التهاب التّيه: هو التهاب الأذن الداخلية.

يتسبب بالتهاب بنية دقيقة عميقة داخل الأذن تسمى المتاهة، ما يؤثر على السمع والتوازن.

أعراض التهاب التّيه:

الأعراض الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب التّيه هي:

  •  الشعور بأنك أنت أو محيطك يتحرك أو يدور (الدوار).
  •  الشعور بالمرض.
  •  فقدان السمع قليلًا.

هذه الأعراض يمكن أن تختلف في شِدتها، إذ يشعر بعض الناس بأنهم لا يستطيعون الوقوف أحيانًا.

قد تشتمل الأعراض الأخرى لالتهاب تيه الأذن على:

  •  صداع خفيف.
  •  الشعور بطنين أو أزيز في أذنك (طنين).
  •  سائل أو قيح يتسرب من الأذن.
  •  ألم الأذن.
  •  تغيرات في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة.

يمكن أن تكون أعراض التهاب التّيه حادةً جدًا خلال الأسبوع الأول، ولكنها تتحسن عادةً بعد بضعة أسابيع.

في بعض الحالات، يمكن أن تستمر الأعراض لفترة أطول ويكون لها تأثير كبير على جودة حياتك وقدرتك على القيام بالمهام اليومية.

متى يجب عليك أن تحصل على مساعدة طبية؟

إذا كنت تعاني من الدوار أو فقدان السمع قليلًا أو أي من الأعراض المذكورة أعلاه ولم تتحسن بعد بضعة أيام، أو عندما تزداد الأعراض سوءًا، راجع طبيبك.

غالبًا ما تتحسن أعراض الدوار والغثيان والمرض تدريجيًا خلال بضعة أيام، على الرغم من أنها قد تستمر أحيانًا لعدة أسابيع.

قد تشعر بعدم التوازن لعدة أسابيع أو أشهر، وهذا يتحسن عادةً بمرور الوقت ومع العلاج.

ويجب أن يعود سمعك على الرغم من أن هذا قد يعتمد على نوع الإصابة التي سببت المشكلة.

راجع طبيبك العام فورًا إذا كان لديك فقدان مفاجئ للسمع في إحدى الأذنين، مع أو دون دوار.

من المهم أن يتم التحقق من السبب.

تشخيص التهاب التّيه:

يتم تشخيص التهاب التّيه بناءً على الأعراض، والتاريخ الطبي، والفحص البدني.

قد يطلب منك الطبيب تحريك رأسك أو جسمك، ويفحص أذنيك بحثًا عن علامات الالتهاب والعدوى.

وربما يطلب منك إجراء بعض اختبارات السمع، إذ أن التهاب تيه الأذن يكون أكثر احتمالًا إذا كنت تعاني من ضعف السمع.

سيقوم طبيبك بفحص عينيك أيضًا.

إذا كانت تتمايل بشكل لا يمكن التحكم فيه، فعادةً ما تكون علامةً على أن النظام الدهليزي -نظام توازن الجسم- لا يعمل بشكل صحيح.

علاج التهاب التّيه:

ﻋﺎدةً ﻣﺎ ﺗﻤﺮ أﻋﺮاض اﻟﺘﻬﺎب التيه ﺧﻼل أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ.

يشمل العلاج شرب الكثير من السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف والاستراحة أيضًا والأدوية لمساعدتك على التأقلم بشكل أفضل مع الأعراض.

تحدث معظم حالات التهاب التّيه بسبب عدوى فيروسية، وفي هذه الحالة لا تساعد المضادات الحيوية على الشفاء، ولكن ستُعرض عليك مضادات حيوية إذا اعتقد طبيبك أن السبب هو عدوى جرثومية.

اتصل بطبيبك إذا لم تتحسن الأعراض بعد ثلاثة أسابيع.

قد تحتاج إلى الإحالة إلى أخصائي الأذن والأنف والحنجرة.

يعاني عدد قليل من الأشخاص من أعراض تستمر لعدة أشهر، أو في بعض الحالات سنوات، وهذا يتطلب نوعًا أكثر كثافةً من العلاج يسمى علاج التأهيل الدهليزي وهو شكل متخصص من العلاج الطبيعي.

ما الذي يسبب التهاب تّيه الأذن؟

يحدث التهاب التّيه بسبب عدوى في المتاهة. المتاهة هي الجزء الأعمق من الأذن.

وتحتوي على:

  •  القوقعة- وهي تجويف صغير حلزوني الشكل ينقل الأصوات إلى الدماغ وهو مسؤول عن السمع.
  •  النظام الدهليزي- مجموعة من القنوات المملوءة بالسوائل التي تساهم في إحساسك بالتوازن.

عادةً ما يتبع التهاب تيه الأذن التهابًا فيروسيًا، مثل البرد أو الأنفلونزا.

يمكن أن تنتشر العدوى من الصدر، الأنف، الفم، والمسالك الهوائية إلى الأذن الداخلية.

الالتهابات التي تؤثر على بقية الجسم، مثل الحصبة، النكاف، أو الحمى الغدية، هي أسباب أقل شيوعًا لالتهاب التّيه الفيروسي.

في حالات نادرة، يمكن أن يحدث التهاب التّيه بسبب عدوى بكتيرية.

من المرجح أن يؤثر التهاب تيه البكتيريا على الأطفال الصغار ويمكن أن يكون خطيرًا.

يمكن أن تدخل البكتيريا المتاهة إذا ثُقبت الأغشية الرقيقة التي تفصل الأذن الوسطى عن الأذن الداخلية.

يمكن أن يحدث هذا إذا كان لديك عدوى في الأذن الوسطى أو عدوى في بطانة الدماغ (التهاب السحايا).

يمكن أن يتطور التهاب التّيه أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية الكامنة، إذ يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة بدلًا من محاربة الالتهابات.

مضاعفات التهاب التّيه:

إن التهاب التّيه البكتيري يحمل مخاطر أكبر من التسبب في فقدان السمع بشكل دائم، خاصةً عند الأطفال الذين أصيبوا به كمضاعفات لالتهاب السحايا.

نتيجةً لهذا الخطر المتزايد، ينصح بإجراء اختبار السمع بعد الإصابة بالتهاب التّيه البكتيري.

يمكن أحيانًا علاج فقدان السمع الشديد بعد الإصابة بالتهاب التّيه البكتيري بغرسة القوقعة الصناعية، وهي جهاز سمع صغير يُركّب جراحيًا تحت الجلد خلف الأذن.

التهاب العصب الدهليزي:

كثير من الأشخاص الذين يشخص لديهم التهاب في المتاهات يعانون فقط من أعراض التوازن دون فقدان السمع.

وهذا ما يعرف باسم التهاب العصب الدهليزي بدلًا من التهاب التّيه. ومع ذلك، غالبًا ما يستخدم كلا المصطلحين لوصف نفس التشخيص.

يعالج التهاب التيه عادةً باستخدام مزيج من تقنيات المساعدة الذاتية والأدوية.

قد يُنصح بمعالجة التأهيل الدهليزي (VRT) لعلاج التهاب التيه طويل الأمد (مزمن).

المساعدة الذاتية:

شرب الكثير من السوائل، خاصةً الماء، لتجنب الجفاف.

في المراحل المبكرة من التهاب التّيه قد تشعر بالدوار بشكل دائم ويتملكك إحساس بالدوار الشديد.

يجب أن تستريح في السرير لتجنب السقوط أو الإصابة. يجب أن تتحسن الأعراض بعد بضعة أيام، ويجب ألا تشعر بالدوار طوال الوقت.

لتقليل أي شعور متبقٍ بالدوخة والدوار:

  •  استلق في وضع مريح أثناء نوبة الدوار على الجانب المفضل لديك فهو أفضل في كثير من الأحيان.
  •  تجنب الكحول.
  •  تجنب الأضواء الساطعة.
  •  حاول التخلص من الضوضاء أو أي شيء يسبب الإجهاد من محيطك.
  •  يجب أيضًا تجنب القيادة واستخدام الأدوات والآلات، أو العمل على ارتفاعات عالية إذا كنت تشعر بالدوار وعدم التوازن.

الأدوية:

إذا كانت الأعراض شديدة؛ فقد يصف لك طبيبك الدواء، وهذا يمكن أن يشمل:

  •  البنزوديازيبين – benzodiazepine – يقلل من النشاط داخل الجهاز العصبي المركزي، ما يقلل من احتمالية تأثر دماغك بالإشارات غير العادية القادمة من النظام الدهليزي، وهو جزء من المتاهة يؤثر على التوازن
  •  مضاد للقيء (الدهليزي المهدئ)- يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الغثيان والقيء.
  •  الكورتيزون؛ للحد من الالتهاب.
  •  المضادات الحيوية؛ يمكن وصفها إذا كان يعتقد أن التهاب تيه الأذن ناجم عن عدوى بكتيرية.

تحقق من نشرة معلومات المريض التي تأتي مع الدواء للحصول على قائمة كاملة من الآثار الجانبية المحتملة.

متى يجب أن تحصل على المزيد من النصائح الطبية؟

اتصل بطبيبك إذا ظهرت عليك أعراض إضافية تشير إلى أن حالتك قد تزداد سوءًا، مثل:

  •  تشوش ذهني.
  •  الكلام غير الواضح.
  •  رؤية مزدوجة.
  •  ضعف أو خدر في جزء من جسمك.
  •  تغيير في طريقة المشي عادةً.

قد تحتاج إلى دخول المستشفى لمزيد من التقييم والعلاج.

اتصل بطبيبك أيضًا إذا لم تتحسن الأعراض بعد ثلاثة أسابيع. قد تحتاج إلى الإحالة إلى أخصائي الأذن والأنف والحنجرة.

التهاب التيه المزمن:

يعاني عدد قليل من الناس من الدوخة والدوار لعدة أشهر أو حتى لسنوات.

هذا هو المعروف أحيانًا باسم التهاب التيه المزمن.

لا تكون الأعراض عادةً شديدةً مثلما يحدث عند ظهور الحالة لأول مرة، ولكن حتى الدوخة الخفيفة يمكن أن تؤثر على جودة حياتك وأنشطتك اليومية.

العلاج التأهيلي الدهليزي (VRT):

يمكن أن يساعد العلاج التأهيلي الدهليزي (VRT) الأشخاص الذين يعانون من التهاب التيه المزمن.

يستخدم العلاج التأهيلي الدهليزي التدريبات للمساعدة في إعادة تدريب الدماغ والجهاز العصبي لتعويض الإشارات غير الطبيعية القادمة من النظام الدهليزي.

وعادةً ما يتم ذلك تحت إشراف أخصائي علاج طبيعي مدرّب خصيصًا، ويستخدم مجموعةً من التمارين من أجل:

  •  تنسيق حركات اليد والعين.
  •  تحفيز أحاسيس الدوخة حتى يعتاد عقلك على الإشارات التخريبية المرسلة من قبل النظام الدهليزي الخاص بك ويبدأ في تجاهلها.
  •  تحسين التوازن والقدرة على المشي.
  •  تحسين قوتك واللياقة البدنية.

  • ترجمة : بشار الجميلي.
  • تدقيق: أحلام مرشد.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر