ما التهاب السحايا بالمكورات العنقودية؟

هو إنتان جرثومي يصيب السحايا، التي تشكّل الغطاء الواقي الذي يحمي الحبل الشوكي والدماغ. غالبًا ما تكون الحالة قاتلة، لكنها نادرة.

يصنّف التهاب السحايا بالمكورات العنقودية إلى مكتسبٍ في المستشفى أو مكتسبٍ في المجتمع. الاختلاف الوحيد هو مكان اكتساب العدوى وكلاهما خطيران. يُكتسب التهاب السحايا بالمكورات العنقودية بسبب العنقوديات المذهبة أو العنقوديات البشروية عادةً من إجراءٍ جراحي.

الأعراض الباكرة لالتهاب السحايا بالمكورات العنقودية مخاتلة، قد لا تؤخذ بجدية من قبل المريض لأنها تشبه الزكام أو الأنفلونزا، وتزداد الأعراض خطورة مع تفاقم الإنتان.

يتطلب التشخيص العثور على المكورات العنقودية المذهبة أو المكورات العنقودية البشروية أو نوع آخر من جراثيم المكورات العنقودية في الجسم والسائل النخاعي.

تُجرى أيضًا فحوصات الدم وفحوصات تصويرية للدماغ لتأكيد التشخيص.

العلاج صعبٌ فقد تكون جراثيم المكورات العنقودية مقاومة للعديد من الأدوية. يُعطى العديد من الأشخاص المضادات الحيوية عند وصولهم إلى المستشفى، ولكن قد لا يكون المضاد المعطى نوعيًا. يبقى خطر الموت مرتفعًا والإنذار سيئًا حتى بإعطاء المضادات الحيوية النوعية. والذين يعانون أمراضًا مزمنة مستبطنة يكونون أكثر عرضةً للوفاة.

أعراض التهاب السحايا بالمكورات العنقودية

نظرًا لأن أعراض التهاب السحايا بالمكورات العنقودية غير نوعية وتشبه العديد من الأمراض الأخرى، قد يكون من الصعب تشخيصها. تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب السحايا بالمكورات العنقودية ما يلي:

  •  الحمى.
  •  الصداع.
  •  الإقياء.

تشمل الأعراض الأقل شيوعًا ما يلي:

  •  صدمة أو انخفاضًا شديدًا في ضغط الدم.
  •  فقدان الوعي.

أسباب التهاب السحايا بالمكورات العنقودية

يمكن أن تحدث الإصابة بالتهاب السحايا بالمكورات العنقودية بإحدى طريقتين:

  •  الانتقال المكتسب من المستشفى: يعني هذا أن المريض أصيب بالعدوى في أثناء تلقي العلاج في مستشفى أو دار رعاية.
  •  الانتقال المكتسب من المجتمع: يعني هذا أن العدوى حصلت خارج المستشفى أو مكان الرعاية الصحية.

يُعامل كلا السببين بالمثل، فبمجرد التقاط الإنتان، تعبر العوامل الممرضة الحاجز الدماغي الدموي وتصيب السحايا.

عوامل الخطر لالتهاب السحايا بالمكورات العنقودية

من الهام جدًا معرفة عوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا بالمكورات العنقودية، وهي تشمل ما يلي:

  • مرض السكري: إذ يتداخل ارتفاع السكر في الدم مع أداء الجهاز المناعي.
  •  سوابق استشفاء أو عمل جراحي.
  •  تناول الأدوية المثبطة للمناعة.

تشخيص التهاب السحايا بالمكورات العنقودية

لتشخيص التهاب السحايا بالمكورات العنقودية، يجب إجراء اختبارات لإثبات وجود الجرثومة المحددة التي تسبب المرض.

أشيع أسباب التهاب السحايا هي الفيروسات والجراثيم مثل:

  •  العقديات الرئوية.
  •  النيسيريا السحائية.
  •  المستدمية النزلية.
  •  الليستيريا المستوحدة.

لتحديد نوع الجرثومة المسببة لالتهاب السحايا بدقة، يجب إجراء:

  •  زرع جرثومي: تؤخذ مسحة من الأنف أو الحلق أو عينة من من الدم أو السائل الدماغي الشوكي. تُترك العينة لتنمو على أوساط زرع محددة لتحديد نوع الجراثيم الموجودة.
  •  رنين مغناطيسي: التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس للبحث عن علامات الالتهاب في الدماغ.
  •  بزل السائل الدماغي الشوكي وتحليله للبحث عن علامات الإنتان في السائل الدماغي الشوكي.
  •  تعداد الدم الكامل CBC: يفيد في تحري علامات الإنتان في الدم.

علاج التهاب السحايا بالمكورات العنقودية

يجب إعطاء العلاج بالمضادات الحيوية الصحيحة بسرعة، ويتيح زرع الدم والسائل الدماغي الشوكي للأطباء معرفة الأدوية التي يجب وصفها. وتُعطى معظمها عبر الوريد للتأثير في أسرع وقت ممكن.

يعتمد المضاد الحيوي المثالي على الجراثيم المسببة للإصابة. تشمل المضادات الحيوية النموذجية المستخدمة في علاج التهاب السحايا العنقودية ما يلي:

  •  فانكومايسين.
  •  nafcillin.
  •  سيفازولين.
  •  لينزوليد.

إذا ساءت الحالة، قد تُستخدم التهوية الميكانيكية عبر القناع أو أنبوب التنفس الصناعي لمواصلة إمداد جسم المريض بالأكسجين. يمكن أيضًا إجراء غسيل الكلى لأن الكلى قد تصبح قاصرة.

إنذار الإصابة بالتهاب السحايا بالمكورات العنقودية

الإنذار سيئ ومعدل الوفيات مرتفع للغاية. حتى مع إعطاء المضادات الحيوية المناسبة، لأن الحالة تؤثر على العضو الأكثر حساسية في الجسم وهو الدماغ.

يوجد احتمال كبير للإصابة بتلف دائم في الدماغ لدى الناجين. يكون الأشخاص المصابين بحالات مرضية كامنة مثل مرض السكري أو أمراض القلب، أكثر عرضة للوفاة.

لحسن الحظ فإن التهاب السحايا بالمكورات العنقودية نادر، ويمكن منعه باستخدام الأساليب الوقائية المناسبة.

الوقاية من التهاب السحايا بالمكورات العنقودية

للوقاية من التهاب السحايا بالمكورات العنقودية، يجب ممارسة عادات النظافة الجيدة. يوصى بغسل اليدين جيدًا وتغطية الفم عند السعال لوقف انتشار الجراثيم.

يجب الحفاظ على جهاز مناعة صحي وقوي باتباع نظام غذائي صحي، والتحلّي بالنشاط، واختيار أسلوب حياة صحي. يساعد نظام المناعة القوي الجسم على محاربة أي جراثيم ضارة.

اقرأ أيضًا:

التهاب السحايا بالمكورات الرئوية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

التهاب السحايا الفيروسي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: هيا منصور

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر