يُعرف الديسك أو الانزلاق الغضروفي بأنه أحد أشيع آلام الظهر والساقين، وعادة ما يحدث الألم في الجزء السفلي من العمود الفقري إلا أنه قد يحدث في أي جزء منه. فما هو الانزلاق الغضروفي وما آلية حدوثه؟

لفهم أعمق لهذا المرض نحتاج إلى لمحة تشريحية بسيطة عن هذه المنطقة، إذ يتكون العمود الفقري من عدد من الفقرات المنتظمة فوق بعضها، وبين هذه الفقرات توجد وسائد مدورة مسطحة لامتصاص الصدمات تُسمى بالأقراص بين الفقرات، ويتكون كل قرص من مركز ذي مادة مطاطية القوام يُسمى بالنواة اللبية، ومن حلقة خارجية تحيط بالمركز مكونة من مادة ليفية وتسمى بالحلقة الليفية. ولذلك فإن أي انضغاط من الفقرات العلوية والسفلية على أحد الأقراص يؤدي إلى انفتاق بعض النواة اللبية أو كلها عبر حلقة ليفية ضعيفة أو ممزقة.

ليس انضغاط الفقرات العامل الوحيد لحدوث الانزلاق، فهناك العوامل التي تؤدي إلى ضعف وتمزق الحلقة الليفية ومنها:

  •  التقدم بالسن والتنكس.
  •  الوزن الزائد.
  •  ضغط مفاجئ مثل حمل وزن ثقيل أو حركات التوائية مفاجئة.

سيضغط هذا الانفتاق على الأعصاب المجاورة مسببًا الشعور بالألم، وهي إصابة شائعة يصاب بها معظم البشر بين سن الخامسة والثلاثين، والخامسة والخمسين، وهي أشيع عند الذكور من الإناث.

أعراض الانزلاق الغضروفي

معظم الحالات صامتة ولا تظهر أي أعراض، وقد نشاهد في الحالات العرضية التي تصيب أسفل الظهر:

  •  ألم الظهر المنتشر إلى الأرداف والساقين والقدمين وهو يعرف أيضًا بعرق النسا.
  •  التنميل والخدر في الساقين والقدمين.
  •  ضعفًا عضليًا.

أما الأعراض التي تظهر عند الإصابة الرقبية:

  •  ألم يشمل منطقة لوح الكتف وينتشر إلى الذراع وأحيانًا يصل إلى اليد والأصابع.
  •  ألم الرقبة وخاصة الأجزاء الخلفية والجانبية منها والتي قد تزداد عند ثني أو تدوير الرقبة.
  •  تشنج عضلات الرقبة.

الانزلاق الغضروفي - الديسك: الأسباب والعلاج - ما هي أبرز طرق الوقاية والعلاج من الإصابة بالإنزلاق الغضروفي؟ - انضغاط الفقرات أما أعراض إصابات منتصف العمود الفقري فهي مبهمة عادةً وقد تشمل آلامًا في أعلى الظهر أو أسفله، أو في البطن أو الساقين، إضافةً إلى الخدر أو الضعف في إحدى الساقين أو كلتيهما.

المضاعفات

  •  ألم الظهر والساق المستمر.
  •  فقدان السيطرة والإحساس في الساقين والقدمين.

تشخيص الانزلاق الغضروفي

يبدأ الطبيب التشخيص بالخطوات الروتينية بأخذ التاريخ الصحي ويستمع لشكوى المريض، ثم يجري فحصًا لتقييم كامل الجسم، وقد يطلب من المريض إجراء بعض الاختبارات العصبية لفحص الإحساس والمنعكسات والمقوية العضلية. ويطلب الطبيب بعد ذلك إجراء بعض الاختبارات التشخيصية لتأكيد التشخيص ولتقييم أدق لدرجة الفتق، ومن هذه الاختبارات:

  •  الأشعة السينية: تتمثل بتعريض المريض لجرعة صغيرة من الإشعاع لتشكيل صورة للجسد، وهي تفيد في نفي الأسباب الأخرى لألم الظهر والرقبة.
  •  الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري: تفيد في كشف تضيق القناة الفقرية الناتج عن الانفتاق.
  •  تصوير النخاع الشوكي: إجراء صورة بالطبقي المحوري بعد حقن القناة الفقرية بمادة ظليلة على الأشعة، وهو إجراء يساعد في تحديد موقع وحجم الفتق.
  •  تخطيط كهربية العضلات: يتضمن هذا الإجراء إدخال إبر صغيرة في مجموعة من العضلات لقياس نشاطها الكهربي وفعاليتها التي تعبر عن مدى سلامة الأعصاب، وهو يفيد في تحديد جذور الأعصاب المتضررة من الانزلاق الغضروفي.

علاج الانزلاق الغضروفي

تتعدد أساليب العلاج وتختلف وفق تطور الحالة مثل العلاج الدوائي أو الفيزيائي، والجراحة أو حقن الستيرويد فوق الجافية في الحالات المتقدمة، لكن أغلب الحالات تتراجع تلقائيًا أو بعد العلاج المحافظ.

  •  العلاج الفيزيائي: يهدف العلاج الفيزيائي إلى تحسين قوة ومرونة العضلات ومساعدة المرضى في الحفاظ على أنشطتهم اليومية. ويشمل العلاج تمارين رياضية مثل تمارين الإطالة التي تساعد في تحسين مرونة العضلات المتشنجة أو التمارين الهوائية مثل المشي أو العجلات الثابتة لتحسين تحمل العضلات وجريان الدم، تساعد هذه التمارين على تخفيف الألم من خلال تخفيف الضغط على الأعصاب وتقوية العضلات.
  •  العلاج الدوائي: تُعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين علاجًا فعالًا في تخفيف الألم والالتهاب وتيبس العضلات، ما يزيد من قدرة المريض على الحركة وأداء التمارين. يمكن تناول هذه الأدوية دون وصفة طبية، لكن يجب تناولها مع الطعام لتجنب أذية المعدة. ويفيد استخدام المرخيات العضلية مع المسكنات على تخفيف الانزعاج المصاحب للألم الشديد والتشنجات العضلية في الفترة الأولى للعلاج.
  •  الحقن فوق الجافية (إحصار العصب): يساعد حقن مواد ستيرويدية شبيهة بالكورتيزون أسفل الظهر في تخفيف التورم والالتهاب في جذر العصب ما يسمح بزيادة القدرة على الحركة.
  •  الجراحة: يلجأ الأطباء إلى الجراحة لعلاج الانزلاق الغضروفي بعد فشل العلاج المحافظ وتفاقم الأعراض والأذية العصبية، وقد تصل الأذية العصبية في حالات نادرة إلى أعصاب المثانة والأمعاء وهذا يتطلب جراحة إسعافية. ومن أشيع الأساليب الجراحية حاليًا:
  • استئصال القرص (مجهريًا): وهو إجراء يتم فيه استئصال أجزاء من القرص الغضروفي المسبب للأذية، وقد تتم باستخدام المجهر.
  •  استئصال الصفيحة الفقرية: وهو إجراء يتم تحت التخدير العام وتُستَأصل فيه الصفيحة الفقرية وهي الجزء من الفقرة الذي يحيط بالنخاع الشوكي بالإضافة إلى النسيج المجاور الضاغط على الأعصاب أو النخاع الشوكي. ويحتاج المرضى بعد هذه الجراحة إلى الإقامة في المستشفى لمدة يومين، ويُتوقَع الشفاء التام خلال ستة أسابيع.
  •  بضع الثقبة: عملية تستخدم لتخفيف الضغط عن الأعصاب التي تضغطها الثقبة الفقرية.

الوقاية من الانزلاق الغضروفي

الوقاية من الانزلاق الغضروفي غير ممكنة عادةً، ومع ذلك توجد العديد من الخطوات التي قد تساعد في تقليل احتمال الإصابة، إليك بعضها:

  •  اتبع طريقة صحية عند حملك لأوزان ثقيلة، تجنب ثني خصرك وحافظ على ظهرك مستقيمًا، اثنِ ركبتيك واستخدم عضلات ساقيك لدعم الحمل.
  •  حافظ على وزن صحي، فالوزن الزائد يشكل ضغطًا على أسفل الظهر.
  •  تدرب على وضعيات صحية للجلوس والوقوف والمشي والنوم، على سبيل المثال، قف وكتفاك مشدودان إلى الخلف وبطنك مشدود وأسفل ظهرك مسطح، واجلس وقدماك مستويتان على الأرض أو مرفوعتان، ونم على أحد جانبيك وتجنب النوم على بطنك.
  •  تمدد كثيرًا بعد جلوسك لفترة طويلة.
  •  تجنب الأحذية ذات الكعب العالي.
  •  مارس التمارين الرياضية والتمارين الهوائية، هذا سيساعدك على تقوية عضلات ظهرك وساقيك وبطنك، ووازن في تمارينك بين مرونة العضلات وقوتها.
  • تجنب التدخين.
  •  تناول طعامًا صحيا ووجبات متوازنة.

النتائج المُتوقَعة

يبدي معظم المرضى تحسنًا ويعود أغلبهم إلى نشاطهم الطبيعي خلال ستة أسابيع من البدء ببعض الإجراءات البسيطة عادةً مثل العلاج المحافظ، لكن الأعراض قد تستمر عند البعض حتى بعد العلاج.

اقرأ أيضًا:

جراحة الديسك المجهرية

ما تحتاج إلى معرفته عن بروز الأقراص في الظهر

ترجمة: محمد أديب قناديل

تدقيق: عبدالرحمن داده

المصدر