التفضض هو الحالة التي تسبب تبدل لون البشرة إلى اللون الأزرق أو الرمادي. وتحدث عند تعرض الجسم لكميات زائدة من الفضة، أو بعد التعرض المديد لكميات ضئيلة منها. وليست الفضة سيئة بالضرورة، حتى أنها تستخدم طبيًا أيضًا كما في: الضمادات، والمراهم، والأدوية مثل القطرات العينية. والتفضض حالة نادرة غير مهددة للحياة، لكنها قد تحمل تأثيرًا كبيرًا في جودة الحياة.

ما أعراض التفضض؟

العرض الرئيسي والأكثر وضوحًا للتفضض هو تبدل لون الجلد إلى الأزرق – الرمادي، قد يبدأ التصبغ في منطقة صغيرة أو شريط مصطبغ من الجلد، لكنه سيغطي كامل الجسم في النهاية.

كذلك قد يكون تصبغ اللثة بالبني أو الرمادي العرض الرئيسي لدى البعض، لكن قد نجد أماكن أخرى يظهر فيها فرط التصبغ مثل:

  •  سرير الظفر.
  •  أغشية الملتحمة.
  •  الأغشية المخاطية.

علمًا أن درجة التصبغ تعتمد على كمية الفضة الواردة إلى الجسم.

يتطور التفضض سريعًا حال التعرض لمستويات عالية جدًا من الفضة، بينما من المحتمل أن يتطور ببطء إذا كنت تستخدم منتجات حاوية على كميات ضئيلة من الفضة، وقد يستغرق أشهرًا أو سنوات في بعض الحالات. وتزداد المناطق المعرضة للشمس قتامة مقارنةً بالأماكن المغطاة.

ما الذي يسبب التفضض؟

الفضة مادة موجودة في الطبيعة، نتعرض يوميًا لكميات صغيرة منها بمصادرها المختلفة الموجودة في الطعام، والماء، وحتى الهواء. وقد تدخل الفضة الجسم كذلك عن طريق الفم، والأغشية المخاطية، والجلد.

يتطور التفضض عند وجود كميات كبيرة من الفضة في الجسم، التي تنتج بدورها عن التعرض طويل الأمد للفضة. وفور وجود الفضة في المعدة فإنها ستسبب تفاعلًا كيميائيًا وستدخل مجرى الدم عندما تتفكك.

وخلال أسبوع، فإن معظم الفضة التي نستهلكها ستطرح عن طريق البراز بينما يطرح القسم الآخر في البول. لكن عندما نتعرض للفضة بكميات زائدة، لن يستطيع الجسم التعامل معها بكاملها، وستتراكم في الجلد والأنسجة الأخرى، ليظهر الجلد بلون أزرق رمادي حال تعرضه للضوء.

كيف سينتهي الأمر مع الكميات الكبيرة من الفضة الداخلة إلى الجسم؟

يحتمل دخول كميات كبيرة من الفضة إذا تضمنت المهنة تعرضًا مزمنًا للفضة كما في صناعة الفضة، والمجوهرات، أو معالجة الصور الفوتوغرافية.

كذلك تحوي بعض المنتجات التي نستهلكها أو نطبقها على الجلد الفضة مثل:

  •  المقويات المضادة للميكروبات.
  •  الأدوية الحاوية على أملاح الفضة.
  •  المكملات الغذائية الغروية الحاوية على الفضة، إذ تُسوَّق على أنها علاج لكل شيء.
  •  الغرزات الفضية المستخدمة في الجراحة.
  •  الحشوات السنية الحاوية على الفضة.

نجد عنصر الفضة في قائمة المكونات بعدة أشكال مثل:

  •  أيونات الفضة.
  •  الفضة الأصلية الصرفة.
  •  ألجينات الفضة.
  •  بروتين الفضة.
  •  سلفاديازين الفضة.
  •  غروانيات الفضة، أو بروتين الفضة الغروي، أو الفضة الغروانية الحقيقية.

إضافًة لما سبق، تسبب القطرات العينية أو مستحضرات التجميل الحاوية على الفضة تفضضًا موضعيًا في العين، وعادًة لا يسبب ارتداء المجوهرات الفضية أو استعمال الأدوات الحاوية عليها التفضض، لكن في بعض الحالات تسبب الإبر المستخدمة في الوخز أو الأقراط الحاوية على الفضة تفضضًا موضعيًا.

كذلك تتداخل المكملات الغذائية الحاوية على الفضة مع امتصاص بعض الأدوية مثل:

  • المضادات الحيوية من زمرة الكينولون مثل: الأوفلوكساسين، والسيبروفلوكساسين (سيبرو)، ونورفلوكساسين (نوروكسين).
  • التتراسكلينات.
  •  هرمون الدرق (التيروكسين).
  •  البينسيلامين (سوبريمين).

ما هي مجموعات الخطر؟

يعد التعرض لكميات كبيرة جدًا من الفضة عاملَ الخطر الرئيسي للتفضض، ومن غير الواضح حتى الآن كمية التعرض أو مدته ليسبب التفضض. ويُحتمل تطور التفضض في الحالات التالية:

  •  استخدام مكملات غذائية أو أدوية حاوية على الفضة.
  •  استخدام منتظم للقطرات العينية أو مستحضرات التجميل الحاوية على الفضة.
  •  مهنة تتضمن تعرضًا مديدًا للفضة.

مكان العمل يتضمن تعرضًا للفضة كما في:

  •  تعدين الفضة.
  •  تكرير الفضة.
  •  صناعة المجوهرات.
  •  ارتداء الفضة أو صناعة السبائك الفضية.
  •  معالجة الصور الفوتوغرافية.

كيف يُشخص التفضض؟

يجب مراجعة الطبيب حال ملاحظة تبدل لون الجلد أو العينين أو الأظافر للأزرق أو الرمادي. بالطبع؛ لدينا جميعًا كميات ضئيلة من الفضة في أجسامنا ويمكن قياسها بطرق كثيرة، إذ تعد عينات البول أو الدم طرقًا جيدة لكشف التعرض الزائد للفضة خلال الأسبوع الفائت.

سيحتاج الطبيب لأخذ خزعة نسيجية صغيرة من الجلد لتشخيص التفضض، وهذا ما يسمى بخزعة الجلد. وسيوضح الفحص النسيجي للخلايا التصبغ الأزرق أو الرمادي، ومن ثم بالوسع أخذ خطوات جدية لتجنب التعرض الزائد للفضة حالما يتأكد التشخيص.

هل يوجد علاج للتفضض؟

لا يوجد علاج للتفضض حاليًا، لكن من المفيد معرفة أن بعض التجارب قد أثبتت مؤخرًا فائدة العلاج بالليزر، التي تعِدُ بنتائج جيدة للحد من تغير لون الجلد. حتى الآن هذا هو العلاج الوحيد المتوفر، لكنه محدود الفعالية أيضًا. لذلك نحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتحديد مدى فائدته.

إليكم بعض الخطوات للحد من التعرض الزائد للفضة:

  •  تغطية الجلد بلباسٍ واقٍ أو قفازات لدى التعامل مع الفضة.
  •  تجنب المكملات الغذائية أو الأدوية الحاوية على الفضة.
  •  تجنب مستحضرات التجميل الحاوية على الفضة أيضًا.

ولأن الضوء يساهم في جعل الجلد أكثر اغمقاقًا، يجب استعمال الواقيات الشمسية وتغطية الجلد قدر الإمكان لدى الخروج في الجو الحار.

ما هي وجهات النظر عمومًا؟

قد تكون النتائج غير قابلة للعكس إذا كنت تعاني من التفضض، لكن البعض قد استفاد من العلاج بالليزر.

التفضض حالة غير مهددة للحياة، إذ لا ترتبط الفضة بالتسرطن أو المشاكل التناسلية أو العصبية أو أي تأثيرات مرضية أخرى، والقلق الرئيسي حول الفضة تجميلي أساسًا، فالأمر قد يؤثر في حياة البعض عاطفيًا أو في جودتها.

إذا كنت مكتئبًا أو قلقًا بخصوص الفضة وتأثيراتها، راجع طبيبك لكي يحيلك بدوره إلى معالج أو مستشار للتعامل مع المشكلة.

اقرأ أيضًا:

ما هي الآثار الجانبية لإزالة الشعر بالليزر؟

فوائد زيت الأفوكادو للبشرة

ترجمة: ليال يوسف

تدقيق: جنى الغضبان

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر