وجدت دراسة هولندية جديدة أن الاضطهاد الطفولي يرتبط بانخفاض جودة العلاقات في الحياة لاحقًا، ووفقًا لبحث نشر في مجلة Child Abuse & Neglect يؤثر الاكتئاب والتعلق غير الآمن -على ما يبدو- في الرابط بين الاثنين.

وعلى وجه الخصوص فإن نمط التعلق القلق والاكتئاب الحاد يجمعهما رابط قوي، بينما يتوسط نمط التعلق الانعزالي العلاقة كاملًا، ومما يثير الاهتمام أنّ القلق والإدمان الكحولي لم يكن لهما تأثير في علاقات البالغ.

أوضح مؤلفو الدراسة في حديثهم عن ذلك: «يشعر البالغون الذين عانوا الاضطهاد الطفولي بضعف الثقة بالنفس والبعد عن الآخرين ويتطور لديهم نمط التعلق غير الآمن».

يوضح بحث سابق العلاقة بين صدمات الطفولة ومشاكل الصحة العقلية، مثل: الاكتئاب والقلق، أما البحث الحالي فيذهب أبعد من ذلك ويشرح التفاعل بين تلك العوامل.

شارك في الدراسة أكثر من 2000 شخص أعمارهم بين 18 و 56، واستمرت قرابة عقد من الزمن، قيم الباحثون فيها الصحة العقلية للمشاركين والمشاكل المرتبطة بها مثل الاكتئاب والقلق في السنوات الأولى والثانية والرابعة والسادسة من العمر، وشملت الدراسة صدمات الطفولة في السنة الرابعة والتاسعة من العمر ونوعية العلاقات في تلك المرحلة ونمط التعلق.

أظهرت التحليلات الأولية ارتباطًا سلبيًا بين الاضطهاد الطفولي والتعلق غير الآمن ونوعية العلاقات على التوالي، بينما وُجد ارتباط إيجابي مع الاكتئاب والقلق الحاد.

اقترح الفريق ست طرق لشرح العلاقة بين المتغيرات، حُددت طريقتان تتوسطان العلاقة بين الاضطهاد الطفولي ونوعية العلاقات الحميمية بناءً على العمر والجنس والمستوى التعليمي، وربطت الطريقة الأقوى منها بين صدمات الطفولة وارتفاع خطورة الاكتئاب والقلق وانخفاض نوعية العلاقات.

وفي تعليقهم على ذلك قال مؤلفو الدراسة:«تشير هذه الطريقة إلى أن بعض الأفراد الذين عانوا من الاضطهاد الطفولي كان لديهم مزاج سيئ وأعراض اكتئاب أخرى، وأصبحوا أكثر اتكالًا وأقل ثقةً بالنفس، ما يشعر بعدم الاستقلالية ويزيد من التوتر في العلاقات ويؤثر في نوعيتها».

تربط الطريقة الثانية بين الاكتئاب وانخفاض نوعية العلاقات، التي تتوسطها الانطوائية، فالانطوائيون يتجنبون العلاقات الحميمية، ويكونون غير جديرين بالثقة في نظر شركائهم، وبالمقابل لا يثقون بشركائهم أو يعتمدون عليهم.

ما يزال غير معروف بالضبط كيف أو لماذا تؤثر تلك العوامل ببعضها؟ ولكن أظهرت البيانات تأثر الصحة والعافية بتجارب الطفولة.

يأمل مؤلفو الدراسة إعلام الآباء والمعلمين والأطباء والعامة عن التأثير المدمر المحتمل للاضطهاد الطفولي في الصحة العقلية والعلاقات الحميمية، للتعرف عليها بطريقة أفضل واكتشافها مبكرًا، والحصول على دعم كبير للأطفال والأهل من المدرسة والأطباء.

اقرأ أيضًا:

ما العلاقة بين صدمات الطفولة والشيخوخة المبكرة؟

8 أسباب تصعب تجاوز الطفولة القاسية

ترجمة: هادي سلمان قاجو

تدقيق: نور عباس

المصدر