يتعمق هذا الجزء من سلسلة الخرافات الطبية في المفاهيم الخاطئة حول السكتة الدماغية. من بين العديد من حالات سوء الفهم، يعرض هذا المقال إذا ما كانت السكتة الدماغية مشكلةً في القلب وما يجب معرفته عن الصغيرة منها والشلل.

تبعًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن أكثر من 750000 من الناس في الولايات المتحدة الأميركية يصابون بسكتةٍ دماغيةٍ كل عام، وحوالي 610000 يصابون بالسكتات الدماغية الأولى.

في العام 2019، كانت السكتة الدماغية ثاني المُسببات الرئيسية للوفيات على مستوى العالم، حيث تمثل 11% من معدل الوفيات.

توجد ثلاثة أنواع رئيسية من السكتة الدماغية. النوع الأول والأكثر شيوعًا هو السكتة الإقفارية التي تمثل 87% من الحالات. تحدث عندما يُسد تدفق الدم عبر الشريان الذي يمد الدماغ بالأكسجين.

الثاني هو السكتة النزفية الناجمة عن تمزق أحد شرايين الدماغ، ما يُحدثُ ضررًا في الأنسجة المحيطة.

النوع الثالث من السكتات هو النوبة الإقفارية العابرة (TIA) التي يطلق عليها غالبًا النوبات الصغيرة. تحدث عندما يُمنع تدفق الدم مؤقتًا إلى الدماغ، عادةً لمدة لا تزيد عن خمس دقائق.

1. تُعد السكتة مشكلةً في القلب:

مع أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مرتبط بعوامل الخطر القلبية الوعائية، تحدث السكتات في الدماغ وليس في القلب.

نقلًا عن الدكتور أورتيز لموقع Medical News Today MNT: «يعتقد بعض الناس أن السكتة هي مشكلة في القلب وهذا خطأ». السكتة هي مشكلة متعلقة بالدماغ ناتجة عن انسداد أو تمزق أحد الشرايين أو الأوردة في الدماغ وليس في القلب.

يخلط بعض الناس بين السكتة والنوبة القلبية التي تُعد ناتجة عن انسداد في تدفق الدم إلى القلب لا الدماغ.

2. لا يمكن الوقاية من السكتة الدماغية:

تتضمن عوامل الخطر الأكثر شُيوعًا: ارتفاع الضغط الشرياني، التدخين، المستويات العالية من الكوليسترول، السُمنة، الداء السكري، إصابة الرأس أو العنق، اللانظميات القلبية.

العديد من عوامل الخطر يُمكن تعديلها وهذا حسبًا لنمط الحياة. ممارسة الرياضة بانتظام وتناول نظام غذائي صحي يُمكنه تقليل عوامل الخطر كارتفاع الضغط والكوليسترول العالي والسمنة والداء السكري.

عوامل الخطر الأخرى تتضمن استهلاك الكحول والتوتر. قد يؤدي العمل على تقليل أو التخلص من الأنماط الحياتية هذه أيضا إلى التقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

3. السكتة الدماغية غير وراثية

تُزيد الاضطرابات أحادية الجين مثل فقر الدم المنجلي من خطر إصابة الشخص بالسكتة الدماغية.

تتضمن العوامل الوراثية الضغط المرتفع وعوامل الخطر الوعائية القلبية الأخرى تُؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بشكل غير مباشر.

نظرًا الى أن من المُرجح أن تشترك العائلات في البيئات وأنماط الحياة، فمن المُرجح أيضًا أن تزيد عوامل أنماط الحياة الغير صحية وبهذا خطر الإصابة بالسكتة بين أفراد العائلة، خاصةً عندما تكون مقرونة بعوامل خطر جينية.

4. من الصعب إدراك أعراض السكتة الدماغية:

الأعراض الأكثر شيوعًا للسكتة الدماغية:

  •  فقدان التحكم بالوجه، عندما تصبح جهة من الوجه خدرة وينتج عنها ابتسامة متفاوتة.
  •  ضعف الذراع، تصبح ذراع واحدة ضعيفة وخدرة وعندما تُرفع تنخفض ببطء نحو الأسفل.
  •  صعوبة في الكلام وتلعثم.

تتضمن الأعراض الأخرى:

  •  الخدر والضعف في الوجه، الذراع، الساق أو في الجهة الأخرى من الجسم.
  •  الارتباك والصعوبة في الكلام أو فهمه.
  •  الصعوبة في الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
  •  الصعوبة في المشي، بما فيها الدوار وفقدان التوازن والتنسيق.
  •  صُداع حاد غير معروف السبب.

5. السكتة الدماغية غير قابلة للعلاج:

يوجد اعتقاد خاطئ بأن السكتات غير قابلة للرجوع وغير قابلة للعلاج.

العلاج الإسعافي للسكتة هو حقن عقار يُذيب الخثرة أو استئصال الخثرة الميكانيكي الاجتياحي لإزالة الخثرة أو جراحة لعكس أعراض السكتة الدماغية لدى العديد من المرضى، خاصة إذا وصلوا إلى المُستشفى باكرًا بما يكفي للعلاج (في غضون دقائق أو ساعات منذ بداية ظهور الأعراض).

كلما طالت مدة استمرار الأعراض، قلت احتمالية الحصول على نتائج مُرضية. لذلك من المهم استدعاء الإسعاف ليُنقل المريض إلى المُستشفى بمجرد بداية ظهور الأعراض أي صعوبة الكلام وازدواج الرؤية والشلل أو الخدر.

أظهر أحد الأبحاث أن الذين يصلون خلال مدة ثلاث ساعات من بداية ظهور الأعراض يعانون عادةً من إعاقة أقل بعد ثلاثة شهور من أولئك الذين وصلوا لاحقًا.

6. تحدث السكتة الدماغية عند كبار السن فقط:

يعد العمر عامل خطر كبير للإصابة بالسكتة الدماغية، تتضاعف أخطارها كل عشر سنوات بعد الخامسة والخمسين من العمر. ولكن، قد تحدث السكتات في أي عمر.

وجدت إحدى الدراسات التي تُعاين بيانات الرعاية الصحية أن 34% من الحالات في المستشفى في عام 2009 كانت تحت سن 65.

وفي مراجعة في عام 2013، أُشير إلى أن ما يقارب 15% من جميع السكتات الدماغية الإقفارية تحدث عند الشباب والمراهقين.

لاحظ الباحثون أن عوامل الخطر المُؤهبة لحدوث السكتات من ضمنها ارتفاع الضغط والداء السكري والسُمنة واضطرابات مستوى الدهون والتدخين كانت من بين الحالات المشتركة الأكثر شيوعًا بين هذه الفئة العمرية.

7. جميع السكتات الدماغية لها أعراض:

ليست جميع السكتات الدماغية مصحوبةً بأعراض، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن السكتات الخالية من الأعراض أكثر شيوعًا من المصحوبة بأعراض.

وجدت إحدى الدراسات أن من بين أكثر من 11 مليون سكتة دماغية حدثت في عام 1998، 770000 منها فقط أظهرت أعراضًا في حين أن ما تبقى لم تُظهر أيًا منها.

تُظهر الأدلة في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي ما يُسمى بالسكتات الدماغية الصامتة على شكل نقط بيضاء من الأنسجة المُتندبة بعد انسداد أو تمزق وعاء دموي.

غالبًا تعرف السكتات الصامتة عندما يخضع المرضى لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي بحثًا عن الأعراض بما فيها الصداع، مشكلات في الإدراك والدوخة.

مع أنها تحدث دون أعراض، يجب علاجها بطريقة مماثلة للسكتات الدماغية المصحوبة بأعراض. تُعرض السكتات الصامتة الأشخاص لخطر الإصابة بالسكتات الدماغية المصحوبة بأعراض في المستقبل والتدهور الإدراكي والخرف.

8. السكتة الدماغية الصغيرة ليست خطيرة:

قال الدكتور أورتيز إنه قد استُخدِم مصطلح السكتات الصغرى استخدامًا خاطئًا، وعلى هذا قد يظن البعض أنها مرتبطة بمخاطر أقل، وكما قال أيضًا التعبير غير صحيح لأنها عبارة عن نوبة نقص تروية عابرة (TIA).

وأضاف إنها ليست سكتة صغرى، بل هي نبوءة على أن سكتة دماغية كبيرة قد تحدث. وأضاف أن أي عرض من أعراض السكتة الحادة، عابرة أو مستمرة، تحتاج إلى عمل طارئ وإدارة لمنع حدوث سكتة كبيرة مدمرة.

9. تسبب السكتة الشلل دائما:

تُعد السكتة الدماغية المُسبب الرئيسي للإعاقة طويلة المدى، لكن ليس كل من يعاني منها سوف يصاب بالشلل. أظهرت الأبحاث أنها تؤدي إلى انخفاض الحركة عند أكثر من نصف الناجين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 وما فوق.

مع ذلك، تختلف التأثيرات طويلة المدى باختلاف العديد من العوامل، منها حجم الضرر في المنطقة المصابة وأنسجة المخ المتأثرة، فعلى سبيل المثال سوف تؤثر الأضرار التي لحقت بالدماغ الأيسر على الجانب الأيمن من الجسم والعكس صحيح.

إذا حدثت السكتة في الجهة اليسرى من الدماغ، تتضمن التأثيرات ما يلي:

  •  الشلل على الجهة اليمنى من الجسم.
  •  صعوبات الحديث والنطق.
  •  سلوك بطيء وحذر.
  •  فقدان الذاكرة.

إذا كان يؤثر على الجانب الأيمن من الدماغ، قد يُحدث أيضًا شلل لكن هذه المرة على الجانب الأيسر من الجسم وقد تتضمن أعراضًا أخرى منها:

  •  مشاكل في الرؤية
  •  سلوك سريع وفضولي.
  •  فقدان الذاكرة.

10. يحدث التعافي من السكتة الدماغية بسرعة:

قد يأخذ التعافي من السكتة شهورًا، إن لم يكن سنوات. مع ذلك قد لا يتعافى الكثير تعافيًا تامًا.

اقرأ أيضًا:

النساء أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية كلما ازدادت حالات الإجهاض لديهن

تهدئة الأعصاب مفرطة الاستثارة تحمي الدماغ بعد السكتة الدماغية

ترجمة: سنا أحمد

تدقيق: أمنية يسري محمد

المصدر