يقول الباحثون إنه من المحتمل أن يصاب الأطفال الذين يعانون الأكزيما بصعوبات التعلم أكثر من غيرهم. قالوا إنهم غير متيقنين من العلاقة، لكن قد تؤثر الحكة والخدش الناتجين عن الأكزيما في النوم والتركيز. قال أحد الخبراء إن الأدوية التي تُعطى للأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم قد تكون عاملًا أيضًا.

عندما أصيب اثنان من أطفال كريستوفر آدامز بالأكزيما -بعمر 7 و8 سنوات- لاحظ هو وزوجته تغيرات في طفليهما أكثر من مجرد مشكلة جلدية واضحة.

قال آدامز: «لاحظنا انخفاضًا في تركيزهما وقدرتهما على التركيز في المدرسة والمنزل، واستنتجنا أن ذلك مرتبط بالمرض الجلدي».

بعد عدة زيارات للطبيب، لم تكن الاختبارات التي أجريت على الصِبية -بعمر 12 و14 الآن- حاسمة لأي من اضطرابات التعلم المعتادة، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو اضطراب الوسواس القهري.

لكن كان ما يسبب لهم اضطرابًا في التعلم شيئًا لم يختبره ابنهما الثالث، الذي لم يكن مصابًا بالأكزيما.

قال آدامز: «اتفق اختصاصيو النفس على أن بداية صعوبات التعلم قد ترتبط جزئيًا بالتركيز على الجسد وقت الإصابة بالأكزيما، بدلًا مما يجب عليهما التركيز عليه».

يتفق ذلك مع دراسة جديدة عن الأكزيما. إذ أفادت بأن الأطفال المصابين بالأكزيما أكثر عرضة للإصابة باضطرابات التعلم بثلاثة أضعاف مقارنةً بمن لا يعانون هذه الحالة.

هل تؤدي الأكزيما إلى صعوبات التعلم عند الأطفال؟ كيف تؤثر الحكة والخدش الناتجين عن الأكزيما في النوم والتركيز والتركيز في المدرسة عند الأطفالالأكزيما -التهاب الجلد التأتبي- هي حالة مزمنة تسبب حكة في الجلد، وقد تظهر باللون الأحمر أو الأرجواني أو الرمادي، حسب لون البشرة، وتشيع عند الأطفال، لكن قد تحدث في أي عمر، وتعاود الظهور دوريًا وتكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بالربو وحمى القش.

المرض لا يُشفى، لكن قد يخفف كل من العلاج والعناية الذاتية من الحكة ويمنعان تفشي الحالة من جديد.

يعاني أكثر من 30 مليون شخص في الولايات المتحدة شكلًا من أشكال الأكزيما.

الدراسة

حللت الدراسة بيانات أكثر من 2000 طفل يعانون الأكزيما على مدار 10 سنوات.

قال الباحثون إن سبب ارتباط الأكزيما بصعوبات التعلم ليست واضحة، لكن قد تساهم الحكة المزمنة في التشتت وقلة النوم، ما يؤثر في القدرة على التعلم. وقالت الدكتورة جوي وان، المؤلفة المشاركة في الدراسة وطبيبة الأمراض الجلدية في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إن «المسارات الالتهابية» قد تؤثر أيضًا في التعلم.

أُبلغ عن تشخيص إصابة أكثر من 8% من الأشخاص في الدراسة باضطراب في التعلم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات التعلم بمقدار الضعف، مقارنةً بمن لا يعانون الأكزيما. وكان نحو 9% ممن يعانون صعوبات التعلم مصابين بالأكزيما الشديدة، مقابل 5% غير مصابين بها.

الآثار المحتملة والأسباب

تتمثل صعوبات التعلم المرتبطة بالأكزيما في عسر القراءة واضطراب التعلم غير اللفظي، ما يسبب للأطفال مشكلات في تفسير القرائن غير اللفظية.

قالت الدكتورة بوجا أوبال، طبيبة اختصاصية في طب الأسرة: «هذا مثير للاهتمام لأسباب عديدة، فكلتا الحالتين وراثية، لذلك ربما نشهد أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل اضطرابات النوم، ونربطها بالأكزيما، وتُظهر الدراسة أن الأطفال يبلغون عن بعض أعراض اضطراب التعلم بصرف النظر عن حالة بشرتهم».

«إن التخصص المتنامي في الطب هو الأمراض العصبية الجلدية، لذلك أنا على يقين أننا سنرصد بيانات جيدة في المستقبل تتعلق بدور المسار العصبي. قد تؤدي إحدى الحالتين إلى تفاقم أعراض الحالة الأخرى، أو قد نبدأ برؤية الأعراض في الوقت ذاته، وإن كنت لا أستبعد وجود علاقة سببية».

وقال الدكتور ديفيد بيتي: «قد تكون العلاقة في كلا الاتجاهين. الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم قد يكونون أقل احتمالًا لإدراك أنه لا يجب عليهم الخدش، وربما يتناول الشخص الذي يعاني اضطرابات التعلم أدويةً نفسية أخرى، إذ قد تسبب العديد من الأدوية ردود فعل جلدية، والإجهاد من الأسباب المعروفة للإصابة بالأكزيما. من المعقول افتراض أن الأشخاص الذين يعانون صعوبات التعلم أكثر عرضة للتوتر».

قالت جينيفر هورسبول إنها أصيبت بالأكزيما قبل 20 عامًا، وأن العديد من حالات تفشيها ارتبطت بالغذاء، ما سبب تشوش الدماغ والخمول.

قالت هورسبول: «الأشخاص المصابون بالطفح الجلدي بسبب الأكزيما يخدشون في أثناء نومهم».

«شاركتني طبيبة الحساسية التي ذهبت إليها قبل سنتين دراسة عن النوم أجرتها في كلية الطب، إذ كان الأشخاص المصابون بالأكزيما يخدشون طوال الليل وكانوا قلقين، دون أن يدركوا ذلك، لذلك فإن الاستيقاظ مع نزيف وظهور طفح جلدي أكبر بسبب الخدش أمر متوقع».

اقرأ أيضًا:

ماذا يحدث في الجلد عند إصابتك بالأكزيما؟ العلماء وجدوا الحلّ أخيرًا

الاكزيما التاتبية Atopic Eczema اعراضها و طرق التعامل معها

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر