود داء تنكسي. يتقلص النسيج الدماغي فتصبح البطينات الدماغية أكبر حجمًا.

أعراض استسقاء الدماغ:

استسقاء الدماغ الخلقي: (المتواجد عند الولادة)

  •  صعوبة في التنفس
  •  قد تتصلب عضلات الذراع والساق وتصبح عرضةً للتقلصات
  •  تأخر في مراحل التطور الحركي كالجلوس والزحف
  •  توتر في اليافوخ (وهو البقعة الطرية في مقدمة رأس الوليد) وقد ينتفخ نحو الخارج.
  •  تهيج أو نعاس أو كلاهما
  •  عدم رغبة الطفل بثني رقبته أو تحريك رأسه
  • تغذية سيئة
  •  زيادة في حجم الرأس
  •  تبدو فروة الرأس رقيقةً ولامعةً وقد تظهر الأوردة واضحةً على الفروة.
  •  حدقة العين منخفضة إلى مستوى الجفن السفلي بما يسمى «علامة غروب الشمس»
  •  بكاء عالي النبرة
  •  قد تحدث نوبة صرعية
  •  قد يحدث الإقياء

أعراض استسقاء الدماغ المكتسب بعد الولادة:

  •  سلس معوي نادرًا
  •  تخليط أو عدم توجه أو كلاهما
  •  صداع
  •  تهيج ووسن
  •  فقدان الشهية
  •  الغثيان
  •  تغيرات في الشخصية
  •  مشاكل بصرية كالرؤية المزدوجة أو التشويش
  •  نوبات صرعية
  •  سلس بولي
  •  إقياء
  •  صعوبات في المشي خاصة عند البالغين

أعراض استسقاء الدماغ سوي الضغط:

  • قد تستغرق أعراض وعلامات استسقاء الدماغ سوي الضغط شهورًا وسنينًا كي تتطور.
  •  تغيرات في المشي: يشعر المريض بصعوبة في بدء المشي ويبدو كأنه يجر قدميه على الأرض.
  •  يستجيب للأسئلة ببطء أكثر من المعتاد وتتباطأ استجاباته في المواقف المختلفة. تتباطأ قدرة الفرد على إجراء عمليات التفكير المختلفة.
  •  السلس البولي: ويظهر هذا العرض عادةً بعد ظهور مشاكل المشي.

عوامل الخطورة:

تزيد العوامل التالية من خطر حدوث الحالة.

  •  الخداجة: المولودون قبل تمام الحمل لديهم خطر أعلى لحدوث النزف داخل البطينات الدماغية، الذي يسبب استسقاء الدماغ.
  •  مشاكل خلال فترة الحمل: إصابة الجنين بعدوى ضمن الرحم ترفع خطر حدوث استسقاء الدماغ عند المولود.
  •  مشاكل تطورية عند الجنين: كالانغلاق غير التام للعمود الفقري.

الحالات الأخرى التي ترفع احتمال الإصابة:

  •  آفات وأورام العمود الفقري والدماغ
  •  إنتانات الجهاز العصبي
  •  النزف الدماغي
  •  إصابات الرأس الشديدة

أسباب استسقاء الدماغ:

يحدث استسقاء الدماغ عندما يتجمع السائل الدماغي الشوكي في الدماغ، أي عند تراكم الفائض منه ضمن البطينات الدماغية.

هناك أكثر من مئة سبب لحدوث استسقاء الدماغ، الأسباب الرئيسة هي:

  •  إنتاج زائد للسائل الدماغي الشوكي
  •  انسداد أحد البطينات الدماغية أو تضيقه ما يمنع أو يحد من خروج السائل الدماغي الشوكي من الدماغ
  •  مشكلة في تصفية السائل إلى المجرى الدموي

أسباب استسقاء الدماغ الخلقي: (المتواجد عند الولادة)

يولد الطفل مع انسداد في المسال الدماغي، وهو ممر طويل في الدماغ المتوسط يصل بين بطينين كبيرين، ويعد هذا السبب الأشيع.

تنتج الضفيرة المشيمية كمية فائضة من السائل الدماغي الشوكي.

تؤثر المشاكل الصحية التي يتعرض لها الجنين على نمو الدماغ، على سبيل المثال يشيع حدوث استسقاء الدماغ عند المولودين المصابين بالسنسنة المشقوقة.

العدوى الإنتانية خلال الحمل قد تؤثر على نمو الدماغ، من الأمثلة:

  •  الفيروس المضخم للخلايا
  •  فيروس الحصبة الألمانية
  •  فيروس النكاف
  •  الداء الإفرنجي (السيفلس)
  •  داء المصورات

أسباب استسقاء الدماغ المكتسب:

تتطور الحالة بعد الولادة وتنتج عن إصابة أو مرض يسبب انسدادًا بين البطينات.

الأسباب المحتملة:

  •  النزف الدماغي
  •  الآفات الدماغية: الأذية والأمراض الدماغية، وأسبابها مختلفة كالإصابات والإنتانات والتعرض لبعض المواد الكيميائية أو المشاكل المناعية.
  •  أورام الدماغ بنوعيها السليم والخبيث.
  •  التهاب السحايا: التهاب أغشية الدماغ أو النخاع الشوكي.
  •  السكتة الدماغية: يؤدي وجود خثرة دموية، أو شريان أو وعاء دموي ممزق إلى إعاقة وصول الدم إلى منطقة معينة من الدماغ.

أسباب استسقاء الدماغ سوي الضغط:

تصيب هذه الحالة الأشخاص فوق الخمسين. لا يُعرف السبب في معظم الحالات، إلا أنها تتطور أحيانًا بعد سكتة، إنتان أو إصابة دماغية.

وتوجد نظريتان لتفسير الحالة:

  •  لا تتم تصفية السائل الدماغي الشوكي عبر المجرى الدموي، ونتيجة لذلك يُنتج الدماغ كمية أقل من السائل الجديد. يرتفع الضغط بشكل تدريجي خلال فترة طويلة من الزمن مؤديًا إلى أذية دماغية تدريجية.
  •  يؤثر سبب مستبطن كأمراض القلب أو ارتفاع كوليسترول الدم أو الداء السكري على التدفق الطبيعي للدم في الدماغ مؤديًا إلى حدوث تلين في الأنسجة الدماغية، هذه الأنسجة المتلينة تؤدي إلى ارتفاع الضغط.

تشخيص استسقاء الدماغ:

الرُّضع والأطفال الصغار:

النمط الخلقي:

قد يتم كشف الحالة عند إجراء المسح الروتيني باستخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) قبل الولادة.

بعد الولادة يُقاس حجم رأس الوليد بشكل منتظم، أي شذوذ في قياسات الرأس يستدعي إجراء فحوصات إضافية.

إن أظهر الفحص بالإيكو أي شذوذ يُطلب حينها إجراء فحوص إضافية كالتصوير بالمرنان أو التصوير المقطعي المحوسب والذي يقدم تفاصيل إضافية تساعد في التشخيص.

الشكل المكتسب:

الذي يحدث بعد الولادة.

إن ظهرت علامات أو أعراض استسقاء الدماغ عند الطفل أو البالغ، يقوم الطبيب بإجراء ما يلي:

  •  التحقق من التاريخ المرضي للمريض
  •  الفحوص الفيزيائية والعصبية
  •  التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير المرنان

استسقاء الدماغ سوي الضغط:

تشخيص هذه الحالة أكثر صعوبة فالأعراض مخاتلة ولا تظهر بشكل صريح.

العلاج:

معالجة النمط الخلقي والنمط المكتسب:

كلا النمطين يتطلب معالجة فورية تهدف إلى إنقاص الضغط على الدماغ. توجد مخاطر لحدوث أذية في جذع الدماغ الذي ينظم الوظائف الحيوية الأساسية كالتنفس وضربات القلب.

التحويلة: إجراء جراحي يتم من خلاله إدخال قثطرة (أنبوب ذي صمام) في الدماغ، وظيفتها تسهيل تصريف السائل من الأجواف الدماغية إلى أجزاء أخرى من الجسم كالبطن أو الصدر أو إلى أحد أجواف القلب، وعادة تكون إجراءً كافيًا ولا نحتاج بعدها أية معالجة إضافية.

عادةً يحتاج المرضى لهذه التحويلة مدى الحياة. عندما توضع التحويلة لطفل، لا بد من إجراء تدخلات جراحية إضافية لتعديلها بما يناسب نموه.

فغر البطين: تُجرى فتحة في قاع البطين تسمح للسائل الفائض بالمرور نحو قاعدة الدماغ، حيث يحدث امتصاص طبيعي للسائل في قاعدة الدماغ.

تُجرى هذه العملية عادةً عندما يوجد انسداد يعيق جريان السائل بين البطينات.

علاج استسقاء الدماغ سوي الضغط: يمكن استخدام التحويلة لكنها لا تلائم بعض المرضى.

إجراءات تهدف إلى التحقق من ملاءمة العلاج بالتحويلة:

البزل القطني: يتم التخلص من القليل من السائل الدماغي الشوكي عبر البزل القطني من أسفل النخاع الشوكي، إذا حسّن هذا الإجراء من مشية المريض أو قدراته الذهنية فمن المرجح أن يستفيد من وضع التحويلة.

اختبار التشريب القطني:

يتم إدخال إبرة عبر الجلد أسفل الظهر إلى النخاغ الشوكي ويُقاس ضغط السائل الدماغي الشوكي، يستفيد المريض من التحويلة إذا تجاوزت قيم الضغط حدًا معينًا.

المضاعفات:

تعتمد شدة الحالة على عدة عوامل تتضمن زمن تطور المرض وسيره.

إذا كانت الحالة متقدمةً عند الولادة، فمن المرجح أن يصاب الطفل بأذية دماغية وإعاقة جسدية.

إذا لم تكن الحالة شديدةً وتمت المعالجة بسرعة وبشكل مناسب فسير المرض يكون أفضل بشكل كبير.

الأطفال المولودون باستسقاء دماغي قد يعانون من أذية دماغية دائمة ينتج عنها عواقب طويلة الأمد.

تتضمن الأمثلة على تلك العواقب:

  •  قصر زمن الانتباه
  •  التوحد
  •  صعوبات التعلم
  •  مشاكل في التنسيق الحركي
  •  مشاكل في الذاكرة
  •  مشاكل في الكلام
  •  مشاكل في الرؤية

الوقاية من استسقاء الدماغ:

خلال الحمل: العناية الملائمة بالحامل تقلل خطر الخداجة بشكل لافت فينقص بدوره خطر إصابة الوليد باستسقاء الدماغ.

الأمراض الإنتانية:

من المهم الحرص على تلقي اللقاحات وإجراء فحوصات المسح المنصوح بها.

لقاح السحايا: كانت إنتانات السحايا سببًا هامًا في حدوث استسقاء الدماغ، ينصح بتلقي اللقاحات الخاصة.

الوقاية من إصابات الرأس:

  •  الالتزام بوضع حزام الأمان
  •  الحرص على تأمين سلامة الأطفال في السيارة.
  •  الامتناع عن القيادة عند شرب الكحول

الحرص على ارتداء خوذ الرأس الواقية عند:

  •  ممارسة رياضة البيسبول أو المضرب
  •  ممارسة الرياضات التي تتطلب الاحتكاكات الجسدية العنيفة
  •  ركوب الخيل أو الدراجة النارية أو الهوائية أو عربات الثلج، ومثيلاتها
  •  التزلج على الجليد

تجهيز أماكن إقامة المسنين:

  •  تثبيت مقابض قرب حوض الاستحمام وفي الحمامات
  •  التمارين الرياضية الملائمة للمسنين والحفاظ على قوة عضلية ولياقة تحميهم من حوادث السقوط
  •  استخدام أرضيات غير مزلقة
  •  التخلص من السجاد والأشياء الأخرى التي قد تسبب التعثر
  •  السلالم يجب أن تُزوّد بالدربوز من الجهتين.

أماكن إقامة الأطفال:

  •  حماية النوافذ
  •  تأمين السلالم من الأعلى والأسفل عند وجود أطفال صغار في البيت

أماكن لعب الاطفال:

يجب أن تكون أرضية اللعب مصنوعة من مادة تمتص الصدمات كنشارة الخشب الصلب أو الرمل.

الأسلحة النارية:

يحتفظ بها غير محشوة في حجرة آمنة وتُخزَن العيارات النارية في مكان آخر.

اقرأ أيضًا:

الاستسقاء – الأسباب والأعراض والتشخيص وطرق العلاج

نقائل الدماغ : الأسباب و الأعراض و التشخيص و العلاج

متلازمة أضداد الفوسفوليبيد

اكتشف العلماء للتو كيفية تشكّل السَّائل النُّخاعي

ترجمة: سارة الدنيا

تدقيق: محمد وائل القسنطيني

مراجعة: رزان حميدة

المصدر