الحمية الغنية بالبروتين تقلل فوائد التمثيل الغذائي لخسارة الوزن


قام فريق من الباحثين بإجراء دراسة لمساعدة النساء على خسارة الوزن وملاحظة تأثير ارتفاع نسبة البروتين في الحمية على خفض الوزن. حيث وجد هذا الفريق أن اللواتي تناولن وجبات مع نسبة مرتفعة من البروتين لم يحصلن على فوائد التمثيل الغذائي، مقارنة باللواتي تناولن وجباتهن بنسبة أقل من البروتين.

فالنساء اللواتي يخضعن للحميات يستهلكن في بعض الأحيان كمية أكبر من البروتين الذي يقلل من شعورهن بالجوع، ويمنع تراجع الأنسجة العضلية؛ الأمر الذي يترافق غالبًا مع فقدان الوزن. ولكن في دراسة أجريت على 34 امرأة تعانين من السمنة وتجاوزن سن انقطاع الطمث، وجد الباحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن أن تناول كمية كبيرة من البروتين يلغي فائدة هامة لخسارة الوزن وهو تحسين الحساسية تجاه الإنسولين، الأمر الذي يعتبر حيويًا لخفض خطر الإصابة بالسكري.

وتقول الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة د. بيتينا متندورفر (Bettina Mittendorfer) أن النساء اللاتي خسرن وزنًا نتيجة تناول حمية غنية بالبروتين لم يحصل لديهن أي تحسنٍ في الحساسية تجاه الإنسولين، في حين أن النساء اللاتي استهلكن كمية بروتين أقل كان لديهن حساسية مرتفعة للإنسولين في نهاية الدراسة، وهذا الأمر يعتبر هامًا، لأنه عند العديد من الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة لا يسيطر الإنسولين بشكل فعال على نسبة السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي في النهاية للإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وتعتبر الحساسية تجاه الإنسولين دليلًا هامًا على صحة التمثيل الغذائي، وهذا بدوره يحسن من عملية خسارة الوزن. حيث أن النساء اللاتي خسرن وزنًا في هذه الدراسة وتناولن كمية أقل من البروتين تحسنت الحساسية للإنسولين لديهن بمقدار 25-30%.

وفي هذه الدراسة، تم وضع المشاركات في ثلاث مجموعات لمدة 28 أسبوعًا، ففي المجموعة التي تخضع للمراقبة طلب من النساء الحفاظ على أوزانهن، وفي المجوعة الثانية تناولت النساء حميةً لتخفيض الوزن تتضمن الكمية الموصى بها من البروتين يوميًا وهي 0.8 غرام لكل كيلو غرام من الجسم. وفي المجموعة الثالثة اتبعت النساء حميةً مخصصة لإنقاص الوزن ولكن مع استهلاك المزيد من البروتين، حيث تناولن 1.2 غرام لكل كيلو غرام واحد من الجسم.
تقول د. متندورفر أن الفريق قام بتوفير جميع وجبات الطعام، وأن جميع النساء تناولن نفس الأطعمة الأساسية، وأن الشيء الوحيد الذي تم تغييره هو نسبة البروتين مع تغييرات قليلة جدًا في نسبة السكريات والدهون، حيث كانت ترغب برؤية تأثير البروتين على خسارة الوزن. قام الفريق بالتركيز على البروتين، لأنه يوجد اعتقاد شائع عند النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث بأن التركيز على البروتين يساعد على الحفاظ على الأنسجة الضامة، الأمر الذي يمنع خسارة الكثير من العضلات عند خسارة الدهون.

وتضيف د. متندورفر، أنه عند خسارة الوزن فإن ثلثي هذا الوزن تكون من الأنسجة الدهنية والثلث الباقي من الأنسجة الضامة، حيث أن النساء اللاتي تناولن الكثير من البروتين لم يكن الفرق في خسارة الأنسجة الضامة لديهم إلّا قليلًا، وكان الفرق الإجمالي رطلًا واحدًا، حيث يطرح سؤال هنا ما إذا كان هناك فائدة طبية لمثل هذا الفرق الضئيل.

والنساء اللاتي تناولن الكمية الموصى بها من البروتين شهدن تحسنًا ملحوظًا في التمثيل الغذائي حيث تحسنت الحساسية للأنسولين بمقدار 35-30% الأمر الذي يعتبر هامًا لخفض خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب، في حين أن النساء اللاتي تناولن حمية غنية بالبروتين لم يُلاحظ لديهن هذا التحسّن.
فتغيير نسبة البروتين له تأثيرات كبيرة، حيث أنها لم تكن مجرد تقليل فوائد التمثيل الغذائي؛ بل تم إلغاؤها عند النساء اللاتي تناولن وجبات غنية بالبروتين، على الرغم من أنهن فقدن نفس الوزن الذي فقدته النساء اللاتي تناولن وجبات منخفضة بالبروتين. ولكن هل هذا التأُثير هو نفسه على الرجال أو النساء المصابات بالسكري من النوع الثاني.. هذا الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات.


ترجمة: أمين السيد
تدقيق: دانه أبو فرحة

المصدر
الدراسة