التهاب الجلد التأتبي حالة جلدية تظهر أعراضها بهيئة جلد جاف ومسبب للحكة، ومرتبطة بردة فعل الجسم نحو مسببات الحساسية. يشار إلى التهاب الجلد التأتبي عادةً بالإكزيما، وهي الكلمة الدالة على طيف واسع من أمراض الجلد. ينتمي هذا المرض إلى نفس تصنيف حمى الكلأ والربو بوصفه مرضًا مناعيًا.

ما أنواع التهاب الجلد التأتبي؟

تسبب كل أنواع الإكزيما الحكة واحمرار الجلد، لكن التهاب الجلد التأتبي هو النوع المزمن من الإكزيما والأشد. ومن أنواعه الأخرى:

  •  إكزيما اليد.
  •  التهاب الجلد التماسي الذي يحدث بسبب تماس الجلد مع مواد معينة.
  •  إكزيما خلل التعرق التي تترافق مع انتشار البثور التي لا تنتشر إلا في الأصابع وراحة اليد وأخمص القدم.

يحاول الأطباء والباحثون فهم الآلية التي تسبب حدوث الإكزيما والسبب وراء إصابة الكثيرين بها، ولا علاج معتمد لها حتى هذه اللحظة.

أعراض التهاب الجلد التأتبي

العرض الأساسي هو الجلد الجاف المسبب للحكة، ويتطور هذا غالبًا إلى طفح أحمر.

عند اهتياج الأعراض، يتحول التهاب الجلد التأتبي إلى طفح أحمر ومسبب للحكة. تسبب عوامل مختلفة اهتياج أعراض الإكزيما، فيؤدي الالتهاب الحاصل إلى ازدياد تدفق الدم إلى المنطقة المصابة ورغبة في الحكة.

حك الجلد عند اهتياج الأعراض يُدخل المصاب في حلقة مفرغة، فهو يوقف الألم مبدئيًا، لكنه يسبب ازدياد الالتهاب وقد يؤدي إلى عدوى جلدية ما يزيد من حاجة المصاب إلى الحك.

يتظاهر التهاب الجلد التأتبي بأعراض مختلفة حسب العمر.

الأعراض لدى الرضع:

  •  جلد جاف ومتقشر ومسبب للحكة.
  •  طفح على الفروة أو الخدين.
  •  طفح قد ينتفخ ويسيل منه سائل رائق.

قد يواجه الرضع المصابون بهذه الأعراض صعوبةً في النوم بسبب الحكة، وقد تنتقل إليهم عدوى جلدية بسبب الحك.

قد تتضمن الأعراض لدى الأطفال أيضًا:

  •  طفحًا عند تجعد الجلد في المرفق أو الركبتين أو كليهما.
  •  مناطق جلد متقشرة في مكان الطفح.
  •  بقعًا جلدية فاتحة أو غامقة.
  •  جلدًا ثخينًا وغليظًا.
  •  جلدًا شديد الجفاف والتقشر.
  •  طفحًا على العنق والوجه، وخصوصًا حول العينين.

الأعراض لدى البالغين:

قد يظهر لدى البالغين الذين عانوا التهاب الجلد التأتبي في طفولتهم بقعًا جلديةً تتهيج بسهولة.

المعرضون للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي

يعاني 31 مليون فرد من الأكزيما و 17.8 مليون فرد من التهاب الجلد التأتبي.

تظهر إحصائيات الرابطة الاتحادية للإكزيما (NEA) أن معدل انتشار التهاب الجلد التأتبي لدى الأطفال يبلغ 10.7% في الولايات المتحدة، إذ تظهر لدى طفل من بين كل ثلاثة أطفال مصابين بالتهاب الجلد التأتبي أعراضًا معتدلة إلى شديدة، بينما تبلغ النسبة لدى البالغين 10.2%.

تظهر الإصابة لدى 90% من المصابين بالتهاب الجلد التأتبي قبل سن الخامسة، وذلك وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) فمن النادر أن يشخص الفرد بالتهاب الجلد التأتبي إذا لم تظهر الأعراض لديه في سن الطفولة.

يبدو أن هناك عاملًا جينيًا للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي، فللمصابين عادةً أفراد آخرون في عائلتهم مصابون بالتهاب الجلد التأتبي أو الحساسية أو الربو.

أسباب التهاب الجلد التأتبي

ما يزال السبب الدقيق للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي مجهولًا، فهذا المرض غير مُعدٍ، فلا ينتقل الطفح إلى شخص آخر.

التفسير البسيط لهذا المرض هو أن الالتهاب ناتج عن الوجود المفرط للخلايا الالتهابية في الجلد. وتشير بعض الأدلة إلى امتلاك المصابين حاجزًا جلديًا رقيقًا مقارنةً مع الجلد الطبيعي.

يعاني المصابون من جفاف الجلد بسبب اختلاف بنية الحاجز الجلدي، إذ يكون أكثر عرضةً لفقدان الماء أو لدخول المهيجات، فيؤدي ذلك بالمجمل إلى تشكل طفح أحمر مسبب للحكة.

من المسببات الحياتية والبيئية الشائعة:

  •  الاستحمام بالماء الساخن مدةً طويلة.
  •  الحك.
  •  العرق.
  •  الحرارة.
  •  الطقس البارد والجاف.
  •  الصابون والمنظفات.
  •  الصوف والألياف الصناعية.
  •  المهيجات الفيزيائية (التراب والرمل والدخان).
  •  مسببات الحساسية (حبوب الطلع والوبر والغبار).
  •  العمل الشاق.
  •  التوتر.

العلاج

لا يوجد علاج معتمد لالتهاب الجلد التأتبي. من الضروري البحث عن العلاج المناسب للتخفيف من الحك والانزعاج. يمكن تسكين اهتياج الجلد بالتخفيف من التوتر وتقليل الحك المفرط الذي قد يسبب عدوى جلدية.

تتراوح العلاجات المحتملة من مستحضرات العناية بالبشرة من دون وصفة طبية إلى الأدوية الموصوفة وتغيير نمط الحياة بما يلائم الأعراض.

الإجراء الاحترازي الأفضل هو ترطيب الجلد للمحافظة على وظيفة الجلد الحاجزية. تقل نسبة إصابة الجلد الصحي بالالتهاب وتتحسن قدرته على منع دخول مسببات الحساسية والاهتياج.

يُعد الاستحمام والترطيب اليومي الطريقة المثلى للحفاظ على نضارة الجلد ورطوبته. ويجب الحرص على ترطيب الجلد بعد دقائق من الاستحمام.

متى تجب زيارة الطبيب؟

تجب زيارة مقدم الرعاية أو طبيب الجلد ليشخص الحالة مبدئيًا، ومن ثم سيتمكن من تحديد خطة علاجية فعالة في حال كان المريض واعيًا للعوامل التي تسبب اهتياج الأعراض لديك.

تحدث مع طبيبك إذا سبب لك التهاب الجلد التأتبي التوتر أو فقدان النوم. اتصل بسرعة إذا لاحظت أي أعراض لعدوى جلدية، مثل:

  •  الألم أو التورم أو انتشار الحرارة حول الطفح.
  •  انتشار خطوط حمراء من منطقة الطفح.
  •  تسرب إفرازات جلدية.
  •  ارتفاع الحرارة.

الخلاصة

تستطيع بتعلم العوامل المسببة للاهتياج والعناية بالجلد التقليل من نسبة حدوث نوبات الاهتياج وشدتها. لا تجزع عند فشل خطتك العلاجية الأولى؛ إذ يوجد دومًا متسع للبديل. ابحث مع طبيبك عن خطة علاجية بديلة ملائمة لك ولجلدك.

اقرأ أيضًا:

هل تؤدي الأكزيما إلى صعوبات التعلم عند الأطفال؟

ماذا يحدث في الجلد عند إصابتك بالأكزيما؟ العلماء وجدوا الحلّ أخيرًا

ترجمة: ربا كيال

تدقيق: لبنى حمزة

المصدر