لاقى تطبيق الذكاء الاصطناعي (ChatGPT) مؤخرًا شهرة واسعة في عدة مجالات، مثل كتابة المقالات والشعر وحتى الأكواد البرمجية، لكن يختلف الأمر عندما يتعلق بكتابة المقالات العلمية المحكمة. أشار تقرير لصحيفة الغارديان إلى أن اثنين من دور النشر الكبرى -«سبرينغر نيتشر» و«إيلسفير»- قد أعلنا موقفهما المعارض من اعتبار التطبيق كاتبًا مستقل الشخصية بوسعه تأليف الأبحاث العلمية.

منذ انطلاقه في نوفمبر 2022، أجاب التطبيق عن ملايين الاستعلامات المتعلقة بشرح مفاهيم معقدة أو كتابة مقالات تميّزت بطابعها الأدبي. رغم نيلها رضا طلاب الجامعات، ظلت بعض جوانب القصور المتعلقة بكتابة الأبحاث العلمية. زعم الطلاب استقلاليتهم بكتابة المقالات، إذ أعطى أكثرها الانطباع ببشرية مؤلفها، فلم يستطع أحد التعرف على كاتبها الحقيقي، لكن بعض الباحثين تمكنوا من تمييزها، لذلك اعتُبر التطبيق مؤلفًا مستقلًا وله أسلوبه الأدبي.

رفض الناشرون اعتبار الذكاء الاصطناعي مؤلفًا:

عبّرت ماجدالينا سكبر-رئيس تحرير المجلة العلمية الشهيرة «نيتشر»- عن موقفها من الأمر قائلة: «يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي في الأبحاث العلمية أداةً لتعزيز فهمها لغير المتحدثين الأصليين بالإنكليزية. لا يقتصر مجال البحث العلمي على الكتابة والنشر، بل تتخلله مراحل تفصيلية تساهم في نتيجة البحث النهائية، مثل عمليات إجراء التجارب وإثبات الفرضيات والتواصل مع المشرفين والباحثين ومراكز البحث. يصعب على الذكاء الاصطناعي القيام بهذه الأشياء، ولا تمكن المقارنة بين جهد الباحث العلمي وتطبيق الذكاء الاصطناعي، لهذا يجب ألا نعتبره مؤلفًا للبحث».

كان لإلسفير موقفًا مشابهًا، إذ وضعت معايير مسبقة للنشر، منها أن يقتصر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تفسير نتائج البحث أو تسهيل لغته أو تلخيصه ليُقدم بصورة أفضل.

ماذا عن كتابة المقالات الأكاديمية؟

أشرنا سابقًا إلى أن البحث العلمي تتخلله عدة مراحل ممنهجة، بالمثل فإن استخدام الذكاء الاصطناعي أداةً لكتابة المقالات الأكاديمية غير عادل في التقييم العلمي للأبحاث. تنبهت المؤسسات التعليمية لأهمية موضوع استبدال طلابها أعمالهم اليدوية والذهنية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لهذا بدأت بمراجعة مناهجها التعليمية وتقييمها.

اختبر عميد جامعة ميامي جيفري ديورك التطبيق ووجده أداةً مساعدة للغاية في الدراسة، وقال: «إنّه أداة تساهم بفعالية في شرح موضوع الدرس، إذ لا يكتفي بعرض المواقع والمصادر ذات الصلة، بل يشرح كل جزئية متعلقة بالموضوع. في أوقات دراستنا، كانت وظيفة الآلات الحاسبة وحتى الحواسيب تسريع إجراءات البحث، ولم تكن بديلًا عن الباحث العلمي بالكامل».

حذر ديورك الطلاب من الاعتماد على التطبيق في إجراء البحث، إذ أشار إلى سلبياته قائلًا: «ليس التطبيق أداة مضمونة في إنشاء الأبحاث، إذ قد ينتج أخطاءً واقعيّة. وحتى ولو نجح الطالب في تقديم مقالة مولدة بواسطة التطبيق، فإنه سيحصل على علامة ومعرفة مزيفتين».

اقرأ أيضًا:

باحثون يحاولون نشر ورقة بحثية من تأليف الذكاء الاصطناعي

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي ChatGPT أن يكشف أول الأدلة على داء ألزهايمر؟

ترجمة: علي الذياب

تدقيق: عثمان عبدالله مرزوك

المصدر