لا يرى الباحثون أن لمرض ألزهايمر سبب واحد فقط، بل ينتج عن مزيج من عوامل خطر وراثية وبيئية وغيرها من العوامل المتعلقة بنمط الحياة. لم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى سبب مؤكد ودقيق للإصابة بمرض ألزهايمر، لكن هناك عوامل محددة تزيد احتمالية تطور هذا المرض غير القابل للشفاء.

مرض ألزهايمر حالة تؤثر على كيفية إنجاز الدماغ لمهامه، وهو حالة مترقية، أي أنه يزداد سوءًا مع تقدم الوقت. غالبًا ما يعاني المصابون بهذا المرض في مراحله الباكرة فقدانًا للذاكرة على هيئة:

  •  نسيان المحادثات.
  •  نسيان المواقف والأحداث.
  •  إعادة الأحاديث.
  •  نسيان أسماء أشخاص وأماكن مألوفة.

في أغلب الحالات، يحتاج المصابون بهذا المرض في مراحل الإصابة المتقدمة إلى المساعدة في أداء معظم نشاطاتهم اليومية مثل تناول الطعام، وارتداء الملابس، والاستحمام.

يمكن التحكم ببعض عوامل الخطر باتخاذ قرارات مختلفة بشأن نمط الحياة، ويُنصَح باستشارة الطبيب بشأن ما يمكن فعله أيضًا لتخفيض خطر الإصابة.

العمر

الإصابة بمرض ألزهايمر ليست جزءًا طبيعيًا من التقدم بالعمر، لكن العمر واحد من عوامل الخطر لتطورها. يُصاب بهذا المرض 1 من كل 9 ممن تجاوزوا عمر 65 سنة، وثلث من تجاوز عمر 85 سنة وفقًا لمؤسسة Alzheimer’s Association.

الجنس

تصاب النساء أكثر من الرجال بمرض ألزهايمر، وفي الحقيقة، إن 60% من المصابين بهذا المرض هم من النساء.

عند وصول النساء لعمر 65 سنة فهناك احتمال بنسبة 20% لإصابتهم بألزهايمر. إن احتمال الإصابة بمرض ألزهايمر يعادل ضعفي احتمال الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء في الستينات من عمرهن.

تميل النساء للعيش فترة أطول من الرجال، وهذا واحد من الأسباب الرئيسية لامتلاكهن معدلات أعلى للإصابة بالمرض، لأن التقدم بالسن إحدى عوامل الخطر المهمة للإصابة. لكن الباحثين بدأوا تحري حقيقة عامل الخطر الأكبر للنساء بالإصابة بمرض ألزهايمر، إن كان يعود لاختلافات حيوية أو وراثية بغض النظر عن العمر.

المورثات

وجد الباحثون صفّين من المورثات المتعلقة بمرض ألزهايمر. تؤكد المورثات المحدِّدة للمرض أن حامليها سيصابون بالمرض إن عاشوا مدة كافية، وعادةً ما يتطور المرض لدى حاملي المورثات المحددة في بداية الأربعينات أو أواسط الخمسينات من عمرهم.

تقدّر مؤسسة Alzheimer’s Association أن المورثات المحددة تسبب نحو 1% من جميع حالات الإصابة بمرض ألزهايمر.

قد لا يتطور المرض لدى حاملي هذه المورثات، لكن يبقى احتمال إصابتهم أعلى ممن لا يحملونها. وتُعرف المورثة التي يشيع ارتباطها بمرض ألزهايمر أكثر من غيرها بالمورثة APOE-e4.

التاريخ المرضي للعائلة

غالبًا ما تنتشر الإصابة بمرض ألزهايمر في العائلة. فيزيد احتمال الإصابة بالمرض في حال إصابة أحد الأبوين أو الأشقاء أو الأطفال، ويزيد الاحتمال أكثر بوجود أكثر من إصابة في العائلة. قد يعود هذا التوزع إلى المورثات، أو عوامل متعلقة بنمط الحياة، أو كليهما.

تؤدي المورثة APOE-e4 دورًا هنا أيضًا، فالجمع بين وجودها ووجود قصة مرضية عائلية للإصابة بالمرض تزيد من خطر تطوره لدى الفرد بنسبة هامة.

رضوض الرأس

يزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر لدى وجود أذيات خطيرة للرأس سابقًا، ويزيد الخطر إن تضمنت الإصابة فقدان الوعي أو تكرر حدوثها، مثلما يحدث في الرياضات التي تتطلب التّماس الجسدي.

الشذوذات الدماغية

استطاع العلماء تحديد شذوذات دماغية لدى الأشخاص الذين تُحتمل إصابتهم لاحقًا بمرض ألزهايمر. من هذه الشذوذات وجود تكتلات صغيرة من البروتين تُعرَف باسم اللويحات، أو شرائط بروتينية متشابكة.

من الأدلة التي تشير إلى احتمال تطور هذا المرض نذكر الالتهاب، وضمور الأنسجة، وفقدان التواصل بين الخلايا الدماغية.

التدخين

حدد الباحثون التدخين عاملًا من عوامل الخطر للإصابة بمرض ألزهايمر، وحسب دراسة تحليلية من عام 2015 بحثت في نحو 40 دراسة فإن المدخنين الحاليين أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 30% وأكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 40%.

ارتفاع ضغط الدم

قد يزيد ارتفاع ضغط الدم خطورة الإصابة بمرض ألزهايمر، فقد وجد الباحثون ترابطًا وثيقًا على نحو خاص بين ارتفاع ضغط الدم في أواسط العمر واحتمال تطور المرض لاحقًا.

البدانة

قد تضاعف زيادة الوزن من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أما البدانة أو زيادة مشعر كتلة الجسم عن 30 فتزيد الخطر بنسبة ثلاثة أضعاف.

النشاط الجسدي المحدود

ترتبط المستويات المنخفضة من النشاط الجسدي بالإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر. بحسب دراسة مرجعية أُجريَت عام 2021، لا يوجد نظام تمارين محدد يقي من الإصابة بالخرف وألزهايمر، لكن يوجد كثير من أنماط التمارين والنشاط الجسدي التي تحسّن صحة الدماغ. بحثت هذه الدراسة المرجعية في دراسات متنوعة استخدمت التمارين الهوائية (aerobics)، والتمارين التي تركز على بناء العضلات، والتمارين التي تستفيد من وضعية الجسم لفترات مختلفة من الوقت، ووجدت أن النشاط الجسدي يحقق الفائدة مهما كان نوعه.

سنذكر بعض الأمثلة لأنواع مختلفة من التمارين التي قد تساعد في الوقاية من مرض ألزهايمر.

  •  التمارين الهوائية (aerobics)
  •  المشي.
  •  الجري.
  •  الرقص.
  •  ركوب الدراجة.
  •  السباحة.
  •  التمارين التي تركز على بناء العضلات
  •  رفع الأثقال.
  •  استخدام المعدات الموجودة في النادي الرياضي.
  •  التمرين مع استخدام الأثقال (dumbbells).
  •  التمارين التي تستفيد من وضعية الجسم
  •  تمارين الرفع (situps).
  •  تمارين الضغط (pushups).
  •  تمارين القدمين (lunges – squats).

نقص النشاط الذهني

قد تتساوى أهمية النشاط الذهني والنشاط الجسدي عند الحديث عن تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتشمل النشاطات الذهنية:

  •  دراسة موضوع جديد.
  •  مقابلة الأصدقاء والأقارب.
  •  التطوع في عمل اجتماعي.
  •  اللعب بالألعاب اللوحية أو ببطاقات اللعب.
  •  المطالعة.

قد تساعد هذه النشاطات الذهنية في الحفاظ على صحة الوظائف المعرفية، ويساعد التفاعل الاجتماعي في ذلك أيضًا. يكمن السر في اختيار النشاطات التي تشكّل تحديًا بالنسبة لك.

لا يعلم الباحثون بدقة كيف يحدث ذلك بعد، لكن تقترح إحدى النظريات أن الدماغ يطور المزيد من الارتباطات الداخلية في أثناء أداء بهذه التحديات، وهذا يقي من الإصابة بالخرف.

النظام الغذائي

بحسب Alzheimer’s Association فإن النظام الغذائي الذي يحافظ على صحة القلب قد يعزز الوظيفة المعرفية، وتشير المؤسسة إلى أن النظام الغذائي الموجه للتخلص من ارتفاع التوتر الشرياني المعروف باسم DASH إضافة إلى النظام الغذائي للبحر المتوسط قد يقللان من خطر الإصابة بأمراض القلب والخرف كذلك. وتشمل هذه الأنظمة الغذائية:

  •  تناول الكثير من الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  •  تناول لحوم الدواجن والأسماك والحبوب الكاملة.
  •  تناول الأطعمة التي تحوي نسبة منخفضة من الدهون المشبعة، والدهون الإجمالية، والكوليسترول.
  •  الحد من تناول اللحوم الحمراء والحلويات والمشروبات المحلاة والصوديوم.

الخلاصة

يُنصح باستشارة الطبيب لدى القلق بشأن خطورة الإصابة بمرض ألزهايمر. قد يساعد في ذلك تدوين أية مشكلة تخص الذاكرة عند حدوثها، والحديث حول هذه المشكلات مع الطبيب. ومع إنه لا يوجد علاج شافٍ للمرض، فإن التشخيص الباكر يسمح بالبدء بعلاج يساعد في السيطرة على الأعراض.

اقرأ أيضًا:

دواء جديد لمرض ألزهايمر مصمم لإبطاء التدهور المعرفي

هل المركبات الموجودة في النبيذ والشاي الأخضر تبطىء مرض ألزهايمر؟

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: رغد أبو الراغب

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر