الحمامى عديدة الأشكال (Erythema multiforms) هي رد فعل مناعي جلدي تجاه خمج أو دواء معين. تأتي هذه التسمية من الدمج بين المصطلحات اللاتينية: Erythema والذي يعني الحمى أو الاحمرار، multi أي المتعدد، و forms أي الأشكال. ويصف اسمها المظهر الرئيسي لها وهو الطفح الجلدي النقطي على الجسم.

تصيب الحمامى عديدة الأشكال الأشخاص بأي عمر، ويشكل الأطفال نسبة 20% من المصابين. غالبًا ما تصيب البالغين الشباب بأعمار العشرينيات والثلاثينيات مع نسبة إصابة أعلى عند الذكور بمعدل خمس ذكور لكل أنثى.

تكون الحمامى عديدة الأشكال صغرى أو كبرى؛ إذ تسبب الصغرى حالة معتدلة من الطفح الجلدي بينما تكون الكبرى شديدة وتتطلب علاجًا أقوى.

ما هي الحمامى عديدة الأشكال ؟

كيف تبدو؟

تكون الحمامى عديدة الأشكال الصغرى بشكل طفح جلدي منتبج بلون أحمر أو وردي أو بنفسجي أو بني. وهي غالبًا ما تكون دائرية بقطر أقل من 3 سم وقريبة للمظهر الهدفي إذ تكون الدائرة الخارجية واضحة الحدود بينما قد توجد فقاعة في المركز.

يظن الناس أن الحمامى عديدة الأشكال الكبرى تشابه الصغرى إلا أن أبرز فارق بينهما يكمن في كمية المخاط ومساحة الجلد المصاب في الكبرى. إن شكل الطفح الجلدي الهدفي يبقى نفسه في الكبرى إلا أنه يكون أكبر نسبيًا وقد تلتقي الدوائر مع بعضها. كما تميل الآفة إلى أن تتحوصل ثم تتمزق وقد تتقرح أيضًا. بحسب موقعها، يمكن لهذه الآفات أن تنتج المخاط.

في الحمامى عديدة الأشكال الكبرى، يوجد على الأقل منطقتان من الجسم ستصابان بآفات منتجة للمخاط واحدة منها هي الفم.

أين تظهر؟

تصيب الحمامى عديدة الأشكال الصغرى القدمين، الوجه، الأذنين، راحتي وظهري اليدين. وهي غالبًا تظهر بدايةً على اليدين أو القدمين قبل أن تنتقل إلى الجذع. أما الحمامى عديدة الأشكال الكبرى فتصيب نفس المناطق السابقة ولكنها تصيب أيضًا الفم والشفتين والحنجرة والعينين والأعضاء التناسلية. في هذه المناطق تكون الآفات حاوية على المخاط.

الأعراض

قد يعاني المصاب بالحمامى عديدة الأشكال من الأعراض التالية:

  • السعال مع صعوبة التنفس تكون علامات لعدوى سببت هذه الحالة.
  • حمى مع درجة حرارة ٣٨ فما فوق.
  • الشعور بعدم الراحة والذي غالبًا ما يسبق ظهور الطفح.
  • تورم وآلام مفصلية.
  • آفات مؤلمة في حال وجود المخاط.

غالبًا ما تكون آفات الحمامى عديدة الأشكال غير مؤلمة مع شعور بالحرقة، إلا أن الآفات المترافقة مع المخاط مثل آفات الفم والحنجرة والطرق التناسلية والعينين غالبًا ما تكون مؤلمة.

الأسباب

تكون الأخماج هي المسبب في معظم الحالات، ونادرًا ما يسبب دواء معين رد فعل مناعي.

فيروس الحلأ البسيط (Herpes simplex virus):

يعد فيروس الحلأ البسيط السبب الأول للحمامى عديدة الأشكال؛ ويوجد الفيروس عند ٧٠% من حالات الحمامى الناكسة. يسبب كلا نمطي الحلأ البسيط الإصابة بالحمامى، إلا أن النمط الأول -والذي يسبب تقرحات الرشح- هو المسؤول عن معظم الحالات.

يحصل تفشي الحلأ البسيط غالبًا قبل ٧ إلى ١٠ أيام من تطور الحمامى عديدة الأشكال، ومن الممكن تطورها حتى دون ظهور أعراض الحلأ البسيط.

ذات الرئة بالمفطورات (Mycoplasma pneumonia):

تعد ذات الرئة بالمفطورات سببًا آخر للحمامى عديدة الأشكال؛ وهي مرض إنتاني سببه جراثيم المفطورات الرئوية إذ تحدث الحمامى عند ٢ إلى ١٠% من الأطفال المصابين بالإنتان. لا بد من العلاج الفوري في حال الشك بأن ذات الرئة بالمفطورات هي سبب الحمامى.

الأسباب الإنتانية الأخرى:

تتضمن الأسباب الأخرى للحمامى عديدة الأشكال الإنتانات الفيروسية مثل:

  • الفيروسات الغدية (adenoviruses).
  • فيروس الانفلونزا أو الرشح (influenza).
  • فيروس ابشتاين بار الذي يسبب داء وحيدات النوى الخمجي (Ebstein-Barr).
  • فيروس التهاب الكبد (hepatits).
  • فيروس كوكساكي المسبب لداء الفم واليد والقدم (coxsackie).
  • الفيروسات الصغيرة (parvovirus).
  • فيروس عوز المناعة المكتسب (HIV).

أما الإنتانات الجرثومية الأخرى المسببة للحمامى:

  • السل أو التدرن (tuberculosis)
  • التهاب البلعوم الذي تسببه جراثيم المكورات العقدية (strep throat)، كما يمكن أن تسبب المكورات أمراضًا أخرى.

الأدوية:

في حالات نادرة جدًا، قد تكون الأدوية مسببة للحمامى عديدة الأشكال ومن الأدوية التي يعتقد أنها قد تسببها:

  •  سيلدينافيل (فياغرا).
  •  الباربيتورات وهي أدوية حالة للقلق أو منومة
  •  هايدانتوئين وهي من أدوية الصرع.
  •  مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية والتي غالبًا ما تستخدم كمسكن ألم.
  •  البنسلينات.
  •  الفينوتيازينات المستخدمة في الاضطرابات العقلية والعاطفية.
  •  السلفوناميد وهو مضاد جرثومي قد يوصف في حال التهاب القولون القرحي.

تشخيص الحمامى عديدة الأشكال

لا توجد حاجة للتحاليل الدموية في تشخيص الحمامى عديدة الأشكال، إذ يستطيع الطبيب تشخيصها بمجرد النظر إلى الطفح الجلدي. قد تكون خزعة الجلد ضرورية في حالات معينة وذلك لنفي الأسباب الأخرى. يأخذ يقوم الطبيب عينة صغيرة من الآفة وإرسالها إلى مخبر التشريح المرضي.

يمكن في حال الشك بذات الرئة بالمفطورات إجراء صورة صدر بسيطة. قد يختلط التشخيص أحيانًا مع متلازمة ستيفن جونسون أو انحلال البشرة السمي وهي ارتكاس جلدي يعطي نفس الأعراض.

علاج الحمامى عديدة الأشكال

تتراجع الحمامى عديدة الأشكال الصغرى عفويًا، ولكن تحتاج في بعض الحالات إلى علاج حيث توصف الستيروئيدات الموضعية في حال كانت الأعراض مهمة.
أما الحمامى الكبرى فتتطلب علاجًا أطول وأهم، في حال كانت الآفات نازة، يحتاج المريض ضمادات ومسكنات ألم.

في حال كان هنالك فقد هام للسوائل من الفقاعات لا بد من تعويضه وريديًا بسوائل فيزيولوجية. وقد يلزم المكوث في المشفى في الحالات الشديدة. في حال كان السبب هو الحلأ البسيط عندها لا بد من إعطاء مضاد فيروسي مثل الأسيكلوفير الفموي والذي يعد مفيدًا في الوقاية من هجمات الحمامى المرتبطة بالحلأ البسيط.

وفي حال كانت ذات الرئة بالمفطورات هي السبب، لا بد من وصف صادات حيوية مثل الماكروليدات، تيتراسيكلين، إزيترومايسين.

الإنذار

إن الحمامى عديدة الأشكال هي حالة ناتجة عن ارتكاس جلدي لإنتان أو دواء في حالات نادرة. في الشكل الأصغري تتراجع الحالة خلال ٢-٤ أسابيع كما يحاول الأطباء تحديد السبب وعلاجه مع وصف الستيروئيدات الموضعية من أجل الطفح الجلدي.

أما الشكل الأكبري فيتطلب عناية وعلاجًا أكبر متضمنًا عناية بالآفات، وتسكين الألم وأحيانًا الاستشفاء.

اقرأ أيضًا:

البقع الداكنة على الجلد: الأسباب وكيفية علاجها

ما هو مرض القوباء الحلقية (الفطار الجلدي) ؟

لقد اكتشف العلماء كيفية توظيف وإعادة برمجة خلايا الجلد لمكافحة السرطان

أكثر المشاكل التي تصيب الجلد شيوعًا

ترجمة :علا سليمان

تدقيق: غزل الكردي

المصدر