هل هناك فوائد طبية للأشرطة اللاصقة التي يستخدمها العديد من الأبطال الأولمبيين؟ 

كثيرًا ما نشاهد تلك الأشرطة اللاصقة ذات الألوان الزاهية التي تزين أذرع وسيقان ومعاصم العديد من مشاهير الرياضة.  فهل هي مجرد موضة، أم أن هناك أكثر من ذلك؟

سمى هذا الشريط اللاصق بشريط كينيسيو. ويعتقد العديد من الرياضيين في فوائده الطبية.

ابتكر هذا الشريط مقوم العظام الياباني كينزو كاسي عام 1970.

يدعي الموقع الإلكتروني لشريط كينزيو أن لهذه الأشرطة القدرة على تسكين الألم وتقليل الالتهاب وبسط العضلات وتحسين الأداء والمساعدة على إعادة التأهيل وأيضًا تدعيم العضلات أثناء ممارسة الرياضة.

ضعف الأدلة

لا يوجد دليلٌ علميٌّ أو طبي لإثبات فعالية هذا الشريط، فقد نشرت مراجعةٌ من عشرة أوراق بحثيةٍ عن دور شريط كينيسيو في علاج ومنع الإصابات الرياضية في مجلة الطب الرياضي.

لم يتم ايجاد نتائج اكلينيكية مهمة تدعم استخدام الشريط اللاصق في تسكين الألم. هناك مجموعة من النتائج المتضاربة، سبعة نتائج متعلقة بالقوة كانت مفيدة. كانت للشريط بعض التأثيرات على نشاط العضلة ولكن لم يكن واضحًا ما إذا كانت هذه التأثيرات مفيدةً أم مضرة.

استنتجت الدراسة أنه لا يوجد دليلٌ حاسمٌ يدعم استخدام شريط كينيسيو والأشرطة المطاطية الأخرى لمعالجة أو منع الإصابات الرياضية.

اقترح بعض الخبراء أنه من الممكن وجود تأثيرٍ علاجيٍّ وهميٍّ (البلاسيبو) لاستخدام هذه الأشرطة عند الرياضيين الذين يؤمنون بفائدتها.

ريبة الخبراء

“ما زال من الصعب الحكم على هذه الأشرطة اللاصقة ” كما جاء على لسان جون بريفر رئيس قسم علوم الرياضة ومدير الرياضة في جامعة بيدفوردشير في المملكة المتحدة.

فقد وجد أنه من الصعب فهم كيف يمكن للشريط اللاصق المساعدة عند التمرين، حيث تشارك العضلات الموجودة عميقًا في الجسم بقدرٍ أكبر في عملية إنتاج الطاقة من تلك المتواجدة بالقرب من الجلد.

يقول جون: “ما زلت أناضل للوصول إلى الكيفية التي يمكن أن يمتلك بها شريطٌ لاصقٌ يوضع على الجلد أي تأثيرٍ حقيقيٍّ وفعالٍ على الأداء أكثر من كونه تأثيرًا نفسيًّا”.

يرى أن الشريط اللاصق من الممكن أن يساعد كجزءٍ من العادات الشخصية عند الرياضيين أثناء الإعداد للحدث “أحيانًا يكون وضعهم لهذه الأشرطة جزءً من طقوسهم وجزءً من بدلتهم الرياضية.  بحيث تشعرهم بأنهم مستعدين للحدث”.

ويضيف أنه إذا كان الرياضيون يعتقدون أن هذا الشريط سيدعم عضلاتهم فإنه سيزيد من ثقتهم في أنفسهم.  “أنا اعتقد أنك إذا وضعت عقل شخصٍ ما في الإطار الصحيح فإن ذلك سيحدث تأثيرًا كبيرًا على ما يفعله”.

ولكن بالنسبة لجون، لا يوجد أي دليلٍ يؤيد عمل هذه الأشرطة غير روايات بعض الرياضيين الذين أشاروا إلى أنها أفادتهم.

يوافق فيليب نيوتن، المعالج الطبيعي ومدير مركز ليليزهال لإعادة تأهيل الإصابات الرياضية، على الرأي القائل بالتأثير النفسي لتلك الأشرطة اللاصقة فيقول: “رأيي في أشرطة كينيسو أنه ربما لها تأثيرُ العلاج الوهمي.

هذا التأثير غير مفهومٍ بشكلٍ كامل ولكن من المتوافق عليه أن أي علاجٍ أو تدخلٍ سيسبب تأثير العلاج الوهمي والذي له عوامل ثقافية وسلوكية معقدة”.

ويرى أن التصميم يساعد أيضًا قائلًا: “أنا أعتقد أن هذا الجزء الذكي خلف النجاح التجاري لأشرطة كينيسيو هو فكرة تمت صناعتها بتوظيف ألوانٍ براقة.  بعكس الأشرطة التقليدية ذات الألوان التقليدية المستخدمة كأربطةٍ أو ضمادات”.

“الكثير من ممارسي الرياضة اختاروا تاريخيا إخفاء المناطق المضمدة في أجسامهم لكيلا يُظهروا أية نقاط ضعف.  في تناقضٍ واضح، العديد من الرياضيين المعاصرين يفعلون العكس تماما كما شرائط كينيسيو، والتي أصبحت تبدو للكثيرين كوسام فخر”.

“من المحتمل أن البعض يضعها كوسيلةٍ لتفسير أي فشلٍ مستقبليٍّ محتملٍ أو ليظهروا أن لديهم العزيمة لتخطي محنة الإصابة “.

أشرطة كينيسيو في نظر المعالجين الطبيعيين

جيفين داجليش هومعالج طبيعي في مركز مايك فارني للعلاج الطبيعي في هارلو اسيكس، بالمملكة المتحدة.  سئل عن الفائدة التي وجدها في أشرطة كينيسيو؟  أجاب: ” إنها مفيدة بحق، وجدت أنها تعطي تأثيرًا جيدًا إلى حدٍّ ما في تسكين الألم، هذا التأثير غير فوريٍّ ولكن يحدث خلال 24 إلى 48 ساعة ”

لم يجرب الأشرطة اللاصقة عند الرياضيين فقط، فيقول “لقد استخدمتها مع عامل بناءٍ عمره 45 عامًا والذي كان يعاني من ألمٍ أسفل الظهر فكانت فعالةً إلى حدٍّ ما معه. ”

ويكمل “وجدتها أيضًا فعالةً مع مريضٍ بعمر 16 عامًا والذي كان يعاني من ألمٍ في الركبة بسبب ممارسته الرياضة بكثرة.  إنها فعالةٌ حقًّا.”

كيف يعتقد أنها تعمل؟  يجيب جيفين ” إنها مصممةٌ لتمشي مع خطوط الجلد وتسمح بحرية الحركة للسائل اللمفي وتقلل من الاحتكاك بين الأنسجة في الجلد. كما أنها تساعد في حركة الدم والحمض اللبني وتزيل التوتر عن عضلاتٍ معينة. ”

هل يمكن للناس استخدامها بأنفسهم؟ يجيب جيفين ” بشكلٍ عام أنت تحتاج شخصًا مؤهلًا، ولكن المعالج الطبيعي يمكنه تعليم الرياضيين كيف يضعون تلك اللاصقات بأنفسهم. ”

يقول جيرمي باركر معالج طبيعي في لندن أنه حصل على نتائج عظيمة مع تلك اللاصقات. ويُقرُّ بأن الطريقة التي يعمل بها الشريط اللاصق غير واضحةٍ تمامًا ولكن “مطاطيتها ترفع الجلد قليلًا مما يسمح بدورةٍ دمويةٍ أفضل خلاله ”

يقول جيرمي أنه يستخدمها لبسط العضلات مما يزيل عنها بعض التوتر وتستخدم أيضًا بتصميماتٍ أخرى لتنشيط المناطق المتأثرة.

هل يشعر الرياضيون بوجود تلك اللاصقات؟ يجيب جيرمي باركر: “الشريط اللاصق مطاطيٌّ للغاية ولذا فإنه يتحرك معك.  الإحساس مختلفٌ عن وضع لاصقة تقليدية.  يستطيع الرياضي أن يتحرك بشكلٍ طبيعيٍّ بدون ذلك الاحساس بأن هناك شيءً ما يدفعه في اتجاه معين. ”


  • ترجمة: محمد السيد الشامي
  • تدقيق: بدر الفراك

المصدر